هناك 55 دولة في العالم لازالت تطبق عقوبة الاعدام في مقدمتها ايران. ووفقا للاحصائيات الرسمية التي رصدتها منظمات حقوقية ايرانية ودولية شهدت ايران ارتفاعا مضطردا في حالات الاعدام خلال العقد الاخير حيث تم اعدام آلاف المواطنين في كافة انحاء ايران والمناطق التي تقطنها اقليات قومية.
وقالت منظمة العفو الدولية بمناسبة إصدار التقرير السنوي الخمسين في 2012 عن حالة حقوق الإنسان في العالم، أن حصيلة الإعدامات التي نفذتها إيران العام الماضي تجاوزت نصف الحصيلة العالمية حيث أعدمت 360 شخصا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال، بينما كانت الحصيلة العالمية أقل من 680 حالة إعدام.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من العدد الكبير لعمليات الإعدام في إيران. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن “إيران هي الدولة الأولى في العالم من حيث عدد الإعدامات بالنسبة إلى عدد السكان”.
وبحسب العفو الدولية فإن الرقم الفعلي لإحكام الإعدام المنفذة في إيران قد يكون في الواقع أعلى بمعدل الضعفين بحسب معلومات “موثوقة” أشارت إلى 274 أحكام إعدام إضافية نفذت ولم تؤكد رسميا.
واكدت المنظمة “إذا كان عدد الدول التي نفذت أحكام إعدام تراجع قبل عشر سنوات، فأن العدد الإجمالي لأحكام الإعدام التي نفذت في العالم قد ارتفع بـ149 بين عامي 2010 و 2011”.
واضافت إن “الزيادة ناجمة إلى حد كبير عن ارتفاع متزايد في أحكام الإعدام القضائية في إيران بخاصة وفي سوريا والعراق”.
وجرى تنفيذ أحكام إعدام علنا في إيران والسعودية وكوريا الشمالية والصومال. والوسائل المستخدمة للإعدام هي قطع الرأس والشنق والحقنة القاتلة أو الرمي بالرصاص.
ووفقا لتقارير اعدتها منظمات حقوقية ايرانية فان عدد الاعدامات ازدادت في ايران بشكل ملحوظ اذ جرى اعدام مالا يقل عن 400 شخص في العام 2009 وحده، وتصدر اقليم الاهواز(عربستان) قائمة الاعدامات لذلك العام بعد العاصمة طهران. وهناك حالات اعدام سرية لا يتم الاعلان عنها وتقدر بالعشرات.
وتؤكد المعلومات ان عدد الاعدامات وخاصة في اقاليم القوميات في ايران هو أعلى بكثير من الاعداد المعلنة.
وحالات الاعدام خلال العقد الاخير في ايران كانت كالاتي:
العام 2000: 165، العام 2001: 75، العام 2002: 316، العام 2003: 154، العام 2004: 108، العام 2005: 94، العام 2006: 177، العام 2007: 317، العام 2008: 350 شخصا (ارقام منظمة حقوق الانسان الايرانية)؛ 346 شخصا (ارقام العفو الدولية)، العام 2009: 402 شخصا (ارقام منظمة حقوق الانسان الايرانية).
وفقا للارقام التي نشرتها وسائل الاعلام المحلية الايرانية تصدرت المدن التالية القائمة من حيث عدد الاعدامات:
طهران: 77، الاهواز: 41، اصفهان: 39، زاهدان:35، شيراز:26، كرمانشاه: 19، كرمان:17، مشهد: 10.
ووفقا للتقارير فان كثير من المعدومين تقتصر هوياتهم أما على الاسم الاول فقط أو بذكر الحروف الاولى من اسمائهم او بدون ذكر اسمائهم. كما لم يعلن عن جرائمهم أو أعمارهم الحقيقية عند اعدامهم أو عند ارتكاب الجريمة.
وتتراوح تهم المعدومين بين تهريب المخدرات، التي يلصقها النظام احيانا بمناوئيه السياسيين، وجرائم القتل والاغتصاب الى التهم السياسية المتمثلة بمعاداة الجمهورية الاسلامية و”محاربة الله”.
كثير من الذين اعدموا تمت محاكمتهم في محاكم الثورة الاسلامية وخلف الابواب المغلقة بدون حضور محامين او تمثيل قانوني. يشير كل هذا الى ان عقوبة الاعدام في العالم وعلى وجه الخصوص في دول مثل ايران لم تتراجع فحسب، وانما زادت معدلاتها عن السنوات السابقة. وهذا يضع مسؤولية اكبر على عاتق نشطاء حقوق الانسان والمجتمع المدني لمحاربة هذه الظاهرة التي تتنافى مع كل المبادئ الاخلاقية والانسانية.
في هذه المناسبة الانسانية العالمية تناشد منظمة حقوق الانسان الاهوازية (اهرو) كافة النشطاء والحقوقيين والمنظمات الانسانية والحقوقية والجمعيات المدنية في ايران وجميع انحاء العالم لتكثيف الجهود ومواصلة انشطتهم من اجل نشر الوعي في المجمتع واظهار وحشية عقوبة الاعدام وحشد كل الطاقات والضغط على الحكومات وفي مقدمتها نظام الجمهورية الاسلامية لالغائها. فالحياة البشرية مقدسة ولايحق لاي نظام وسلطة ازهاقها بغير حق. لايمكن لاي بلد اومجمتع ان يطبق العدل والمساواة وان يرقى الى المستوى المطلوب من المدنية واحترام حقوق الانسان لازالت تطبق فيه عقوبة الاعدام.
خلفية:
تم إقرار اليوم العالمي الاول لمناهضة عقوبة الإعدام في عام 2003 ليكون العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) من كل عام. ويرجع الفضل في إعلان هذا اليوم العالمي إلى الجهود الحثيثة التي بذلها الائتلاف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام الذي يضم العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية NGO ، ونقابات المحامين والاتحادات والحكومات والهيئات المحلية والنقابات من جميع أنحاء العالم.
حقائق بالارقام:
96 دولة الغت عقوبة الاعدام حتى الان معظمها في اوروبا
9 دول الغت احكام الاعدام فيما يتعلق بالجرائم العادية
39 دولة الغتها بحكم الامر الواقع (غير معلن رسميا) من بينها الجزائر، اريتريا، موريتانيا، المغرب، تونس
55 دولة لا زالت تطبق العقوبة من بينها الولايات المتحدة و15 دولة عربية وايران
اول دولة الغت عقوبة الاعدام في العالم هي البرتغال عام 1849 والتي جرت فيها تنفيذ آخر حالة اعدام عام 1842
منظمة حقوق الإنسان الأهوازية
11 تشرين الاول (اكتوبر) 2012