خاص بالموقع – منذ انتصار الثورة في ايران عام 1979 احتكر نظام الجمهورية جميع المؤسسات الاجتماعية ذات الطابع المدني ولعل من اهم المؤسسات العامة التي احتكرها حكام ايران لأنفسهم هي مؤسسة المساجد .
مما لاشك فيه لعبت المساجد في ايران دورا مهما في نجاح الثورة الإيرانية، ففي ظل الانقطاع السياسي والثقافي التي شهدته ايران طوال خمسين عام من حكم الأسرة البهلوية لم يبقى للجمهور والعامة من الناس ألا المسجد ليتداولا فيه همومهم الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية ولم يكن في يوما من الأيام تتحدى مهام المسجد هذه المجالات .
ألا أنه وفي ظل حكومة رجال الدين اصبح للمسجد دورا أخر غير ذلك الدور الذي حدده الله ورسوله وأصحابه والتابعين, بل تم تحويله من مركز للعبادة إلى مركز تكون مهمته الأولى الحفاظ على نظام الجمهورية والترويج لأفكارها، بما فيها الفكر الشيعي الصفوي حيث يعتقد رجال الدين وساسة الحكم في ايران أن من مهام المساجد في ايران الترويج للمذهب الشيعي الصفوي والوقوف والتصدي بحزم لبروز نشاط المذاهب الأخرى الذي يطلق النظام عليها اليوم النشاط الوهابي.
فنظام ولي الفقيه رغم تشدقه بالحديث عن الإسلام ورغم تحمسه للمساجد ولبنائها, لم يسمح للسنة في طهران والذي يبلغ عددهم بالملايين ببناء مسجد واحداً لهم في طهران .
ويعتقد الكثير من رجال الدين السائرين في ركاب نظام ولاية الفقيه أن الأحزاب والمنظمات العلمانية غير الإسلامية تحاول تقييد دور المسجد وتخصص دوره على انه مكان للعبادة فقط وهذه نظرة مع الأسف قاصرة كما يقول رجال الدين في ايران ومن المفترض أن يؤدي المسجد واجبات أخرى لعل من بنينها تأمين سلامة الأمن الاجتماعي والحفاظ على تماسكه، ومفهوم الأمن الاجتماعي هنا هو منع حرية التعبير والعقيدة والتجمع والخ… وتعني بعبارة أخرى هي التجسس على الناس لصالح الولي والفقيه.
التجسس على المواطنين :
لقد ركزت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ اغتصابها الحكم من الجماهير عام 1979 على موضوع المسجد وأوكلت أدارتها والأشراف عليها إلى عناصر تسمى قوات التعبة أو المليشيات “البسيج” وأصبحت توجهها حسب رغباتها السياسة، وكما هو معلوم لعبت قوات البسيج وعن طريق استيلاءها على المساجد وأدارتها دوراً كبير في الحفاظ على نظام ولاية الفقيه وكأداة قمع لتسهيل الترويج لأفكاره وفرضها على الأخرين عنوة.
وعليه يمكن القول أن الولي الفقيه خامنه أي يوجه هذه المليشيات عبر طريقين للاستجابة إلى رغباته المرسومة سلفاً، الأول رجال الدين “ايدلوجيا ” والثاني الحرس “قمعياً” وهي قوة منظمة, كما تلبي هذه المليشيات النداءات والتوجيهات الصادرة عن المرشد علي خامنه أي دون أي نقاش ودون أن تتلقى مقابل ذلك أي أموال لأنه تم إقناعهم أن ما يقومون به هو واجباً شرعياً تفرضه المصالحة الدينية.
لقد استغل نظام الولي الفقيه جميع المساجد الموجودة في طول البلاد وعرضها بدءا من القرية إلى الناحية وانتهاء بالقضاء ثم المحافظة وتبديلها إلى مراكز “للمقاومة”، حيث يتم اختيار رؤساء هذه المراكز من بين عناصر المليشيات ويتم تعينهم من قبل الحرس الثوري مباشرة، أما إمام جماعة المسجد فيتم تعينه من قبل منظمة تدعى باسم منظمة الأعلام أو التبليغ الإسلامي، ويلعب كل عنصر في المركز ورجل الدين دورا أساسيا في المهمة الموكلة اليهم، فالأول يهتم بالشؤون العسكرية والبوليسية وذلك بشكل منظم وبالتنسيق مع الحرس الثوري “مخبر سري” وهو منفذ لسياساته أما الثاني وهو إمام الجماعة فينحصر دوره في تشجيع الأهالي والمصلين من اجل الالتحاق بمراكز المقاومة ويبرر هذا الالتحاق عبر خطاباته من الناحية الشرعية. كما يتم اختيار إمام الجماعة من بين اكثر أفراد المليشيات نشاطاً ووفاءاً ومن بين الأوساط ذات المكانة الاجتماعية وذلك من اجل التأثير على أفكار المواطنين، وفي حال الاستقلال في رأيه وعدم الامتثال لتوجيهات مركز المقاومة سوف يقطع راتبه ويخلع من مكانته كونه أماماً للجامع.
ومن الواضح أن كل القوتين ومع الأخذ بعين الاعتبار تسلسل المرتب يتلقون أوامرهما من الولي الفقيه علي خامنه أي أن مركز المقاومة يعمل تحت أمرة الحرس والحرس يتلقى أوامره مباشرة من خامنه أي والكل يدار من قبل ممثل ولي الفقيه.
كما لا يفوتنا القول أن كل من
قائد الحرس ومسؤول منظمة التبليغ الإسلامي وممثل الولي الفقيه يعينان من قبل الولي الفقيه بذاته.
الهيكل التنظيمي :
ولكن تلك القواعد المنتشرة في مساجد البلاد والتي تسمى “بالبسيج” كيف يتسنى لها مراقبة المواطنين ورصد تحركاتهم؟ وما هي نشاطاتهم وما هي بنيتهم التنظيمية؟ أن المخطط التنظيمي لمراكز المقاومة هو على النحو التالي :
المخطط التنظيمي لمراكز قوى المقاومة، هو نفس المخطط الموجود لدى الحرس الثوري ولكن بمقياس اقل ” تنظيم هرمي” وكل وحدة من المراكز تستطيع أن ترتبط بشكل مباشر بالمركز الأم أو المركز الأساسي الموجود لدى الحرس الثوري في الناحية أو القضاء أو المحافظة وأيضا العاصمة طهران.
أن جميع تنظيمات الحرس وكذلك قوى المقاومة تدار وتوجه من أربعة جهات وهي على النحو التالي :
1- ممثلية الولي الفقيه المستقرة في الحرس الثوري
2- منظمة المعلومات في الحرس الثوري
3- منظمة استخبارات الحرس
4- قيادة الحرس الثوري
أن هذه الجهات الأربعة واحدة تتفقد الأخرى أو تراقبها ويقومون بالتنسيق مع بعضهما البعض بشكل دائم ولكن ممثلية الولي الفقيه لها افضليه الأشراف على المنظمات الثلاث الأخرى، و يمكن القول أن الحرس لا يمكن له القيام بأي نشاط دون تأييد هذه الممثلية الموجودة داخل الحرس.
كيفية مراقبة هذه المراكز للسماجد والأحياء؟
إن من أولى المهام الملقاة على عاتق هذه المقرات هي معرفة جميع الأفراد القاطنين في هذه الأحياء وهذه المعرفة تتم بطريقتين غير مباشرة وطريقة مباشرة.
أولا: الطريقة غير المباشرة:
يحصل أمام جماعة مسجد الحي أو أعضاء “البسيج” وفي عمل منسق مع مخبريهم على المعلومات من خلال الاحاديث العادية اليومية مع سائر سكان الحي حيث يتم تحليل هذه المعلومات وتقيمها ورفعها إلى قيادة الحرس للتصرف بها حسب أهميتها.
ثانيا: الطريقة المباشرة:
يتدخل الأعضاء النشطين “للبسيج” وبموجب الأوامر الصادرة اليهم في خصوصيات الأفراد مباشرة وبالترهيب أو الترغيب ويقومون بالحصول على الأخبار، وعلى ضوء ما يتوفر من معلومات تباشر قوى العمليات بتنفيذ مهامها، حيث تقوم هذه القوات بفض المظاهرات أو باعتقال الأفراد حيث يتم نقلهم الى مقر مركز المقاومة “البسيج” المتواجد في المسجد واذا اقتضى الأمر يتم نقلهم إلى المعتقلات الموجودة في مقرات الحرس الثوري السرية والعلنية.
اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي.