وهذه المرة تجري الخلافات على اشدها بين الرئيس نجاد والمقربين له من جهة وبين المنتسبين للحرس الثوري سواء العاملين داخل مؤسسة الحرس او الاعضاء السابقين والذين يشغلون مناصب مدنية داخل اجهزة النظام في الوقت الحاضر من جهة اخرى .
وتزامنا مع نشر الشائعات التي تفصح عن اعفاء محمد رضا رحيمي (معاون الرئيس نجاد) وثلاثة وزراء في حكومة نجاد ، فقد تصاعدت حدة الانتقادات بين نجاد وباقي الاصوليين في مؤسسة الحرس الثوري ، حيث اكد احد الاعضاء السابقين في هذه المؤسسة العسكرية بأن الرئيس احمدي نجاد تنكر للمواقف الطيبة التي اتخذتها المؤسسة العسكرية – الامنية تجاهه وهو الآن بدأ يعمل ضدها.
و اشار اسماعيل كوثري العضو السابق للحرس المندوب في البرلمان في احد الحوارات اشار الى ان الحرس يعتبر من المؤسسات المهمة والمؤثرة ومن واجب الحكومات ان تأخذها بمحمل الجد وان تولي اهتماما للتعامل مع الحرس الثوري، واكد: من الواضح ان احمدي نجاد لديه مشاكل مع اعضاء الحرس ولايريد التعامل معهم.
و اضاف: “كما هو واضح لي بأن الحرس وقف الى جانب احمدي نجاد في عدة مناسبات لكن واجهه بمزيد من السلبيات ومنها توجيه التهم والافترائات ودائما يتعامل بطريقة سلبية مع قيادات الحرس.” وعلى أي حال ان اللجاجة التي تمارسها حكومة نجاد التي تدعي الاصوليه مع الحرس الثوري من الصعب التكهن بها ولاتخطر على بال. ان مندوب المجلس اسماعيل كوثري لاول مرة يكشف الستار عن الخلاف الذي حصل بين الحرس الثوري واحمدي نجاد منذ الاسابيع الاولى من الدورة الثانية لرئاسته، وبات واضحا للحرس بأنه لايمكن التعامل في الامور مع احمدي نجاد وحكومته ويختلف معه في الرأي.
وكما هو معلوم فأن الاختلافات بين منتسبي حرس الثورة وحكومة نجاد مستمرة منذ اشهر موجهين انتقادات لبعضهم البعض.
وقبل ذلك اشار علي سعيدي ممثل المرشد في مؤسسة الحرس بأن هذه المؤسسة العسكرية – الامنية لم تكن راضية من اداء احمدي نجاد ولديها المزيد من العتب عليه، وقال :” كنت اتصور بأن نجاد كما في الدورة الرئاسية التاسعة يتحرك من خلال الاطر اللازمة وان يترجم توجيهات المرشد الاعلى، و اضاف سعيدي :” قلت له بأنه كان بمقدورك ان تكون بطل تأريخ ايران المعاصر، لكن لم يحصل ذلك، وينبغي ان يسئل عن الاسباب. ونحن لم ندم على وقوفنا الى جانبه، لكننا لدينا الكثير من العتب عليه.”
ان الرئيس احمدي نجاد والموالين له قاموا ولمرات عديدة بمهاجمات كلامية ضد قوات الحرس. وفي الماضي اتهم نجاد قوات الحرس بالتهريب، وكشف عن المواني التي شيدوها سرا لاستيراد البضائع لحسابهم الخاص دون دفع ضرائب لادارة الجمارك ودون علم الحكومة ووصل الامر الى أن وصفهم ب “اخوتنا المهربين”.
وفي الشهر الماضي طالب احمدي نجاد من قيادات حرس الثورة ان يضعوا الاموال الطائلة التي بحوزتهم تحت اختيار الشعب، مما واجه احتجاجات كثيرين من قادة الحرس الحاليين والسابقين. وفي السياق نفسه فأن محمد رضا رحيمي المساعد الاول للرئيس نجاد اعتبر تحويل شركة المخابرات السلكية واللاسلكية الى قوات الحرس خطأ كبير وحصل على حد قوله نتيجة لضغوط بعض المراكز، التي لم يذكر اسمها .
وفي خضم المعركة الكلامية التى تدار بين الاطراف المتصارعة في الجناح الاصولي المهيمن على دفة الحكم في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، نقل موقع شبكة ايران التابع لمؤسسة ايران الحكومية في تقرير له، ما صرح به العقيد رسول سنائي في قوات الحرس حيث قال: ان التطلعات الفكرية ل احمدي نجاد ومناصريه تصب في العمل على اعادة رابطة الحجتية حيث انهم بدأو برفع شعارات مليئة بالنفاق منذ 2005 تحت شعار حماية المستضعفين. كما نشرت الشبكة فقرات عن الصحيفة الداخلية للحرس التي يتبين من خلالها نشاط وعمل الادارة السياسة للحرس ضد دولة الرئيس نجاد.
وفي تطور آخر، فأن احد اعضاء مؤسسة كيهان التي يتم تنصيب مديرها من قبل ولي الفقيه – فقد صرح في اجتماع عدد من اعضاء مجلس صيانة صيانة الدستور قائلا: يبدو ان احمدي نجاد قام بأنقلاب آيدولوجي و….وينبغي ان نعيد النظر به من جديد.
كما اشار الى المحيطين بأحمدي نجاد واضاف بالقول: ان الحلقة المنحرفة – المتنفذة في الحكومة تلعب في ساحة جماعات الفتنة مما تسببت في دخول “التطلعات الرأسمالية” و “كوادر البناء” (رفسنجاني وجماعته) و”جماعات الفتنة”(2) في بدنة ادارة الدولة. كما ان عناصر مؤسسي العمل وعناصر الحلقة المتنفذة في الحكومة تدار من قبل احدى الاجهزة الاجنبية على اساس آيدولوجية كبيرة وكلاهما يلعبان الكرة في ملعب العدو… ان هندسة التمرد المعكوس والنظرية الجديدة للاطاحة بالنظام هي من الداخل وخارطة طريقها هو ارتباط شبه التمردات البرجوازية في المركز بتمرد مناطق الاطراف (الشعوب غير الفارسية) والضغط الاصلي يعتمد على العمليات الاقتصادية المريضة من اجل ايجاد عدم الرضى في مناطق الاطراف والطبقات الفقيرة اقتصاديا. وبالتالي كل هذه القوى تكمل بعضها البعض.”
بعض القيادات في الحرس الثوري يعتقدون ان التغييرات التي يجريها الرئيس احمدي نجاد في حكومته هي من اجل المجئ بعناصر تابعين له وتسليمهم بعض الوزارات لكي يستطيعون من التدخل في عملية انتخابات الدورة الرئاسية الحادية عشر التي ستقام بعد ستة شهور لصالح من يؤيده الرئيس نجاد. كما انهم وباقي الاصوليين يتهمون نجاد بخلق الازمات وتشنج الاوضاع للتهرب من الانتقادات التي توجه له بسبب فشله الذريع في جميع مناحي الحياة لاسيما الوضع الاقتصادي للبلاد والهبوط الكبير للعملة الايرانية مقابل العملات العالمية.
وفي موضوع نشر على موقع بازتاب الالكتروني التابع ل محسن رضائي قائد القوة البرية للحرس الثوري أبان الحرب الايرانية العراقية والسكرتير الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، حيث نشر الموقع موضوع جاء فيه : ان حكومة احمدي نجاد خلال السبع سنوات الماضية من عملها تلقت مزيدا من التأييد والدعم من قبل شخص المرشد وحرس الثورة والسلطة القضائية ومجلس الشورى ولكن الرئيس نجاد في الوقت الحاضر يتحدث عنهم بسخرية و يستخدم النعوت الغير لائقة ويستهزئ بالجميع ولم يكن مستعدا للرد على الاستفسارات وان يوضح عن عمله خلال السبع سنوات وعن كيفية صرف العائدات النفطية التي يصل الى 700 مليار دولار امريكي.
- ( أبان تأسيس الجمهورية الاسلامية ظهرت جماعات اطلق عليهم الحجتيين اذ انهم يعتقدون بظهور الحجة ابن الحسن العسكري امام الشيعة الثاني عشر وعندماء ينتشر الظلم والفساد بشكل واسع ويعم العالم، عندها يظهر صاحب الزمان ليخلص العالم من الظلم والجور فأنهم من الراغبين بأنتشار المزيد من الظلم والفساد لكي تتهيأ الارضية لظهور الحجة. فلهذا اطلق عليم الحجتية وعلى رأس هؤلاء الجماعة عضو مجلس الشورى الاول السيد حسن آيت الذي قتل في بداية الثمانينيات، وكان من المتشددين لترسيخ فكرة ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية.
(2) جماعة الفتنة، اطلقها المرشد علي خامنئي على قيادة الحركة الاحتجاجية التي انطلقت بعد انتخابات الدورة العاشرة لرئاسة الجمهورية التي زورت نتائجها لصالح احمدي نجاد وتم الاعلان عن فوزه عن لسان المرشد، قبل اكمال النتائج النهائية وبفارق كبير عن منافسه مير حسين موسوي الذي بعد النتائج قاد التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية مع الرجل الدين الراديكالي مهدي كروبي احد قادة الجناح الاصلاحي
وتزامنا مع توجيه الانتقادات اللاذعة المستمرة منذ فترة لحكومة احمدي نجاد، فأن بعض الصحف والمواقع الالكترونية التابعة للاصوليين كتبت عن تغييرات جديدة من الممكن ان تجري في الحكومة. وكما نقلت هذه الوسائل الاعلامية اخبار عن احتمال عزل بعض الوزراء في الحكومة منهم، وزير الداخلية و وزير النفط و وزير جهاد الزراعة وكذلك السيد محمد رضا رحيمي المساعد الاول للرئيس احمدي نجاد. الجدير بالذكر فأن الرئيس نجاد قد قام في الاسبوع الماضي بعزل السيدة مرضية وحيد دستجردي وزيرة الصحة، والتي اعترض الاصوليين بشدة على عزلها .