القمع الممنهج الذي عمليا تم تجاهله من جانب الولايات المتحدة والديمقراطية الغربية خصوصا بعد رد فعل باراك اوباما تجاه الايرانيين اثناء احتجاجاتهم عام 2009 ضد ما سموه تزوير الانتخابات في بلادهم ومقايستها مع ما قام به الرئيس الامريكي من خطوات مؤثرة تجاه ثورتي تونس ومصر بالرغم من ان القمع الذي مارسها نظام ولاية الفقيه ضد المحتجين الايرانيين كان اكثر وحشية واتساعا من القمع الذي شهدته الساحتين المصرية والتونسية ولايزال النظام في طهران مستمرا في تعامله القمعي ضد المعارضة الإيرانية ولايزال اهتمام الدول الغربية منصبا على القضية النووية في ايران. ويتخوف الايرانيون من ان يقوم خامنئي ببعض التنازلات في شأن البرنامج النووي وفي المقابل تبادله الدول الغربية بالتخفيف عن العقوبات الاقتصادية و بحذف المسؤولين الايرانيين من قائمة الممنوعين من السفر الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مثل ما حدث مع وزير خارجية نظام الملالي علي اكبر صالحي بالرغم من تعارض المصالح و الخلاف الكبير والمعلن بين الغرب والجمهورية الاسلامية الإيرانية حول العديد من القضايا الاقليمية والدولية . أمرالمرشد خامنئي مباشرة بعد الاحساس بالنشوة والانتصار على المعارضة الإيرانية في الداخل أمر بالتركيز والهجوم على الخارج ‘ فقبل عامين كانت الظروف بالنسبة للمرشد على ما يرام ‘ حيث بدأ الموالون لولاية المرشد في النجف وكربلاء العراقيتين وفي بيروت اللبنانية والقطيف السعودية والمحرق البحرينية ولاهور ومزار شريف الباكستانيتين ونخجوان الآذربايحانية و90 بلد أو مدينة أخرى من بينها المدغشقر وبالي في اندونيسيا بدأوا بالتبشير لبسط رقعة ولايته من خلال الكفاح والنضال ضد الاستكبار العالمي والدول الغربية . ولم يكن ذلك دون مقابل حيث ان هذا النشاط تزامن مع تصاعد اسعار النفط العالمية فتدفقت الاموال الإيرانية الى هولاء الموالين حتى ان ذلك شمل مساعدات طائلة لبناء الحسينيات والحوزات العلمية في بلدان مثل كينيا، والنيجر،والبيرو،و اخيرا تايلاند. كما تمكنت ماكنة المرشد الاعلامية من بينها “العالم” من جعل حزب الله اللبناني منتصرا امام منافسيه واعدائه في لبنان والخارج وتقميصه آية ” هم الغالبون” كما وتمكن نظام المرشد من خلال نفوذ و تدخلات وسطائه بين الفلسطينين للحيلوله دون توصل لحل الخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية اضافة الى ذلك فزيارات رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي و ظهوره امام المرشد دون ربطة عنق وتصريحاته الموافقة لمنهج نظام الملالي في طهران والاطاحة بدولة الرئيس سعد الحريري وبسط نفوذ حزب الله في السلطة اللبنانية وتوسيع العلاقات مع سوريا واستلام المرشد تقارير تتحدث عن انتشار المذهب الشيعي في بلد مهم ومجاور اي باكستان تزامنا مع تدفق عدد كبير الى المدن الدينية مثل قم ومشهد من الطلبة الخليجيين مثل السعوية والبحرين بغية اعدادهم في القيام بثورات اسلامية في بلادهم اضافة الى تطوير الصواريخ الباليستيه المستورة من الصين وكوريا الشمالية كل ذلك جعل المرشد خامنئي يدرك ان كل شي اصبح في يده و ان الامور مواتية لاعلان الخلافة الاسلامية تحت قيادته وامره. وعندما اندلعت الثورات العربية قبل حوالي عامين في تونس ومصر غمرت خامنئي السعادة الى درجة كان يطير من شدة الفرح كما صرح به مقربون الى بيت الولاية وضل ينتظر سقوط الانظمة الجمهورية والديكتاتورية العربية واحدة تلو أخرى في امل ان تقام دول اسلامية في تلك البلاد تكون قادتها موالية لنظام الولاية مثل حزب الله و المالكي وتتدفق الى طهران للتعبير عن تحالفها وتبعيتها لأوامر المرشد. ولم يدم طويلا هذا الحلم حيث ان نتائج الثورات بدأ ياخذ طابعاً ديمقراطياً خصوصا بعد حضور المؤسسات المدنية وكذلك المسحية بالاضافة الى الدعم الغربي لتلك الثورات فتبدد الفرح والسرور لدى المرشد وبدأ القلق والحزن يظهر على ملامح وجه الولي الفقيه الإيراني. كان يظن المرشد خامنئي ان الغنوشي الذي دعمته الثورة الاسلامية طيلة خمسة وعشرين عام في المنفى بعد رجوعه الى تونس انه سيبعث برسالة يعبر فيها عن شكره وطاعته لنظام الولاية وهذا ما لم يفعله الغنوشي كما وحديث بعض القادة الليبيين عن التعاون الذي كان يقوم به النظام الحاكم في إيران مع العقيد القذافي ودور إيران في قضية اختفاء وقتل موسى الصدر والاهم من كل ذلك علاقات القيادة الجديدة الاسلامية في مصر مع السعودية ولقائاتها المتكررة على مختلف المستويات مع القادة السعوديين في الرياض و تزامنها واندلاع الثورة في سوريا ضد نظام بشار الموالي لإيران كل ذلك جعل قائد الثورة الايرانية ان يفقد صوابه حتى انه اعتبر الثورة السورية ضد الحكم البعثي في دمشق منفصلة عن باق الثورات العربية ووصف ثوارها اللذين خرجوا بمئات الالاف في الشوراع السورية بأنهم عبارة عن مجموعات ارهابية مسلحة وهو ما يتوافق وادعائات نظام بشار ضد النشطاء السوريين. وهذه المواقف وامثالها للمرشد ونظامه هي التي جعلته غير مرحب به ومرفوضا من قبل الشعوب العربية حتى ان قامت حماس الحليفة للنظامين في دمشق وطهران اعلان برائتها من النظام السوري والابتعاد عن نظام الولاية وبالمقابل التقرب الى قطر الدولة المتهمة بتمويل الثورة السورية من قبل ايران وسوريا والاعتراف بالسيد اردوغان بانه “قائد الامة الاسلامية” جعل ان تتبدد احلام المرشد في اقامة “الولاية الاسلامية” في العالم بل على العكس بدأ يشعر بان الخطر بات يهدده في قعر داره اي في إيران التي يحكمها بقبضة من حديد بعد ان تراودت تقارير عن نية الايرانيين بالخروج في مظاهرات احتفالية مباشرة بعد سماع سقوط نظام بشار الاسد في سوريا في كل المدن الايرانية وهذا ما يتزامن مع احتقان الشارع الايراني نتيجة التدهور في الاقتصاد الذي سيكون دافعا قويا لمشاركة عدد كبير من الايرانيين في المظاهرات المرتقبة التي يأمل الايرانيون ان تتبدل الى ربيع من نوعه العربي تكون كفيلة باسقاط النظام في إيران.
اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي