أعرب عدد من الأهوازيين الذين يعيشون في الكويت عن معاناتهم مع مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي وصفوها بأنها لا تتعامل مع ملفاتهم بصورة إنسانية.
وقالوا في تحقيق أجرته معهم “السياسة” انهم لا يطمعون في أموال أو بأي مكتسبات عينية أخرى, بل ينشدون الحصول على حق اللجوء السياسي بسبب ملاحقة النظام الإيراني لهم في أي مكان لمجرد انهم من الناشطين السياسيين المنادين بتحرير بلادهم وتضمين الحقوق السياسية والمدنية لشعبهم الذي يتعرض إلى الإذلال في إيران.
وأعربوا عن شكرهم لسلطات الكويت وتعاملها الإيجابي والإنساني معهم, مطالبين في الوقت ذاته الدول العربية بالاهتمام بقضية الأهوازيين وجعلها من ضمن أولوياتها.
التفاصيل في التحقيق التالي:
يشرح المواطن الأهوازي “بويعقوب” شكل المعاناة التي يعيشها هناك الاهوازبون في الكويت وبقية دول العالم, فيقول: إن معاناة هذا الشعب الذي يتعرض لسلسلة من الإذلال والاضطهاد من قبل السلطات الإيرانية باتت مخيفة ومرعبة, نتيجة للتهجير المنظم الذي تتبعه سلطات إيران تجاه هذا الشعب بغية إفراغ الإقليم وتشريد مواطنيه, مضيفاً ان ما يعانيه الذين أجبروا على الخروج, حفاظاً على أرواحهم, وتفرقوا على دول العالم, تنحصر في مطالبة المواطن الأهوازي بالحصول على حق اللجوء السياسي, مشيراً إلى ان هذا المطلب بالغ الصعوبة في التحقق, خصوصاً في الدول العربية, مؤكداً ان الفئة العظمى من الأهوازيين الذين أبعدوا عن ديارهم يعانون الاضطهاد والمراقبة والتهديد من قبل النظام الإيراني.
وأوضح بويعقوب بأنه لا يطمع في الحصول على جواز سفر أو معاش بل يريد من مفوضية شؤون اللاجئين في الكويت والتابعة للأمم المتحدة أن تتعامل “بآدمية” مع شعبه المطارد.
وأوضح بأنه يعيش في الكويت منذ نحو 40 عاماً ويجد كل الحب والتقدير من الشعب الكويتي ومن الأجهزة الحكومية المختلفة, لكن المشكلة الأساسية تكمن في عدم التعامل الجيد من قبل المفوضية التي تهمل قضيتنا وتتراخى عن منحنا حق اللجوء السياسي.
العرب يتجاهلوننا
أما رفيقه أبوبشار, الذي يتفق معه في الرأي السابق, فيضيف: بأن الأهوازيين يعيشون في حالة من الشتات بكل دول العالم, مشيراً إلى انهم يحصلون بسهولة على حق اللجوء السياسي في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية, ولكن مفوضية شؤون اللاجئين في الكويت تتعامل مع ملفاتنا ب¯”لامبالاة” موضحاً انه قدم ملفه في العام 2005, ومنذ أيام قليلة ماضية ردت عليه المفوضية بأن معاملته مرفوضة من دون إبداء الأسباب.
وأوضح أبوبشار بأنه لا يسطتيع أن يذهب إلى الأهواز حيث إن السلطات الإيرانية لن تتردد في اعتقاله, خصوصاً ان الأهوازيين في الخارج مرصودين من قبل الأجهزة الأمنية ومخبريها في مختلف الدول, لافتاً إلى انه أكد لمفوضية شؤون اللاجئين عشرات المرات, بأن معاناة الشعب الأهوازي واضحة للعيان في وسائل الإعلام المختلفة وانه ذهب ذات يوم إلى المفوضية وانتظر هو وأولاده منذ الثامنة صباحاً وحتى الخامسة عصراً من دون إعطائه “كوب ماء” لأولاده بالرغم من انه طلبه, حيث كان ردهم ان البراد معطل”, فهل هذه حقوق إنسان?!
وأضاف أبوبشار: ان المسؤولين في هذه المفوضية
يتعاملون مع اصحاب المعاملات بصورة تشكيكية, لافتا الى ان السلطات الايرانية اصدرت بحقه تهما عدة تصل في نهايتها الى الاعدام, مؤكدا ان تهمته الاساسية هي انه ناشط اهوازي ينتقد السياسة الايرانية التي تتعامل بأبشع الطرق لابادة الشعب الاهوازي ومحوه من الوجود.
موضحا انه كأهوازي يعاني من الاضطهاد مثل بقية الاهوازيين منذ ان سلب منهم وطنهم عام 1925 مستغربا تعامل الدول العربية التي قال انها تجاهلت قضية الاهواز منذ سنوات طويلة.
المفوضية تضطهدنا
من جهته, يرى الكاتب الصحافي فاضل الاهوازي ان قضية الاهوازيين المقيمين في الكويت تتمحور في ضرورة اعطاء كل اهوازي يعاني من الاضطهاد في بلاده حق اللجوء السياسي, مشيرا الى انهم لا يطلبون الخبز او الاموال ولكن حق اللجوء السياسي حتى يعيشوا بصورة آمنة ومستقرة وباوراق ثبوتية معتمدة دوليا, واضاف منوها بان المفوضية تتجاهل فئة الاهوازيين في الكويت وتتعامل معهم كأنهم غير مرئيين, ما يعني اننا نواجه الاضطهاد هنا في ايران, لافتا الى ان من يعيش منهم في الدول الاوروبية يحصل حتى على الجنسية في زمن يقل عن خمسة اعوام.
واكد الاهوازي انهم لا يطالبون سوى بالحصول على اللجوء السياسي في الكويت, مشددا في الوقت ذاته الى ان هذا المطلب يخص فقط مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة كونها الجهة المسؤولة عن ملفهم ولا يخص الحكومة الكويتية التي ثمن حسن تعاملها معهم.
واوضح ان مسؤولي المفوضية لا يتعاملون بصورة لائقة مع الاهوازيين الذين يطرقون ابوابهم من اجل حق اللجوء السياسي متسائلا عن السبب الذي يجعل الملفات تتراكم عندهم لسنوات طوال من دون اتخاذ اجراءات بشأنها?
تهجير قسري
اما ابوعبدالله القحطاني فيؤكد ان مشكلة الاهوازيين مع النظام الايراني هي مشكلة ازلية, موضحا بانه دفع شخصيا ثمن معارضته النظام الايراني من خلال الاضطهاد الذي تعرض له, مشيرا الى ان الاهوازيين في ايران يعانون من فقدان كل الحقوق الانسانية وان السلطات الايرانية تختلق الاتهامات بحقنا ولا تتوانى عن تعذيبنا وتهجيرنا معربا عن شكره العميق للكويت حكومة وشعبا لحسن المعاملة التي يلقاها الاف الاهوازيين المقيمين على ارض الكويت الطيبة.
واضاف ابوعبدالله ان معاناة “اهوازيي الكويت” هي مع مفوضية شؤون اللاجئين التي وصفها بانها لا تعاملهم وفقا لما تنص عليه قوانين اللجوء المتعارف عليها عالميا.
عقد مع شركة وهمية
من جانبه ذكر مدير موقع “الاهواز” الالكتروني محمد الاهوازي انه دخل الكويت منذ سنوات عدة وانه وقع ضحية التعاقد مع شركة كويتية وهمية ما اضطره لمخالفة قانون الاقامة, موضحا انه ذهب الى مفوضية شؤون اللاجئين وتقدم بطلب الحصول على اللجوء السياسي بالكويت ولم يتمكن من الحصول على ذلك منذ العام 2008 وحتى الان.
واضاف انه اذا ما مرض فانه لا يستطيع الذهاب الى المستوصف او المستشفى لعدم قانونية اقامته في البلاد, مشيرا الى انه دخل الكويت باوراق صحيحة مئة في المئة وانه قام بتوثيق تصريح العمل من السفارة الكويتية في طهران وجاء على متن الخطوط الجوية الكويتية لكن تم اغلاق ملف الشركة التي جاء على كفالتها, الامر الذي حد من حركته بشكل نهائي حتى الان.