jamezah1خاص بالموقع-عندما شدد المجتمع الدولي عقوباته على الجمهورية الاسلامية الإيرانية اصبحت طهران في موقف لا يمكنها كما في السابق ان تقلل من تأثيرهذه العقوبات على الاقتصاد الإيراني حيث اعترف المرشد خامنئي خلال سفره الى اقليم خراسان الشمالي بقوله: " من المؤكد ان العقوبات خلقت لنا مشاكل " وفي الوقت نفسه اعلن وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي ومتحدث وزارته رامين مهمانبرست عن  استعداد بلادهما للتخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% .

كيف يتم التمهيد ليتجرع المرشد خامنئي كأس السم

وكان وزير الخارجية علي اكبر صالحي صرح لمجلة اشبيغل الألمانية الاسبوع الماضي بأنه “اذا تم الاعتراف بحقّنا في التخصيب فإننا مستعدون لتقديم عرض مقابل وسنحد طوعا من حجم برنامجنا للتخصيب لكن في المقابل سنحتاج الى امداد مضمون للوقود المناسب من الخارج”. ويأتي هذا التصريح بعد ان رفضت الولايات المتحدة رفضا باتا المقترح الروسي لحل ازمة الملف النووي الايراني الذي يقضي بتراجع ايران “خطوة بخطوة”عن مشروعها النووي مقابل ازالة العقوبات بشكل كامل. وجاء مشروع  ” خطوة بخطوة” نتيجة محادثات مسكو بين الطرف الايراني و مجموعة دول 1+5 في حزيران (يونيو) 2012. إن روسيا التي تحاول أخذ المباردة في شأن محادثات الملف النووي الإيراني اقترحت بعد فشل محادثات استانبول وبغداد عقد محادثات في مسكو وهناك جاء الروس بمقترح ” خطوة- بخطوة” و طرح للمرة الثانية للمناقشة والبحث على هامش  الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة بتعديل جزئي لكن سرعان ما اعلن مصدر مسؤول في الولايات المتحدة لصحيفة نيويورك تايمزرفض بلاده للمشروع “خطوة بخطوة” قائلا:” ان واشنطن ترفض المشروع الروسي الذي بني على اساس محادثات مسكو وتعتبره “غير قابل للتطبيق”. وأعرب سرغي لافروف بعد ذلك عن استيائه في نيويورك من رفض مقترح بلاده من قبل الولايات المتحدة وامتنع عن الحضور في اجتماع 1+5 ليشارك بدلا منه مندوب روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين. وفي تقرير رفعه الى البرلمان الروسي أكد لافروف على ان بلاده تعارض اي عمل عسكري ضد ايران. وقال ان دول 1+5  تتأهب للتحضير الى جولة جديدة من المحادثات مع إيران بشأن ملفها النووي وان روسيا ومعها الدول الاخرى “ستقدم بعض الافكارالجديدة ” . فإعلان طهران إستعدادها لإبداء المرونة بشأن ملفها النووي لايمكن اعتباره غير ذات صلة بتصريحات وزير الخارجية الروسي حول ” الافكار الجديدة”. خصوصا وان إيران ‘ تعتبر روسيا بأنها الداعم الاساسي امام الضغوط الغربية لاسيما في ملفها النووي فهي اي ايران لم تقم بخطوة سواء كانت إلى الامام او إلى الخلف الاّ بعد استشارة الكرملين و وصاياه في ذلك. وتلعب روسيا دورا مزدوجا مع الملف النووي الإيراني وذلك من خلال تواجدها في مجلس الأمن وحق “النقض” الذي تلوح به لصالح إيران وبنفس الوقت مشاركتها في محادثات مجموعة 1+5 مع الوفود الإيرانية. وهذا ما لم يخفيه سفير الجمهورية الاسلامية الاسبق في مسكو ناصر نوبري في حديث لوكالة الانباء ايسنا الإيرانية حين قال :” يمكن لروسيا والصين ان يحذرا الولايات المتحدة من اتخاذ عقوبات اوحادية الجانب و خارج اطار الامم المتحدة ضد إيران ويهددا بالخروج من مجموعة دول 1+5 في حال ان طبقت واشنطن العقوبات ضد طهران ويستمر بالقول:” ان مثل هذه الخطوة يمكنها ان تحول دون توسيع العقوبات ضد إيران.  و يرى السفير الإيراني :”ان السبب في عدم الاقدام بهذه الخطوة من جانب بكين ومسكو هو ان الديبلماسية الايرانية معطلة تجاه روسيا. ” ويضيف الدبلماسي الايراني السابق:” اختصرت مواقف إيران الديبماسية تجاه روسيا على تبرير اخطاء خطوات مسكو وضعفها بشأن ملفنا النووي حتى ان اصبحنا اكثر حرصا من الروس انفسهم في تبرير خطواتهم ونقاط  ضعفهم تجاهنا وفي مثل هذه الظروف لا يوجد سبب لوقوف روسيا امام تحدي البلدان الغربية خصوصا وان مصالح روسيا هي في اطالة أمد الازمة من دون مواجهة عسكرية وهم قلقون من ان يؤدي  إنهاء الملف الى تطوير العلاقات بين الغرب وإيران. ” كما قال نوري وهو يشير إلى نقطة في غاية الأهمية :”انا اعرف الروس جيدا هولاء بارعون في اللعب على الحبلين والاستفادة من الطرفين في هكذا صراعات.” وفي اشارة إلى نتائج محادثات اوباما وبوتين الأخيرة قال السفیر الاسبق للجمهورية الاسلامية : “لقد اتفقا حول البرنامج النووي الإيراني هم يريدون منا ان نوقف التخصيب بنسبة 20%  ونحن في المقابل اعلنا عن استعدادنا عن وقف التخصيب بهذه النسبة و شراء اليورانيوم المخصب بدرجة 20% من الغرب ونكتفي بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5% فقط لتغطية محطاتنا الحالية والمستقبلية.” وهكذا فجأة نرى الحديث عن”المرونة” في الملف النووي الإيراني وبعبارة أخرى التمهيد لتجرع خامنئي كأس السم الذي طالما أكد على رفضه ايّ تنازل بشأن الملف الووي الإيراني . وفي هذه الاثناء صرح  مهمانبرست الذي كان يتحدث في المنتدى الاعلامي الاورآسي بالعاصمة الكازاخستانية استانا إنّ :”في حال ضمنوا لنا توفير اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لمفاعل طهران للابحاث العلمية ، فسيكون مسؤولونا على استعداد للدخول في المفاوضات بشأن قضية التخصيب لكنّه شدد في نفس الوقت على حق إيران في تخصيب اليورانيوم الى حد 20%،” وكأنه بهذا التصريح يقول ان بلاده مستعدة بالوقت الحاضر للتخلي عن التخصيب بنسبة 20% لكنها تحتفظ بهذا الحق  في المستقبل اي عندما يهدأ الطوفان  وينجى النظام من الخطر يبدأون التخصيب بنسبة 20% من جديد. ” وفي هذه النقطة يواجه الوصول الى حل للازمة مصاعب كبيرة ويشير مهمانبرست الى ذلك بقوله :” ان الولايات المتحدة لا تسعى إلى حل القضية النووية وأضاف أنه كلما تسنى لأطراف الحوار إنجاز أي تقدم، بذل الجانب الأمريكي جهوده من أجل تقويض المفاوضات. ” واوضح ان ايران لم تكن تنوي تخصيب اليورانيوم بنسة 20 % الا ان الدول الغربية ارغمتها على ذلك بعد ان امتنعت عن بيعها اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %  لاستخدامه في مفاعل ينتج نظائر لعلاج مرضى السرطان.إن اللغة الدبلوماسية لم تسمح  لمتحدث وزارة الخارجية الإيراني السيد مهمانبرست ان يتعدى الحدود المتعارف عليها فترك التهديد والوعيد الى نائب رئيس لجنة الامن القومي والسیاسة الخارجیة في البرلمان الايراني اسماعيل كوثري عندما قال :” اذا لم تتوصل المحادثات حول الملف النووي الى حل فستستمر إيران بالتخصيب حتى نسبة 60%  لتوفر وقود السفن والقواصات.” ويضيف المسؤول الايراني :” وفي الوقت الحاضر تحتاج سفننا الى الاورانيوم المخصب بنسبة 60% وان لن توفره لنا الدول الغربية سنقوم بتخصيبه وانتاجه .” و يبدو ان الهدف من تصريحات  مسؤولي الجمهورية الاسلامية ومن بينها التهديد الذي اطلقه نائب رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني بتخصيب الاورانيوم بنسبة 60%  هو الضغط على الجانب الغربي للقبول  بالمشروع الروسي الايراني “خطوة بخطوة” ای الاعلان عن وقف التخصیب من جانب المرشد خامنئی وتجرعه السم حیث يعتبر هذا الاعلان -في حال ان تم- نهاية لطوحات الجمهورية الاسلامية في امتلاك القنبلة النووية مقابل رفع العقوبات عن ايران التي باتت تهدد النظام بالانهيار بسبب الازمة الاقتصادية الحالية.

اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

 

 

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …