يؤكد المؤتمر ان التطورات المتلاحقة في منطقة الشرق الاوسط والوضع الأمني بالأضافة إلى القمع المستمر الذی یواجهه الشعب العربي الأهوازي، دفعنا للعمل بعیدا عن أي نوع من الاحتکار والأنانیة بغیة فهم أفضل للوضع في إقليم الأهواز في مساعي تحقیق المطالب الثقافية والاقتصادیة والسیاسیة للشعب العربي الأهوازي. و ذلك بالتعاون مع اخواننا في باقي الاحزاب والمنظمات الأهوازیة. کما وأخذنا بنظر الاعتبار کافة التطورات الإقليمية والعالمیة والقوانین الدولیة، وبعد دراسات معمقة لما یجري علی الساحة في إقليم الأهواز توصلنا إلى الاتفاق على وضع سیاسات ناجعة وحلول عقلانیة تضعنا قبل کل شيء في موقع المسؤول ونحن علی علم ان تقبل هذه المسوؤلیة الخطیرة یتطلب ارادة صلبة لتحقیق آماني شعبنا العربي المضطهد في إقليم الأهواز.
يوصي المؤتمر بمراجعة ودراسة جمیع القضایا الإقليمية والعالمیة ذات الصلة بإقليم الأهواز وإیران. وفي هذا المضمار لا یمکننا الاستغناء عن تجارب وآراء الأصدقاء والاخوة من خارج الحزب للوصول إلى اکثر المناهج تلائما وإدراکا للواقع الموجود. لأن التطورات في منطقة الشرق الأوسط الغنیة بالنفط والغاز تتواتر بسرعة مذهلة فشئنا أم أبینا فإن تلك التطورات سوف تصلنا، وعليه نحن متأکدين بأن إیران لیست بعیدة عن عاصفة التغيير. وغداة سقوط نظام سوریا الذي سيؤدي إلى بتر ساعد نظام إيران الأیمن حيث من شأنه أن يصيب دور طهران بشلل سیاسي الأمر الذي يفسر دفاع هذا النظام المستمیت عن نظام بشار الدموي الذی یقف علی حافة الانهیار. أما الاحتجاجات الشعبية من جهة واصدار أحکام الإعدام بحق النشطاء السیاسيین العرب في إقليم الأهواز من جهة أخرى ما هيَّ إلا طلیعة الربیع العربي الأهوازي وخیر دلیل علی إن موجة التغيير العربي سوف تجتاح ایران من أقصاها إلى أقصاها.
مع الأخذ بعين الإعتبار الظروف الموضوعية الدولية والإقليمية والداخلية يؤكد المؤتمر على إن النظام الفيدرالي هو أفضل السبیل لإدارة ایران في المستقبل بما يحمل من ضمانات تصون حقوق کافة الشعوب الایرانیة المشروعة ویُمکنّها من التحکم بمصائرها ومستقبلها السیاسي. وهو المحور الذي اجتمعت حوله الشعوب غير الفارسية طبقا لبرنامج سياسي يوحد نضالات هذه الشعوب ويقوي جهودها من أجل التعجيل باسقاط النظام واقامة نظام ديمقراطي لامركزي عادل ، الامر الذي يسهل لشعببنا ممارسة حقه في تقرير مصيره بنفسه في المستقبل.
يؤكد المؤتمر على التعاون مع جمیع الاحزاب بما في ذلك الاحزاب و المنظمات الایرانیة وحتى الاحزاب الإيرانية غير المناطقية شرط ان تعترف وتحترم هویتنا الوطنیة والثقافية، خاصة بعد تجربتنا المريرة على مر العقود الطويلة من الحكم الملكي والديني وما شهدناه من عمليات قمع وحرمان وطمس الهوية والمعالم الثقافية والاجتماعية لاهلنا .
يؤكد المؤتمر على حق الشعب العربي الأهوازي في الحصول على حقوقه القومية الكاملة التي تنكّر لها النظام الإيراني مسنودا بالقوميين العنصريين الفرس والمتمثلة بحق تقرير المصير التي تنص عليها القوانين الدولية بما فيه الميثاق العالمي لحقوق الانسان وملحقاته .
يؤكد المؤتمرعلى ضمان كامل حقوقنا المشروعة عبر اقامة نظام فيدرالي بناء على التنوع القومي في إيران وأيضا على مبدا التوزيع العادل للسلطة بين المركز والاطراف .
يؤكد المؤتمر على ان التطورات التي شهدتها المنطقة والتي عرفت بـ”الربيع العربي” جملة وأوجدت تغييرات جذرية وعميقة في دول منطقة الشرق الأوسط ولا سميا في العالم العربي. هذه التطورات ترافقت مع موجة من الاحتجاجات قام بها الشعب العربي في اقليم الأهواز/عربستان .
يؤكد المؤتمر بقوة على تضامنه الشديد مع الشعب السوري ويأمل أن تصل اصوات الشعب السوري إلى آذان حكامه ، خاصة تلك المطالبة برحيلهم مع النظام الظالم الذي اقاموه في هذا البلد كما يدين الحزب الدعم الذي يقدمه الحكم الديني الأمني في إيران مع روسيا إلى النظام السوري .
يؤكد المؤتمر على إن الظروف الأمنية وممارسة القمع المنظم في إقليم الأهواز تدفعنا لإدراك الوضع السائد في الأهواز، وهو ما يجعلنا أكثر اصرارا على دعم مطالب الشعب العربي الأهوازي السياسية والثقافية والاقتصادية بشكل أفضل بعيدا عن النزعات النخبوية والأنانية التنظيمية، الأمر الذي يجعل التعاون مع سائر الاخوان في الأحزاب والتنظيمات السياسية الأهوازية/الأحوازية مطلبا أساسيا في برنامج عملنا ، مع الأخذ بعين الاعتبار الاوضاع العالمية ومبادىء الحقوق الدولية واختيار أنسب السياسات والشعارات لهذه الغأية وفي هذه المرحلة وهو ما يفرض علينا تحمل المسؤولية بشجاعة امام التاريخ وشعبنا المضطهد .
يؤكد المؤتمرالدعوة لاسقاط النظام المشؤوم الحاكم في إيران وذلك عبر المشاركة الفعالة في كافة الأنشطة والفعاليات السياسية وعبر الاسهام في تنظيم المظاهرات الاحتجاجية بمختلف المناسبات وبالتعاون مع سائر الاحزاب والتنظيمات الأهوازية/الأحوازية الشقيقة .
يوصي المؤتمر بتفعيل كافة الأنشطة الاعلامية والثقافية وذلك بهدف أيصال صوت شعبنا المضطهد إلى العالم وبتوطيد العلاقات مع كافة التيارات الأهوازية دعما للحركة الأهوازية ولمواجهة النظام المعادي للعرب مع الإحتفاظ باستقلالية كل تنظيم دون الاندماج في التنظيمات الأخرى أو التدخل في شؤونها .
تتجه اليوم أنظار العالم والمنطقة نحو إيران نتيجة للسياسة النووية من جهة والأنشطة الإرهابية للنظام الحاكم من جهة أخرى بالاضافة إلى تأزم الوضع الاقتصادي ووصوله إلى حد الكارثة وذلك منذ وصول أحمدي نجاد إلى السلطة والذي لم يتم لو لا تدخل بيت ولي الفقيه والحرس الثوري لتزوير الانتخابات وتشديد الظروف الأمنية في الداخل وخاصة في أقاليم الشعوب غير الفارسية، الأمر الذي جعل إسقاط النظام هدف كافة الاحتجاجات وحركات العصيان المدني .
إحدى نتائج التحولات في السنوات الأخيرة كان اتساع دائرة المطالبات السياسية بين الجماهير لتبلغ مرحلة المطالبة بإسقاط النظام والابتعاد عن الدعوة إلى الاصلاح ، على عكس ما كان من التقارب إلى حد ما بين مختلف التيارات خلال انطلاقة الحركة الخضراء ولكن في الآونة الأخيرة ازدادت الانتماءات الجهوية وتخندقت خلف جبهتين الأولى تريد اصلاح النظام والأخرى تريد إسقاطه. وكلما ابتعد الاصلاحيون المحسوبون على السلطة عن مراكز القرار حاولوا استخدام ورقة مخاطر فشل الحركة الخضراء وذلك للدخول في مساومة جديدة مع النظام في حين الكثير من نشطاء الحركة الاحتجاجية لعام 2009 قد تجاوزوا مرحلة الاصلاحات ولا يقبلون إلا بتغيير النظام وإقامة نظام ديموقراطي على انقاذه.
وهنا ينبغي الاشارة بأن الشعوب في إيران وخاصة القوميات غير الفارسية بلغت مرحلة المطالبة بإسقاط النظام الحاكم واستبداله بنظام فدرالي ديمقراطي تلبية لمطالب هذه القوميات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقومية . ففي الوقت الراهن اصبحت البطالة والغلاء تثقل كاهل الطبقة الوسطى ناهيك عن استشراء الفساد في الأجهزة الحكومية حتى الأمنية والقضائية منها وبما أن النظام لا حل لديه لكافة هذه المعضلات إلا الحل الأمني فمن المتوقع جدا مشاهدة تحولات عميقة في إيران متأثرة بالربيع العربي.
كما أن عمليات القمع وزج أبناء الشعب في السجون وايذاءهم المستمر جعلهم يميلون إلى التطرف حيث تكشف بعض استطلاعات الرأي بان 33% من ابناء الشعوب الإيرانية يدعمون الهجوم الغربي الاسرائيلي على إيران للتخلص من النظام الحالي ، انطلاقا من التجربة الليبية التي اجبرت القذافي على التخلي عن السطلة والهرب تحت وطأة قصف الطائرات الدولية والتدخل المباشر لقوات حلف الناتو في هذا البلد .
يؤكد المؤتمر ان من النتائج الكارثية لأداء نظام الجمهورية الاسلامية هي تدهور الوضع الإقتصادي وإفلاس الشركات المختلفة و تفشي البطالة والاكتفاء بالسلع المستوردة من الصين وروسيا والهند بالاعتماد على الموارد النفطية وعدم تسديد مستحقات العمال لاشهر طويلة حيث اصبح سمة الاقتصاد الإيراني الضعف وتفشي الغلاء المتزأيد للسلع الاساسية وتدني دخل العوائل حيث أعلن المسؤولون الإيرانيون بأن خط الفقر اصبح 700 الف تومان شهريا للمواطن مما أدى إلى اتساع رقعة الفقر التي شملت عددا كبيرا من المواطنين بالاضافة إلى تفشي الفساد الاخلاقي و الاداري والاقتصادي.
الظروف للتعاون المشترك على أساس الحد الأدنى خدمة لقضية شعبنا في المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها.
حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي
24-9-2012