الأحداث التي عصفت بإيران في الأسبوع الماضي، تمثلت في حضور أحمدي نجاد في الأمم المتحدة بمرافقة وفد ضم 160 شخصا، والمبالغ الباهضة التي صرفت في هذا الرحلة و العدد المرافق الكبير دون تحقيق أي نتيجة أو إنجاز سياسي ملموس بل على العكس تعرّض مهمانبرست، المتحدث باسم الوزارة الخارجية، للضرب والشتم من قبل المعارضة الإيرانية وذلك بالقرب من الأمم المتحدة كما شطب اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي نفس التوقيت اعتقلت السلطات الإيرانية ابني هاشمي رفسنجاني، فائزة ومهدي بالإضافة إلى السقوط الخيالي لسعر الريال الإيراني أمام الدولار بمعدل 25%، حيث وصل سعر الدولار الواحد مقابل 40 ألف ريال إيراني بينما جائت ردود الفعل سريعا وذلك بخروج مسيرات اجتجاجية في حي فردوسي مقر محلات الصرافة في وسط العاصمة طهران و كذلك مدينة مشهد و الخروج بمسيرة احتجاجية لموظفين في مدينة أصفهان لعدم تسلم رواتبهم منذ الشهرين الماضيين بعد تحذير هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي قبل هذه الاحداث بانّ الخطر بات محدق بالبلاد، كل هذا يدلّ على الفشل الذريع للسياسة الإيرانية غير الشفافة في التعاطي مع أحداث المنطقة والعالم، واتخاذها سياسة الحرب ودعم الإرهاب والهروب إلى الأمام .
فبينما يتحدث أحمدي نجاد في الأمم المتحدة ويؤكدّ على أنّ إيران تريد أن تساهم في إدارة شؤون العالم مع الدول الكبرى!!؟؟ فنجد أن حوالي 70% من الشركات الإيرانية تغلق أبوابها، نتيجة للتدهور الاقتصادي، وتعجز الحكومة عن دفع رواتب آلاف من الموظفين ، والريال الإيراني يسقط إلى أدنى مستوى في تاريخ العملة الإيرانية.
وجاء في إحدى الصحف الإيرانية أن عشرة ملايين إيراني لا يستطيعون شراء اللحم إلا مرة واحدة في الشهر.. وفي مثل هذا الحال المزري كيف يستطيع النظام الإيراني إدارة العالم حسب مزاعم رئيس جمهوريته ؟؟!!
الذي يتضح جليّا للمواطن الإيراني هو أنّ كل ما نظّم وخُطط له من قبل الحكومة من سياسات وبرمجة على أساس لغة التهديد بالحرب والإرهاب بات فاشلا وغير فعّال، وتدهور الوضع الاقتصادي الإيراني وهروب المئات من النخب الإيرانين خلال الأشهُر الماضية إن دلّ على شيء فإنما يدلُ على فشل السياسة الداخلية والخارجية وفقدان ثقة الجماهير الإيرانية بهذه الحكومة والنظام بأكمله.
وصول النظام إلى هذه الحالة المزرية ليس نتيجة لسياسته التوسعية واللعب على التناقضات الإقليمة والدولية والتلويح بالحرب فحسب، وإنمّا نتيجة لعدم وجود رؤية واضحة وشفافة من قبل الحكومة الإيرانية بالتعاطي مع العالم بحكمة وعقلانية …اضافة الى وجود ازمات قومية وثقافية وهوية
تعودت الانظمة الايرانية المتعاقبة عدم الخوض فيها ومعالجتها .
اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي