الاخ منصور مشرف كان كاتب وناشطا ثقافيا اهوازى ولد فى عام 1956 فى حى لشكر اباد احدى الاحياء الفقيره بمدينة الاهواز نشأ و ترعرع فى تلك الحى ودرس الابتدائية والثانويه فيه و واكمل دراسته الثانوية فى عام 1978 وتزامنت هذه الفتره مع انطلاق وانتصار الثورة الايرانية.
بسبب مجاورة حى لشكر اباد لجامعة جندى شابور ووجود حركة طلابية ونشاطات المنظمات السياسيه فى تلك الجامعه انخرط مباشرة هو وبعض الشباب الثوريين والمثقفين العرب بالعمل السياسى وواصل فعالياته و اتصالاته بتلك الحركات والتنظيمات السياسية وكان ناشطا ومساندا لقضيته المشروعة ومناصرا الى تلك الحركات السياسية
بالرغم من صعوبة ظروفه الحياتية و المعيشية وانتشار الفقر المزرى فى ذلك الحى بدأ حياته العملية بانشاء عربة صغيرة لكى يبع بعض الحاجات منها العاب الاطفال واشياء اخرى سدا لحاجاته المعيشية لكى يستمر بحياته المتواضعة , والى جانب تلك الاشياء البسيطه التى كان يبيعها واصل عمله ونشاطه السياسي التى لم يتخلى عنه يوما , وفى مجاورة تلك الاشياء التى يبيعها كان يخاطر بحياته وقام بتوزيع وبيع بعض المنشورات والجرائد والكتب السياسيه .
فى اعقاب مشروع ما يسمى بالثورة الثقافية التى من خلاله فرض النظام الديكتاتورى واقعا قمعيا
جديدا حيث قضى على جميع الانشطة السياسية والثقافية فى منطقتنا و شعوب ايران كافة لم ينجو منصور وعربتة الزرقاء من هذا الامروقام الحرس الثورى باوامر من حجة الاسلام جنتى التى كان حاكم شرعيا فى ابان الثورة لمدينة الاهواز ,تعرض منصورالى الاعتقال وزجوا به فى السجن وقضى مدة فى السجن وحتى تم اطلاق سراحه بعد ثلاث سنوات.
ان صعوبة الوضع والاعتقالات والمناخ السياسي الخانق الذى فرضه النظام فى الاهواز اجبرته على ترك الاهواز والانتقال الى مدينة طهران مضطرا ومنذ ذلك الحين بدأ حياته فى غاية من الصعوبة وعانى فيها الكثير ولكن صعوبة حياته المعيشية لم تثني عزم منصور عن مواصلة نضاله حيث اعطى للقضية الاهوازية كل مايملكه دون كلل .
بسبب اعتزازه وعلاقته الوثيقة بلغه وثقافة واصوله العربية نال شهادة البكلوريوس فى الادب العربى والترجمة واشتغل فى احدى مؤسسات الترجمة والتعليم فى طهران ومن ثم اشتغل فى السفارة الفلسطينية فى قسم الترجمة وتعرض مرة اخرى لمضايقات من جانب النظام واحيل على اثر ذلك الى السجن وقضى مدة ثلاثة اعوام من حياته فى السجن فى ظروف غاية الصعوبة.
فى عهد رئاسة خاتمى والتى ماتسمى بالاصلاحات والانفتاح الثقافى كرس نفسه للعمل ومن خلال وجوده فى طهران بالمشاركة فى تاسيس ” بيت العرب “مع اخوة عرب من الاهواز المقيمين فى طهران وفى اطار تلك الظروف عمل فى الصحف المصرح لها قانونيا و قام بجمع الامثلة وقصص واساطير شعبنا الاهوازى ومقايستها با لامثلة والقصص الايرانية و كانت له ايضا صفحة خاصة فى جريدة صوت الشعب والتى تنشر بالغتين العربية والفارسية وموضوعها “سويلفات” وكانت تتمتع بجمهور ومتابعين وقراء كثر من ابناء شعبنا.
وفى أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم وبعد المضايقات والضغوط المستمرة التى فرضها النظام الديكتاتورى بحق السياسين والمثقفين فى كافة انحاء ايران اجبرت الاخ منصورو من امثاله المثقفين والسياسين الى الهجرة لخارج البلاد واختار امارة عجمان الاماراتية وقطن فيها وواصل عمله فى ظروف قاسية ورثه وعمل فى بعض الصحف والاعلام المرئي ولكن هذا الامر لايرضى طموحه وعشقه الى قضيته التى كانت تراوده طيل حياته حتى وافته المنية اثر نوبة قلبية, بعيدا عن ناسه و شعبه الذى كان يطمح يوما ان يعمل لاجله شيئا ما و التى بذل جل جهده لخدمته طول هذا السنين
سوف يبقى منصور حيا فى قلوب شعبنا ونعاهده على الاستمرار فى نهجه الوطنى من اجل ابناء شعبنا ومستقبلهم .
مركز مشداخ الثقافى