وذلك بسبب انتهاجهم لأساليب النضال المدنية ومن اجل طرح قضيته شعبهم و التصدي للظلم و الاستبداد الذي يمارسه رجال الدين المتربعين على دفة الحكم في طهران سلميا ، من بينها تجاهل حقوق شعبهم و العمل ليلا نهار من اجل تغيير نسيجه السكاني .
و المناضلون المحكومون بالإعدام و المرشحون للجائزة الدولية و المحكوم عليهم بالإعدام والقابعين في سجن كارون السيء الصيت الواقعة في مدينة الاهواز والأعضاء في مؤسسة هم كل من :
1- محمدعلي العموري
2- هاشم الشعباني
3- هادي الراشدي
4- جابر البوشوكة
5- مختار البوشوكة
ويرى أعضاء مؤسسة الحوار الثقافي أن الأحكام الصادرة بحقهم هي أحكام جائرة و هي تفتقد لأي دليل لان مؤسستهم هي مؤسسة علمية ثقافيه غير حكومية ويرجع تأسيها إلى أعوام 1382 و 1384 هجرية قمرية 2003 و 2004 م وكانت تقيم مهرجانات و حفلات شعرية بالإضافة إلى إقامة صفوف لتدريس اللغة العربية وكذلك إقامة دورات فنية للشباب العرب في مدينة الخليفية ” رامشير ” وقد أغلقت مؤسستهم بعد أحداث الخامس عشر من نيسان عام 2005 وذلك في اطار سياسية التمييز العنصري وفي ظل أجواء بوليسية سادت المنطقة اثر هذه الأحداث . وفي عام 2010 أقدمت السلطات الأمنية الايرامية على اعتقال 20 عضوا من الأعضاء الناشطين في اطار هذه المؤسسة وقد تعرضوا لشتى صنوف التعذيب الجسدي و الروحي و ذلك لإجبارهم على الاعتراف بقيامهم بعمليات مسلحة ضد النظام .
هذا وكان السيد أحمد شهيد قد قدم تقريره الرابع في أعمال الدورة 22 ( 2013) من مجلس حقوق الإنسان، تطرق خلاله إلى حالة حقوق الإنسان في إيران، والى حقوق المرأة والانتهاكات التي تطال المعارضة السياسية والصحافيين، وكذلك الاضطهاد القومي ضد الشعوب غير الفارسية في البلد. كما تطرق لحالة حقوق الإنسان في إقليم الأهواز – عربستان ، مناشدا الحكومة الإيرانية بوقف تنفيذ أحكام الإعدام بحق الناشطين الاهوازيين الخمسة من مؤسسة الحوار الثقافية.وقال بان الاعترافات القسرية التي انتزعها رجال الأمن منهم جاءت تحت التعذيب وهي غير مقبولة، ومنافية لكل المعايير والقوانين الدولية .
وفيما يلي نصّ الرسالة التي بعثها على العموري الى شرفاء العالم من داخل سجنه الذي بدؤها قائلاً: “أبدأ الرسالة بمفردة باتت بعيدة كل البعد عن واقعنا المرير، فقدت مصداقيتها وأمست لا نجدها إلا في جعبة المفاهيم التي لا تشير إلى أي دلالة تنبثق من ثناياها رائحة الوجود ألا وهي مفردة (السلام)”.
“السلام” عنوان مدونتي في الشبكة العالمية التي تحمل معها السلم والحب كمبدأ لأي عمل إنساني في المجتمع.
ومن ثم بعد تخرجي في الجامعة انتقلنا أنا والبعض من النشطاء الثقافيين في مدينة الخلفية (جنوب ايران) إلى تأسيس مؤسسة غير حكومية (NGO) تحت رعاية منظمة الشباب التابعة لرئاسة الجمهورية في زمن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي تحت عنوان “مؤسسة الحوار” التي تعمل في مجال التنمية الإنسانية وتقوية البنية العلمية لتلاميذ منطقتنا النائية التي تتميز بفقرها وحرمانها من أدنى مستويات التعليم والتي تعاني أعلى مستويات البطالة وإدمان المخدرات.
“السلام” و”الحوار” الحلم الذي راودني عقداً من العمر وزجّ بي من سجن في العراق إلى سجن في إيران وجعلني سجيناً بلا حدود.
ربما لم ارتكب ذنباً سوى كلمة “اللا” بوجه كل من يقفون هاجساً أمام تكوين مجتمع حرّ يستطيع من خلاله أن يرتقي الإنسان إلى معارج الفكر ويزيح عن نفسه جميع الإطارات التي تعيق تنمية الإنسان.
بدأت رحلتي محاولاً إزاحة جميع الجدران التي تقطع الاتصال بين الثقافات وتعوق العلاقات البشرية، جدران تفرض روعتها الكاذبة بطلائها المخادع عبر مفاهيم لا توحي سوى بالبغضاء بين آحاد الأمم، وتبذل قصارى جهدها كي تزيل المفردات التي تنشر الحب والسلام بين الأنام.
تم اعتقالي في العراق في كانون الأول/ ديسمبر عام 2007 عندما كنت في طريقي إلى مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هناك وتم الحكم عليّ واثنين من أصدقائي بخمس سنوات من السجن كعقوبة لاجتياح الحدود العراقية ودخول العراق بشكل غير شرعي، تكبدنا من خلالها الكثير من المآسي التي تعجز عن وصف مرارتها الكلمات.
وفقدنا أحد أصدقائنا في سجن العمارة المركزي (جنوب بغداد) إثر تعرضه لجلطة قلبية وعدم توافر الإمكانات الطبية هناك.
لكن أصدقاءنا في منظمات حقوق الإنسان العالمية لم يتخلوا عنا وقد تلقينا منهم بعض المساندات ورسائل عديدة، ومن خلال هذه المراسلات تم الموافقة على لجوئي بمفوضية شؤون اللاجئين، لكن بعد ثلاث سنوات ونيّف من سجني تم تهجيري بشكل قسري وتسليمي إلى السلطات الإيرانية من قبل السلطات العراقية بكل دهشة وبشكل مناوئ لكل المواثيق الدولية.
وفي إيران بعد قضاء ستة أشهر في زنزانات المخابرات الإيرانية، حيث تعرضت إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي تم نقلي إلى سجن كارون المركزي في مدينة الأهواز، وبعد سنتين تم الحكم عليّ بالإعدام بمحكمة شكلية وغير عادلة وإلى هذه الآونة أبحث عن السبب “لماذا يريدون قتلي؟”.
فهذه مناشدة عاجلة إليكم وإلى كل من يهتم بالشأن الإنساني للتحرك عبر جميع القنوات التي ترونها مجدية على صعيد إنقاذ حياة الأبرياء والوقوف حاجزاً أمام بلورة جريمة بحق من يرفعون شعار الإنسانية والحرية والسلام ويلتزمون بها كمبدأ رئيس في حياتهم الاجتماعية والسياسية.
ربما لا تتحقق الأحلام ولكن بوسعنا أن نزرع بذور الأمل في قلوب الأجيال التي تطمح إلى تحقيقها بين العصور.
من السلام بدأت وللسلام عشت والسلام عليكم”.
محمد علي العموري : سجن كارورن – الاهواز
اعداد : لجنة الترجمة في مركز دراسات الاهواز