والخروج بقراراتٍ وتوصياتٍ تصبُ لصالح قضيتنا العادلة وتعزيز الوحدةِ الوطنيةِ الأحوازية. ايها الأخوةُ والأخوات:عقدت الجبهة العربية لتحرير الأحواز مؤتَمَرَها الثامن العام بتاريخ السبت المصادف 16/6/2012 في مملكةِ السويد , وخرجت منه بقرارٍ مهمٍ وصائب , ألا وهو رفع كلِّ الحواجزِ والخطوط الحمراء فيما بين أبناء الأحواز وعلى مختلف مشاربهم السياسية والإجتماعية , ومدِّ جسور التواصل والحوار من أجل إيصال سفينتِنا الأحوازيةِ إلى مراسي الأخوة والمحبة والوئام , كي نحقق ما يصبوا إليه شعبنا العربي الأحوازي , ألا وهو تحقيق الوحدةِ الوطنية , لأنه بدونها لن تقوم لنا قائمة , أبدا.
ومن هذا المنطلق , إختارت الجبهة العربية لتحرير الأحواز الطريق الأصعب لخطوتها الأولى لتبدأ رحلتها الميمونة نحو الهدف المنشود , وحضر وفدُها هذا اليوم في مؤتمَرِكُم هذا إنطلاقا من حرصها ومسؤوليتها على الحفاظ على صفنا الأحوازي الذي نريده أن يكون صفا رصينا بمعنى الكلمة , لا يمكن لأي كائنٍ من كان أن يخترقه , ولتحقيق هذا الهدف , لابد من أن يتكاتف الجميع ونتنازل عن أنويّاتنا ونرجح كفة الوطن فوق كفة مصالحنا الحزبية الضيقة , كي نرفع راية الوطن خفاقة عالية تسرُ الشقيق والصديق , وتُغيظ العدو والمتربصين بنا وبقضيتنا العادلة.
الهدف من هذا الحضور هو إعطاء رسالة واضحة للعدو المحتل الذي يراهن على عدم تمكين الأحوازيين على تحقيق وحدة صوتهم ونضالهم ورصِّ صفوفهِم , جئنا هنا لنقول نحن قادرون على تحملِّ كافةِ تبعاتِ تحركاتِنا , وثقتُنا العالية بما نقومُ به من أجلِ خدمةِ القضيةِ الأحوازيةِ وسد باب التشتت على حساب مصالح الوطن , هي الدرعُ الواقيةِ من سهامِ المنتقدين , ولا نظنُ بأنّ مَن ينتقدُ هذه الخطوة موفقٌ في انتقاده , لأنّ أمام الوطنَ كل شئٍ يهون , ويجب أن تكون لنا نظرة سياسية ثاقبة للأمور , وأن لا ندع مزاجياتنا الحزبية تتحكم بنا , بل نكون جريئين في اتخاذ خطوات عملية , وليس شعاراتٍ نرفعها دون العمل بها.
ايها الأخوة والأخوات:
إنّ أبناء حزب التضامن لم يأتوننا من المريخ , وليسوا هُم من خارج نسيجنا الأحوازي , بل هُم أبناءُ وطنِنا , وأبناء عمومتِنا لهم في الأحواز ما لنا وعليهم فيه ما علينا , لكنهم إختاروا طريقا سلكوه واجتهدوا فيه , وليس كل من يجتهد دائماً مخطئٌ أو دائماً مصيب , ومن أجل أن نصل إلى برّ الأمان , علينا أن لا نضع خطوطَ حمرا على هذا وذاك من أبناء جلدتنا , بل علينا أن نقرّبَهُم إلينا ونتقرب منهم , ونجلس على مائدة الوطن الواحد , كي نضع النقاط على الحروف , ونعطي كل ذي حقٍ حقه , ونقول للمخطئ أنت أخطأت وللمصيب أصبت , ونسير على خارطة طريق واحدة , وهدف واحد , بدون أن نُدمي الوطن بتشتتِنا وكبريائنا ونظراتنا الحزبية الضيقة , لذا على أخوتنا في حزب التضامن أن يتصفحوا أوراقهم جيدة من جديد , وعليهم رمي كل مسودة لا تسمن ولاتغني من جوع في سلة المهملات , لأنكم ايها الأخوة بهذا العمل سوف تُخطونَ مع بقية أبناء وطنِكُم – خاصة أولئك الذين يحسّون بالمسؤولية ولا يخافون لومة لائم – خطوة نحو تحقيق الهدف المنشود , ألا وهو تحقيق الوحدة الوطنية.
وبهذه المناسبة نحيّي جميع فصائلنا العاملة في الساحة النضالية الأحوازية وهي تذود عن حياض الوطن وعروبته وحق شعبنا المشروع في نيل الحرية , خاصة تلك التي تعمل على تحقيق الوحدة الوطنية الأحوازية , نقف معها ونشد على أيدي العاملين فيها.
وإنطلاقا من إيماننا ببنائنا الفكري والعقائدي بتحرير الأرض والإنسان , فلابد لنا من أن نقف مع نضال كافة الشعوب المضطهدة في العالم واخوتنا القوميات غير الفارسية من أكرادٍ وأذريين وبلوشٍ وتركمان , من أجل تحقيق حق تقرير المصير ونيل الحرية أسوة بما نصبوا إليه نحن.
نأمل من هذا المؤتمر أن يخرج بقرارٍ صائبٍ نابعٍ عن حنكةٍ سياسيةٍ يصبّ في صالح القضيةِ والوطن , ويقرِّب القلوبَ قبل وجهات النظر , حتى تصبح مائدة الأحواز مائدة واحدة يجلسُ حولها الجميع , بدون غياب أي طرفٍ من الأطراف.
مرة أخرى نبارك لكم مؤتمرِكُم هذا , ونتمنى لكم النجاح والموفقية والعمل الدؤوب من أجل الأحواز وخلاصه من قيود الإحتلال كما نبارك خطوة الاخوة في كردستان على اتفاقهم الوطني ورص صفوفهم مما ينعكس ايجابا على سير عملهم النضالي وتحقيق اهدافهم التحررية للخلاص من القيود والاضطهاد الذي تنفذه ايران بحق الشقيق الشعب الكردي , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإنه لكفاح حتى التحرير .
الجبهة العربية لتحرير الأحواز
22-9-2012