تتحدث بعض التقارير الايرانية عن لقائات تمت في الاونة الاخيرة بين المرشد والرئيس نجاد، كانت تتعالى اصواتهم اثناء النقاش بينهما الى حد ارباك الذين كانوا بقربهم، وهذا مايثبت صحة اطلاق تلك الاقاويل عن لسان الرئيس نجاد، على الرغم من انه لم تخرج تفاصيل عن الموضوع حتى الان.
والجدير بالذكر فأن الاسباب التي تجعل أحمدي نجاد قويا يتحدى الجميع ولا يخشى احد، هي ملفات الفساد المتعلقة بالقضايا الاقتصادية والسياسية لقادة النظام وهذا ما اكده احد المقربين لاحمدي نجاد في وزارة الداخلية عندما صرح ان لدى الرئيس الاف الملفات يستطيع ان يكشف عنها متى ما شاء.
وحسب ما جاء في بعض المواقع الفارسية نقلا عن احد المقربين من احمدي نجاد ان الوثاق التي بحوزة الرئيس الايراني تخص المرشد وافراد عائلته وبيته الاداري احداها تكشف عن اعترافات المرشد في منظمة الساواك ايام النظام الملكي الشاهنشاهي، ومعلومات عن سفره الى كوريا الشمالية عندما كان رئيسا للجمهورية وحضوره لمشاهدة رقصة الباليه النسائية، ووثائق تبين الفساد المالي لابناء المرشد لاسيما مجتبى خامنئيي والمبالغ التي اهداها احمدي نجاد الى المرشد تقدر ب 15 ميليار دولار في فترة رئاستة الاولى بين 2005 و 2009.
بعد الاعلان عن فضيحة الاختلاس المالي الضخم الذي وصل الى 2/600 مليار دولارفي خريف 2011 سعى خصوم الرئيس نجاد ان ينسبوا الاختلاس الى اسفنديار رحيم مشايي مستشار الرئيس نجاد وطالبوا بالقاء القبض عليه وتسليمه الى القضاء لمحاكمته، ولكن اجابهم الرئيس نجاد في حينها بالقول :” اذا كنتم تنوون محاكمة مشايي فعليكم محاكمة جميع الذين قاموا باختلاسات مماثلة وتم التستر عليها، ويقصد بذلك، مجتبى خامنئي النجل الاكبر للمرشد.
وبحسب اعتقاد بعض الايرانيين المتابعين للشأن السياسي، فان احمدي نجاد يتعمد بنشر بعض المواضيع الخلافية لانه يريد من خلالها ان يوجه رسالة الى المرشد بانه في حال حذفه وابعاده عن المشهد السياسي الايراني كما حصل لغيره من قادة الجمهورية الاسلامية السابقين امثال خاتمي و مير حسين موسوي فانه يستطيع ان يحول مجرى لعبة الفوز او الهزيمة، الى هزيمة على حساب الجميع وعلى رأسهم المرشد نفسه.
ومن تداعيات الخلافات الاخيرة التي وصلت الى ذروتها على اثر استجواب وزير العمل والرفاه الاجتماعي في الجلسه العلنية للبرلمان التي سميت بيوم الاحد الاسود، فأن كل من رؤساء السلطات الثلاث وكذلك المرشد علي خامنئي ادلى بتصريحات حول الاخلافات وماسيفعله في المستقبل حيال ذلك.
حيث اعلن احمدي نجاد في الايام الاخيرة في مناسبات مختلفة، انه لايعقل ان تواجه الحكومة الضغوطات الخارجية من جهة و في نفس الوقت تجري عليها ضغوطات داخلية من المسؤولين من جهة اخرى، وتطرق الى القضايا التي حدثت في الاونة الاخيرة ووصفها بانها مهمة وتستحق ان تتوضح ويطلع عليها الجميع وبما انه كما ذكر لايريد ان يعكر “اجواء الافراح التي تعيشها الناس لاحياء ذكرى انتصار الثورة” حسب قوله واحتراما للمرشد وتطبيقا لتوصياته فأوكل الحديث عن كشف الحقائق في الوقت المناسب .
اما صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية وصف حديث احمدي نجاد في جلسة البرلمان بانه “جرم ” وأكد ان مصلحة النظام و اوامر المرشد تتطلب مني الصمت، لكنه اضاف في نفس الوقت انه سيتكلم بالتفصيل في المستقبل عن الموضوع الذي طرح وسيتحدث عن ماهية”المجموعات المنحرفة” و”جماعة الفتنة” ويوضح للشعب فضائحهم وفسادهم الاقتصادي وانحرافاتهم العقايدية وتحركاتهم اليومية التي تضر بنظام الجمهورية الاسلامية، واعتبر صادق لاريجاني، الاوصاف والنعوت الغير مهذبة التي اطلقها احمدي نجاد بحق القضاة ومندوبي المجلس ورؤساء السلطات التشريعية والقضائية بانها مجرد اكاذيب واراجيف تخالف كافة الموازين الشرعية والقانونية وتعتبر جرم ، لايمكن بأي حال السكوت عنه حسب تعبيره، لكن والحديث للاريجاني نزولا لامر المرشد ومصالح النظام العليا ساتخذ جانب الصمت في الوقت الحاضر.
وفي الكلمة القاها علي لاريجاني رئيس السلطة التشريعية يوم الاربعاء في الجلسه العلنية للبرلمان، استهل كلامه بالتحية والتقدير لمرشد الجمهورية الاسلامية واشاد بمواقفه ازاء الاخلافات الاخيرة. وفي اشارة إلى أحمدي نجاد و مقربيه قال لاريجاني: ان عديمي الثقافة والوجوه الغير معروفة في الثورة، كل ما يقومون به هو عبارة عن ترويج المغالطات وزرع الفتن والاثارة في مسار الثورة.
وتزامنا مع تراشق بالالفاظ والسباب وتبادل الاتهامات بين رؤساء السلطات الثلاث ووعودهم بكشف الحقائق للمجتمع الايراني، صرح المرشد خامنئي في لقائه بالعاملين في القوة الجوية ، ان الخلافات الاخيرة التي حصلت بين رؤساء السلطات مخالفة للاخلاق الحسنة. واضاف خامنئي، ان تخطي المشاكل والعقبات وتحقيق الانتصار يتحقق في حال تمسكنا بالخطوات الصائبة والحفاظ على الوحدة والاتحاد وان يحافظ المسؤولين على مصالح البلاد.
وبما ان شخص المرشد هو احد اطراف هذه الخلافات فانه سلك مسار الاطراف المتصارعة وراح يهدد بانه سيتناول في المستقبل كل ماحدث الذي اعتبره تصرفات لاتنسجم مع الاخلاق الحسنة ودعى الجميع تجنبها، وانه سيواجه بكل قوة كل من ينوي تتضعيف نظام الجمهورية الاسلامية.
وبالرغم من التصريحات ورسائل رؤساء السلطات الثلاث التي نشرتها وسائل الاعلام في الشهور الماضية والتي تؤكد على اطاعتهم لاوامر المرشد، لكنهم في الاونة الاخيرة بدأ كل واحد منهم يهدد الاخر بكشف الحقائق الى الرأي العام الايراني، مما يدل على عدم الاخذ بكلام المرشد على محمل الجد من قبل مسؤولي النظام . وهذا يبين بان المرشد لم يكن قادرا على ادارة الازمات وان الوضع الداخلي للنظام اصبح هشا ويسير نحو هاوية لن ينجو منها أحد في حال أن أستمر أحمدي نجاد بلعبة الفوز أو الهزيمة .
اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي