جاء ذلك في كملة له في مؤتمر مجلس حقوق الإنسان الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف حيث أكج نشطاء أخرون من الشعوب غير الفارسية أن ايران تمارس أقصى درجات التمييز القومي ضد العرب والأكراد والبلوش والترك و التركمان.
ومثل الوفد الأهوازي كل من كريم عبديان وأمير الساعدي وصالح الحميد وإبراهيم الأهوازي.
وذكر ممثلون عن هذه الشعوب إن نظام الجمهورية الاسلامية يحول بحجج “أمنية” دون ممارسة غير الفرس، حقوقهم القومية المشروعة، حتى تلك التي أقره الدستور الذي تم الاستفتاء عليه بعد سقوط نظام الشاه في فبراير شباط عام 1979.
وحضر المؤتمر الذي ينظمه مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة كل عام، ممثلون عن القوميات العربية والكردية والبلوشية والآذرية والتركمانية والتركية، و افتتح مؤتمر الدورة الخامسة لملجلس والخاص بشؤون القوميات في جنيفا بكلمة أمين عام الامم المتحدة بان كي مون يوم الاربعاء حسب موقع الامم المتحدة.
ودعا بان كي مون الذي حضر المؤتمر الى وضع حد للتمييز والكراهية ضد القوميات والاقليات في العالم.
كما أكد بان كي مون على دعمه للجهود المبذولة في تلبية مطالب الاقليات والقوميات المضطهدة في كل انحاء العالم.
وقال متحدثون عن العرب الأهوازيين إن النظام يكثف هذه الأيام من ممارسة سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين العرب وتهجيرهم بشكل قسري لقلب التركيبة السكانية في موطنهم الواقع جنوبي إيران على الضفة الشمالية للخليج.
وقال كريم عبديان رئيس الوفد الأهوازي في اتصال مع “العربية” إن كلمته ركزت على أن الحكومة الإيرانية تعتبر مطالبة المواطنين العرب بحقوقهم القومية، تشكل تهديدا على أمنها القومي وتعمل على تهجيرهم إلى المحافظات الإيرانية الاخرى وتمهد لإيفاد المواطنين الفرس لتوطينهم في الأهواز خلافا للأعراف الدولية.
وشدد على أن الشعب العربي الأهوازي الذي يعاني من إضطهاد قومي و ثقافي غيرمسبوق، يريد فقط أن يعيش بأمان واستقرار، ويمارس حقوقه القومية المشروعة، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الايرانية من أجل الإلتزام وتطبيق الإعلان العالمي لمجلس حقوق الانسان الخاص بحقوق القوميات و الاقليات و الاعتراف بحقوقهم بشكل علني.
وذكر أنه رغم أن الأهواز تضم 90٪ من مصادر النفط الايراني لكن شعبها يعيش في فقر مدقع وتحرمه السلطات من الثروات الذاتية في موطنه، موضحا أن الجمهورية الاسلامية مستمرة بعدم تطبيق مواد حقوق الانسان بحق القوميات و حتى انها لم تطبق مواد الدستور 15 و 19 التي تنص على السماح بتدريس لغة الام مما يعتبر انتهاكا للبند الرابع من الاعلان العالمي لحقوق القوميات و الاقليات بالإضافة الى ذلك الحكومة الايرانية تحرم العرب الاهوازين من فرص العمل في المنشات و المصانع و المرافق الحكومية و نسبة العمال العرب لا تتجاوز 5٪ من سكان الاقليم على الرغم من ان اقليم الاهواز مصدر 90٪ من الصادرات النفطية في ايران ولا تمنح السلطات اي نسبة للأعمار الاقليم “.
وأكد أنه على الرغم من وضوح بنود الاعلان الخاص بحقوق الاقليات و القوميات و الزامية تطبيقها من قبل الدول الان الجمهورية الاسلامية مستمرة بالتطهير العرقي الممنهج في اقليم الاهواز العربي.
من جانبه قال ممثل منظمة حقوق الانسان الأهوازية صالح الحميد إن “شعبنا يعاني من الحرمان من كافة حقوقه المدنية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و تمارس ضده اقسى انواع السياسات العنصرية الرامية لتغيير هويته الاثنية و الثقافية و القومية”.
وذكر أن “السلطات لا تعترف بوجود هذه الشعب و لم تقدم أية احصائية رسمية عن عدد سكانه، كما انها لا تسمح لهذا الشعب بانشاء احزاب او مؤسسات و منظمات مجتمع مدني من شأنها ان تمنحه فرصة المشاركة في الحياة السياسية او ثقافية او الانشطة المدنية”.
أما امير الساعدي ممثل مركز دراسات الأهواز فقد أكد في كلمته أنه تطرق الى موضوع نقل المياه الى المناطق الاخري والامراض التي يعاني منها البعض في الاقليم بسبب تلوث المياه متهما السلطات الإيرانية بعدم الإهتمام بالشؤون الصحية للمواطنين.
وذكر أن ايران تعارض سفر المقرر الخاص للأمم المتحدة أحمد شهيد الى ايران خشية كشف الحقائق و الإنتهاكات الواسعة التي تقوم بها ايران ضد المواطنين العرب.
من جانبه تحدث مرادي مدير مركز زاجروس ممثلا من الشعب الكردي في إيران وقال ان طهران لاتسمح لأي قومية او اقلية ان تمارس حقوقها بحرية وهناك تمييز عنصري تجاه الاكراد كما طالب الامم المتحدة بإرسال مندوبها الخاص الي ايران والتحقق في ما يجري علي ارض الواقع تجاه الاكراد وغيرهم و طالب الامم المتحدة بالضغط على الحكومة الايرانية بالكف عن ممارساتها التعسفية ضد القوميات و السماح للاكراد بتدريس لغتهم في المدارس.
واوضحت منيرة سليماني ممثلة البلوش في كلمتها حول الإعدامات والاضطهاد الذي يعاني منه القومية البلوشية خصوصا التمييز العنصري والاضطهاد الديني وحرية التعبير.
وذكرت قناة العربية أن الحكومة الإيرانية تفرض قيودا مشددة على ممارسة القوميات غير الفارسية عاداتها وآدابها الثقافية، كما لا تسمح لهم بالتدريس بلغتهم الأم رغم أن الدستور الإيراني ينص على ممارسة هذا الحق الطبيعي للشعوب في إيران.