ان حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي كجزء اساسي من الحركة الديمقراطية الاهوازية الوليدة و باعتباره احد اوجه الحراك الخارجي لهذه الحركة الوطنية تقع على عاتقه عدة واجبات و التزامات تتلخص في النقاط التالية :
اولا : علي الحزب ان يقدم رؤية فكرية سياسية متكاملة عن الحركة الديمقراطية الاهوازية في سبيل حرية شعبنا سواء علي المستوى الداخلي الاهوازي فيما يتعلق بكيفية بناء الاحزاب و التنظيم الشعبي و المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي و كذلك توزيع الادوار و النشاطات على مستوى الحركة الوطنية الاهوازية ككل بما يحقق الاهداف الاستراتيجية و المرحلية وصولا الى مرحلة حق تقرير المصير لشعبنا ليختار نوع الحكم السياسي و يقرر ارادته في العيش بحرية و كرامة .
ثانيا : ان الحزب يتحمل الجزء الاكبر من العمل التنظيمي الخارجي كونه يمثل الشعب العربي الاهوازي في منظمة الشعوب غير الممثلة فضلا عن حضوره الواسع و المشهود في كافة المحافل الدولية سواء مؤسسات الامم المتحدة او منظمات حقوق الانسان الدولية او البرلمانات الاوروبية و غيرها و على هذا الاساس يجب على الحزب ان يواصل نشاطاته و يكثف جهوده اكثر من ذي قبل نظرا للظروف بالغة الحسياسية التي يمر بها شعبنا من حيث تزايد اعمال القمع و الارهاب الحكومي المنظم الممارس بحقه من قبل النظام الاجرامي الحاكم في ايران
ثالثا : علي الحزب ان يوسع علاقاته مع التيارات الديمقراطية العربية و التواصل مع القوى الديمقراطية الفاعلة على الساحة العربية حيث ان الربيع العربي كان له التاثير البالغ في نفوس الشباب العربي الاهوازي ويجب على الحزب وكافة القوى الديمقراطية والمدنية بناء جسور التواصل مع القوى الديمقراطية في العالم العربي للاستفادة من تجاربها وخبراتها وكذلك تنوير الراي العام العربي بقضية الشعب الاهوازي المضطهد .
رابعا : على المستوى الداخلي يجب ان يعتمد الحزب علي قوة الحركة السياسية و القوى المدنية و الديمقراطية و التحرك الجماهيري بالداخل و لان النضال السلمي هو خيار استراتيجي للحزب فيتحتم عليه بذلك ان يدرس بدقة واقع الحركة السياسية و المدنية و مدى مكانتها و تأثيرها و حضورها على المسرح الداخلي و كذلك مدى فاعلية الحركة في الخارج على مستوى الحضور الدولي و تمثيل الشعب و ايصال صوته إلى الخارج و مدى التأثير على مستقبل القرار الدولي حول الاتفاق إلى صيغة لحل القضية القومية في ايران . و هذا يعتبر اهم محور بالنسبة لقضية بناء التحالفات مع القوى السياسية الفاعلة على المستوى الايراني و اهم اطراف هذا المحور هي القوى التابعة للشعوب غير الفارسية التي هي اول حليف طبيعي و موضوعي لقضيتنا الاهوازية حيث هذه الشعوب تعاني من نفس مشكلة الاضطهاد القومي و التمييز العنصري و سياسات التطهير العرقي منذ ثمانية عقود و تزامنا مع نشوء ما تسمى بالدولة الايرانية الحديثة لدى وصل رضاخان بهلوي إلى السلطة في عشرينات القرن الماضي .
خامسا : على الحزب ان يبدي موقفا واضحا و شفافا من مسالة الصراع الطائفي الدائر في المنطقة كما إننا نرى إن هذا المشروع لا يخدم سوا النظام الإيراني الذي مبني أساسا على المشروع الطائفي والقومي . حيث أن النظام يستغل قضية الطائفية في احداث الشرخ والانقسام في مجتمعنا المقسم أساسا قبليا ومناطقيا ويريد بهذا الأمر تحقيق عدة اهداف منها تمزيق وحدة المجتمع العربي الاهوازي والأهم من هذا أنه يريد تغيير جوهر الصراع من قضية اضطهاد قومي عنصري إلى قضية طائفية من خلال الترويج بأن الحركة السياسية الأهوازية “مشروع طائفي وهابي” بدعم خارجي من دول الخليج وبضوء اخضر امريكي صهيوني وبهذا يهدف النظام الي تبرير القمع المتزايد والسجون والاعدامات بحق الناشطين وقمع اي صوت حر مطالب بحجة القضاء على الفكر المتطرف . ومن هنا يبرز دور الاعلام من أجل جلاء الحقيقة وإبراز الوجه الحقيقي (لماهية الحركة الوطنية الاهوازية وخطابها السياسي والمدني والديمقراطي ) .
الاهتمام في الاعلام الخارجي والداخلي وبناء كادر متخصص في هذا الشأن من أجل التأثير على الساحة المحلية والدولية .. الجانب الاعلامي مهم جدا حيث ان لتلفزيون الاهواز كان الاثر الكبير في تحريك الساحة و تغطية الاحداث و بما ان الفضائيات اصبحت في كل بيت تقريبا حتى في القرى النائية ، لذا من الضروري اعادة العمل بالجانب الاعلامي
و الملاحظ ان تاثير الحزب في هذا الجانب قد خفت خلال السنوات الاخيرة خلافا للفترات التي سبقت الانتفاضة النيسانية عام 2005 و بعدها ايضا في تغطية الاحتجاجات السلمية و ايصال صوت الشعب العربي الاهوازي الثائر و غياب تلفزيون الاهواز الان قد افقد الحزب خصوصا و التيار الديمقراطي عموما الكثير من مخاطبيه.
سادسا – يجب على الحزب ان يوضح بشفافية تامة مشروعه المبني على الفدرالية و لماذا و على اية اسس و معطيات اختار الحزب هذا المشروع و يجب على قيادة الحزب ان توضح للراي العام جدوى هذا المشروع و عدم نجاعة الحلول الاخرى و تخرج التحليلات من وراء الكواليس الى العلن لتنوير الرأي العام .
يجب علي الحزب ان يوضح لماذا لا يمكن الان و في هذه المرحلة طرح مبدأ حق تقرير المصير او الاستقلال او الحكم الذاتي او غيرها من الحلول برؤية واقعية سياسية مبنية على قراءة علمية للظروف الموضوعية علي المستويات الداخلية و الاقليمية و الدولية.
قضية الوحدة التي اصبحت مطلبا شعبيا
يجب ابداء موقف صريح و شفاف عن مشروع الوحدة الوطنية و معوقاتها و طرق الوصول اليها .. سواء كان الحزب موافق او لا يوافق في هذه المرحلة على المشروع الوحدة السياسية بين الاحزاب والتيارات السياسية فأنه مطالب لموقف واضح وشفاف كـغيريه من الاحزاب الفاعلة على الساحة الوطنية ويجب عليه ان يوضح ..هل هناك في الظروف الحالية امكانية لقيام وحدة بين الاطراف السياسية و ما هو المشروع المراد تطبيقه من أجل الوحدة و ما الاسس التي ستجعل الوحدة ممكنة أو غير ممكنة ..؟
وإننا نرى من خلال هذه النقاط التي ذكرت انفا إن أمام الحزب مسوؤليات كبيرة في ظل الاحداث المتسارعة الحالية والمستقبلية أن يكثف جهوده ونشاطاته على الساحة الخارجية بشكل خاص .
القوى والحركة المدنية الثقافية بالداخل والخارج