ولكن العقبة الرئيسية لترشح رحيم مشائي لخوض الانتخابات هو المرشد خامنئي الذي من الممكن ان يطلب من لجنة صيانة الدستور ان تقرر عدم تزكيته وبالنهاية رفض ترشيحه كما سبق وأن منع الرئيس الايراني من تعينه نائبا له وتجدر الاشارة هنا إلى التعليمات التي كان اصدرها المرشد إلى احمدي نجاد بهذا الخصوص جاء فيها :” حضرة السيد الدكتور احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية المحترم، بعد التحية والسلام، ان تعينكم للسيد اسفنديار رحيم مشائي نائبا لرئاسة الجمهورية لم يكن لصالحك ولا لصالح الحكومة وسيؤدي ذلك إلى بث الخلافات والتذمر في صفوف المريدين لكم ، لذا يجب الغاء هذا التعيين . سيد علي خامنئي 27/4/88، ايراني (جولاي 2009).
ولد مشائي في نوفمبر عام 1961 في قرية مشاء التابعة لمدينة رامسر في محافظة مازندران، شمالي ايران أي هو ينتمي للعرق المازي. وكان عمره ايام ثورة 1979 التي اطاحت بنظام الشاه 18 عاما. يقال ان افراد من عائلته واعمامه كانوا من مناصري منظمة مجاهدي خلق الايرانية. وهو كان عضوا في المنظمة المذكورة ايضا وتم اعتقاله في أوائل تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولكن في السجن اعلن التوبة والتخلي عن المنظمة ومنذ ذلك الحين اصبح من التوابين وساهم بشكل مباشر في تصفية عدد من اعضاء المنظمة التي كان ينتمي اليها أي مجاهدي خلق لكي يثبت وفائه واخلاصه للنظام.
وبعد سنة او سنتين من انتصار الثورة ارتبط بجهاز استخبارات الحرس الثوري وذلك قبل إنشاء وزارة الاستخبارات ( اطلاعات ). وكونه من التوابين أي من الاعضاء السابقين لمجاهدي خلق كان يعمل المستحيل حتى يثبت ايمانه العميق بنظام ولاية الفقيه. و قبل عام 1980 عندما كان عمره يقترب العشرين كلفه جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري وبأوامر مباشرة من “نقدي” القيادي في الحرس بالذهاب الى اقليم كوردستان الايراني الذي كان حينها يشهد تمردا كورديا مسلحا ضد السلطة المركزية، حيث استقبل ذلك القرار بكل رحابة صدر، وتم ارساله الى هناك ليعمل ضد التنظيم “كومله” الكردي وبدأ نشاط فعلا في المجال الأمني والاستخباراتي من قبل الحرس الثوري وفي بالتحديد في مقر “حمزة سيد الشهداء” اختار اسما مستعارا وهو “مرتضى محب الاولياء”.
يذكر أن أغلبية أعضاء فريق أحمدي نجاد بما فيهم الرئيس نفسه كانوا في بدايات الثورة الايرانية يعملون في محافظتي كردستان وآذربيجان الغربية .
وفي الفترة التي كان احمدي نجاد قائم مقام مدينة ماكو الكردية التابعة لمحافظة آذربايجان الغربية، كان رحيم مشائي يعمل هناك كعضو في اللجنة الأمنية (شوراي تامين) للمدينة المذكورة.
وفي عام 1981 ، اصبح اسفنديار رحيم مشائي مساعدا لمدير قسم الاستخبارات في مدينة رامسر أي مسقط رأسه .
الكاتب الاصولي المحافظ “رضا جلبور” من جماعة “عماريين” وهي تابعة لانصار حزب الله ايران الموالي للمرشد الأعلى وهو صاحب كتاب “سمع الاشباح” الذي نشره في مجلدين يتطرق فيه لبعض الاحداث المتعلقة بهجوم منظمة مجاهدي خلق الايرانية في 1982/4/6 على معسكر الباسيج (قوات التعبئة) الواقع في غابات بشمال ايران، ويقول : “بعد الهجوم المذكور القي القبض على 6 من المهاجمين بالاضافة الى قائد المجموعة “كورش رحيم مشائي” وهو شقيق اسفنديار رحيم مشائي حيث اعترف جميعهم بالعمل الذي قاموا به وصدر حكم اعدام بحقهم ولكن اسفنديار رحيم مشائي استعجل بتنفيذ الحكم الصادر وقام بأعدام 6 منهم بحضور 4 من عناصر الحرس، انتقاما لمقتل عدد من افراد مقر الباسيج التي تم الهجوم عليه إلا إنه استثنى شقيقه ، وبما انه يتمتع بمنصب مساعد مدير قسم الاستخبارات لمدينة رامسر، هدد العناصر الاربعة وطلب منهم الصمت على ما قام به. وبعدها بذل اسفنديار جهودا حثيثة لإنقاذ حياة شقيقه وبالتالي نجح في مسعاه، وصدر السجن المؤبد بحق “كورش رحيم مشائي” الذي اعلن عن توبته وتم تخفيف الحكم الى ثلاث سنوات وبعدها خرج من السجن ليعمل لاحقا كأحد عناصر النظام.
وبعد تأسيس وزارة الاستخبارات الإيرانية عام 1984 ، وعند تولي محمد محمدي ري شهري منصب الوزير في الوزارة تم تعيين اسفنديار رحيم مشائي مسؤلا عن المناطق المتأزمة والقضايا القومية في البلاد وحولت اليه مسؤولية كتابة استراتيجية نظام الجمهورية الاسلامية حيال اكراد ايران. وكان مشائي من مؤسسي دائرة الابحاث العلمية في عام 1997، التابعة لوزارة الاستخبارات ( اطلاعات ) ومن أهم أنشطته البحث والتحقيق حول القوميات الايرانية وتقديم الدراسات والخطط اللازمة للتعامل معها.
في الدورة الاولى لرئاسة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أصبح اسفنديار رحيم مشائي مديرا عاما للشؤون الاجتماعية في وزارة الداخلية التي كان في فترة وزارة علي محمد بشارتي. وفي عام 1989 قام رحيم مشائي بنشر صحيفة (سورة) التي كانت تصدر باللغتين الفارسية والكوردية حيث كان مديرا لها خلال 20 عاما لنشرها والتي توقفت عن النشر في عام 2009.
وعندما أصبح محمود احمدي نجاد عمدة العاصمة طهران التحق به اسفنديار رحيم مشائي وتسلم منه رئاسة منظمة الثقافة والفنون للعاصمة.
وعندما اصبح احمدي نجاد رئيسا للجمهورية منح رحيم مشائي رئاسة مؤسسة السياحة التابعة للحكومة، ومن اهم الاعمال التي قام بها من خلال هذه المؤسسة ، اصدار الاوامر بانشاء “سد سيوند” في اقليم فارس للتحكم بالمياه مما أدى ذلك إلى أضرار بيئية منها القضاء على 8 آلاف شجرة كانت يتراوح عمر كل واحدة منها 500 سنة، وبما ان السد المذكور قريب من قبر كورش (مؤسس الامبراطورية الاخمينية) وهو أحد أبرز وأهم رموز القوميين الفرس في إيران، يقال ان مبنى القبر أو بالأحرى الضريح بدأ يتضرر نتيجة لتسرب المياه اليه وتحول هذا الأمر إلى مادة اعلامية ضد الحكومة من قبل القوميين الفرس ولا سيما الملكيين منهم.
وعلى الرغم من كثرة الانتقادات التي تم توجيهها لرحيم مشائي بتمهة اعتقاده بالسحر والشعوذة، وتقديس هذا او ذاك من الناس، فانه من الجماعة في الحكومة الذين يتحدثون كثيرا عن علائم ظهور المهدي المنتظر أي الأمام الثاني عشر الغائب حسب اعتقاد الشيعة الامامية ويرى البعض بأنه يحاول بهذه الطريقة كسب ود رجال الدين التقليديين .
ومن خصوصيات رحيم مشائي ولعه الشديد بإعمال الوساطة التجارية والاموال التي يجنيها من خلال الاقتصاد الريعي. ويضاف الى ذلك استغلاله لمناصبه خدمة لأعضاء أسرته والمقربين منه حيث استطاع من خلال مناصبه المختلفة منحهم بعض المزايا والامكانيات، على سبيل المثال لا الحصر فان ابن شقيقته، ” آرش كوشا” وحسب مصادر صحافية محافظة منافسة لأحمدي نجاد:”ان آرش كوشا كان في السابق يعمل في دائرة المصادر الطبيعية والغابات كموظف عادي وكان لفترة ما عاطلا عن العمل ومن ثم عمل في محل تجاري يمتلكه أحد اقاربه ولكن عندما تبوأ اسفنديار رحيم مشائي في عام 2003 منصب رئاسة منظمة الثقافة والفنون لبلدية طهران أصبح “آرش” العاطل عن العمل عضوا في مجلس إدارة مجمع “بهمن” الثقافي وثم بدأ يجتاز سلم الارتقاء الوظيفي بسرعة إلى أن وصل لرئاسة لجنة المساندة لشركة ( سايبا ) لصناعتة السيارات، ومن ثم صار مدير عام المؤسسة الرياضية لشركة سايبا المعروفة في ايران.
اما بالنسبة الى الاقتصاد الريعي الذي يدر الاموال الهائله على اسفنديار رحيم مشائي، فان موقع الف التابع للنائب المحافظ أحمد توكلي ذكر في تقرير له في شهر مايو 2012:” ان شركة الاعمال الرأسمالية المعروفة باسم ( سمغاه ) التابعة لمؤسسة الآثار الثقافية والسياحية الايرانية، والتي تأسست في السابع من شهر تير 1388 الإيراني أي شهر جولاي 2009 برأسمال قدره 20 مليار تومان إيراني تمكنت خلال فترة قصرية أن تؤسس 6 شركات عملاقة أخرى تابعة لها. وإحدى هذه المؤسسات المنبثقة عن شركة سمغاه هو مصرف السياحة الذي تأسس برأسمال 200 مليار تومان، فقد وصل رأسماله خلال فترة وجيزة إلى 600 مليار تومان. والجدير بالذكر فان السيد اسفنديار رحيم مشائي وحميد بقائي الذي يعتبر هو الاخر من جماعة احمدي نجاد، كانا من أوائل المساهمين في شركة سمغاه.
كما استحوذت شركة سمغاه على 1.258.000 متر مربع من أراضي شمال لويزان الواقعة في شرق طهران، ( ويقال ان السلطة القضائية منعتها من ذلك)، حيث تم تحويل تلك الأراضي إلى شركة سمغاه دون إجراء مناقصة بهذا الخصوص وإنما جاء ذلك من خلال قرار صادر عن مجلس الوزراء يحمل رقم تسجيل بتاريخ 18 /5/1388 ايراني أي 9 / 8 / 2009 والذي بموجبه تم تسليم تلك الاراضي بالمجان إلى شركة سمغاه الخاصة.
ومن ضمن المزايا الحكومية التي حصلت عليها شركة سمغاه الخاصة هي عائدات الفنادق العالمية الضخمة لمطار “امام خميني”، وبموجب العقد الموقع مع هذه الشركة فان 31 الف متر مربع من الاراضي التي تقع بالقرب من المطار المذكور تم تسلميها هي الأخرى بالمجان للشركة نفسها لتبني عليها فنادق شريطة أن تستثمرها الشركة لمدة 25 سنة وبعد هذه المدة تسلم الفنادق الى شركة مطارات ايران.
وذات مرة عرّف رحيم مشايي نفسه امام حشد من الجماهير قائلا : ” هنا أقول وبكل صراحة ما أنا إلا جندي ولن أكون خجولا حتى لو سحقتم جسدي سأبقى جندي لهذا النظام وجندي لولاية الفقيه ولم اتراجع عن ذلك، .. أنا لست من جماعة الصم والبكم، لكن من أجل البعض سأفضل الصمت وستفهمون ذلك في ما بعد.”
اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي