دبي: محمد نصار طهران - لندن: «الشرق الأوسط-010414
»

يبدو أن تداعيات العقوبات الغربية على إيران والتدهور الحاد في سعر صرف العملة الإيرانية خرجت عن نطاق سيطرة طهران وهو ما يعكسه قرار شركة الخطوط الجوية الإيرانية «إيران إير» رفع أسعار تذاكر رحلاتها إلى بعض الدول الأوروبية

أسعار تذاكر الخطوط الجوية الإيرانية.. تحلق عاليا

إلى الضعف بعد ارتفاع آخر طرأ على الرحلات الداخلية، فيما يعتبر السبب الرئيسي في ذلك العقوبات الاقتصادية وانخفاض قيمة الريال.

 

وبلغ ثمن تذكرة السفر من طهران إلى لندن حتى مساء أمس ما يعادل 1000 يورو وهو يوضح ارتفاع ذات التذكرة ما يزيد على 70 في المائة عما كانت عليه، في وقت يمكن للإيراني أن يحصل على مليون ريال إيراني مقابل 50 دولارا في شارع فردوسي الشهير حيث مقر محلات الصرافة في طهران. وقال المتحدث باسم شركة «إيران إير» علي شاهروخ نوشبادي إن ارتفاع أسعار التذاكر إلى أكثر من 90% إلى بعض الجهات يرجع إلى رفع شركة النفط الوطنية أسعار الوقود لشركات الطيران ناهيك عن انخفاض قيمة الريال أمام العملات الأجنبية حيث فقد نحو 40% من قيمته مقابل الدولار منذ أغسطس (آب) الماضي. وتنظم الخطوط الجوية الإيرانية رحلات إلى أوروبا تضم لندن وباريس وأمستردام وثلاث وجهات في ألمانيا، بينما يضم أسطولها الجوي 51 طائرة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أسعار تذاكر طيران الخطوط الجوية الإيرانية ارتفعت بشكل مهول خلال يوم واحد ليصل ثمن تذكرة السفر ذهابا وإيابا من طهران إلى أمستردام على الدرجة العادية 872 يورو، مقابل رحلتين فقط تسيرهما الناقلة الإيرانية أسبوعيا إلى تلك الوجهة، في حين بلغ ثمن تذكرة الطيران ذهابا وإيابا من طهران إلى باريس 849 يورو مقابل 3 أسبوعيا، بينما وصل سعر التذكرة من طهران إلى لندن وبالعكس 984 يورو حيث تسير الناقلة 3 رحلات إلى لندن أسبوعيا. ولم تقتصر الزيادة في الأسعار على تذاكر الوجهات الخارجية التي تطير إليها «الخطوط الجوية الإيرانية»، حيث امتدت الزيادة في الأسعار إلى الرحلات الداخلية وقال مواطن إيراني لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طهران إن ثمن تذكرة الطيران من طهران إلى أصفهان بلغت صباح أمس 173 يورو، وهو ما قد يدفع كثيرين للاعتماد على وسائل نقل أخرى علما أن الخطوط الإيرانية تطير يوميا إلى أصفهان.

ونقلت وكالة الأسوشييتدبرس أن عددا من الخطوط الجوية الأخرى رفعت أيضا أسعار تذاكرها إلى بعض الرحلات الخارجية، وجاء هذا بعد قفزة الأسعار التي وصلت إلى 70% للرحلات الداخلية والتي دخلت حيز التنفيذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

وذكرت تقارير صحافية إيرانية أن البنك المركزي الإيراني أصدر قراره بشأن هذه الزيادة وأبلغ شركات الطيران الدولية والمحلية بالتغييرات الجديدة التي طرأت على أسعار التذاكر وأن شركات الطيران الأجنبية ستطلب عملاتها الأجنبية وفق الأسعار المطروحة في أسواق العملات الحرة المفتوحة، مشيرة إلى أنه حتى ليلة الخميس الماضي كانت أسعار تذاكر الطيران تباع مقابل السعر الأساسي للريال الذي يقيم بـ12.260 مقابل الدولار، حيث كانت تباع الأربعاء الماضي بـ24.920 مقابل سعر الدولار في الأسواق المحلية. وأشارت التقارير إلى أن أسعار التذاكر كانت قد ارتفعت قبل أسبوعين بنسبة 65 في المائة، مشيرة إلى أن هذا الوضع ناتج عن اهتزاز العملة الإيرانية المتمثلة في الريال نتيجة الضغوطات الغربية التي فرضت على طهران أخيرا، وتسببت في تراجع سعر الريال مقابل العملات الأجنبية، حيث منع الاتحاد الأوروبي بيع النفط في الأسواق العالمية من خلال عدم تصديره. ويوم أمس أعلن عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني عن إعداد مسودة قانون «لتحدي العقوبات الغربية المفروضة ضد البلاد» تتضمن خفض حجم تصدير الخام الإيراني من 4 ملايين برميل يوميا إل مليوني برميل.

وكانت العقوبات الأميركية على إيران شملت شركة «مهان الإيرانية للطيران»، بذريعة نقل عناصر من الحرس الثوري الإيراني على متنها، كما تخضع شركة «إيران إير» لعقوبات أميركية منذ 1995، ومنعت من شراء طائرات بوينغ، وتحول الأسطول الجوي الإيراني إلى واحد من أقدم الأساطيل في العالم. كما كان الاتحاد الأوروبي شدد من قيوده على استخدام الخطوط الجوية الإيرانية لمجاله الجوي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وقرر بموجب ذلك منع طائرات «إيران إير» من طراز A – 320 وبوينغ B – 747 وB – 727 من الطيران في الأجواء الأوروبية.

وكانت أزمة قد اشتعلت بين السلطات الإيرانية وعدد من الشركات العربية والأوروبية بعد رفض تلك الشركات ومطارات في الخليج وجنوب شرقي آسيا تزويد شركة الخطوط الجوية الإيرانية الوطنية وشركة مهان الإيرانية الخاصة للطيران بالوقود، تنفيذا للعقوبات الدولية. وحذرت طهران آنذاك من «مواجهة» مع تلك الشركات، رافضة تزويد تلك الشركات بالوقود في مطار الأمام الخميني الدولي بطهران «انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل».

إلى ذلك، أفاد تلفزيون «برس تي في» الإيراني بأن إيران ستقيم منشآت لتخزين النفط تسعة ملايين البراميل في الخليج على مدى الأشهر القليلة المقبلة استجابة للعقوبات الدولة المفروضة على صادراتها النفطية. ونقل التلفزيون عن محمود زيركجيان زادة رئيس شركة النفط البحري الإيرانية قوله «بحلول منتصف السنة الفارسية (التي تبدأ في 20 مارس/ آذار) المقبلة ستضاف لإيران طاقة تخزين تبلغ نحو 8.1 مليون برميل»، حسبما أوردته وكالة رويترز. وتفيد تقديرات وكالة الطاقة الدولية بأن صادرات إيران ارتفعت إلى 1.3 مليون برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الأول) من نحو مليون برميل يوميا في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) لكن المبيعات ما زالت أقل بكثير من مستوى 2.2 مليون برميل يوميا الذي صدرته في 2011 بسبب العقوبات.

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …