الادلة التي جمعت ضد كاظمي من قبل الأجهزة الامنية الهندية تشير الى ان المتهم تلقى التمويل و التعليمات من قبل المخابرات الايرانية والحرس الثوري و زار ايران ليلتقي بمساعديه في هذه العملية . و بعد تحقيقات موسعة استمرت لخمسة شهور ، اعدت الشرطة في دلهي لائحة اتهام من 500 صفحة ضد كاظمي الذي ساهم و سهل الهجوم بالقنابل على سيارة السفير الاسرائيلي في دلهي.
وقع هذا الهجوم الإرهابي إلى جانب هجمات مماثلة في جورجيا وتايلاند و اُنحي باللائمة على النظام الايراني في الهجوم الارهابي الاخير على مجموعة من السياح لاسرائيلين . و يعتقد ان للهجوم علاقة بالاغتيالات التي طالت علماء الذرة ، في حين يعتقد ايضا انها كانت من تدبير النظام نفسه .
و اتهم كاظمي بتوفير الدعم اللوجستي لمواطنيين ايرانيين مسوؤلين عن وضع القنبلة في سيارة الملحق العسكري و التي اصيبت زوجته جراء ذلك بجروح خطيره . و تدعي شرطة دلهي بأن الحرس الثوري الإيراني اشرف على هذه العملية.
مباشرةً و قبل هجمات دلهي الإرهابية، زار كاظمي سوريا مرتين بعد ان تلقى دعوة من قبل نظام الأسد لإعداد تقارير بلغة الأوردو تقدم فيه وجهة نظر النظام الرسمية للأحداث الجارية في سوريا. و عند عودته إلى الهند و قبل اسبوعٍ من احداث دلهي الإرهابية، تم اعتقال كاظمي لفترة وجيزة و تم استجوابه من قبل مسؤولي الهجرة الهندية التي اعتبرت تحركاته مشبوهة.
وعادة ما كان كاظمي كثير الترحال فهو ذو تعليمٍ عال، و يتحدث الأوردو والهندية والفارسية والعربية والإنجليزية بطلاقة. وكان قادراً على ان يفتن من يقابلهم و يحوز على ثقتهم. فأسلوبه الراقي في الكلام و طبيعته الإجتماعية وذكائه جعلته ايضاً قادراً على ان يكسب ثقة المسؤولين ذو المناصب العليا في الطبقة السياسية الهندية حتى انه حضر في مؤتمرات صحفية اقيمت في السفارة الإسرائيلية مما جعله مرشحٌ مثالي لجمع معلومات استخباراتية لصالح النظام الإيراني.
كان كاظمي بارعا في فن الدبلوماسية و بناء الثقة، بل و حتى في الكذب حول هوية اصحاب عمله. قدم نفسه للناشطين الأهوازيين على إنه صحفي من قناة “دوردارشان” الهندية الحكومية، و التي عمل فيها كمراسلٍ يقوم بتغطية حرب العراق. و لكنه لم يكشف للأهوازيين الذي تقابل معهم على إنه ترك العمل في قناة “دوردارشان” لصالح تلفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية و وكالة الأخبار الإيرانية بعد انتهاء الحرب في العراق.
وكانت حكومات عربية تشتبه في طبيعة نشاطات كاظمي. و قد كشف اخيراً بأنه حينما كان يقوم بتغطية حرب العراق، زار كاظمي عَمان و تم اعتقاله هناك من قبل دائرة المخابرات العامة في الاردن و التي اشتبهت بأنه كان يتجسس، و لكن تم اطلاق سراحه من بعد الإستجواب.
و قد ورد من قبل نظام الحكم العراقي السابق أن كاظمي كان مشتبه به على إنه جاسوسٌ أميركي نظراً لأخطائه في الحديث باللغة العربية العامة، و التي اعتبرت شبيهة باللكنة الأميركية، فضلاً عن نمط الأسئلته التي كان يطرحها.
بدأ كاظمي بالتسلل بين الجالية الأهوازية في عام 2006، بعد انتفاضة 15 نيسان 2005 بمدة قصيرة . و يبدو أنه كان يستهدف الجالية الكردية الإيرانية ايضاً، و تحديداً الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.
وبالرغم من جمعه المعلومات حول معارضي النظام الإيراني، فلا يبدو واضحاً لماذا شخص متخصص في شؤون شرق الأوسط و جنوب آسيا يقوم برحلات طويلة و متكررة إلى لندن و كيف يمول هذه الرحلات.
اسئلته الكثيرة للناشطين الأهوازية لم تسفر عن أية نتيجة، وكان يشير على إن اهتمامه بالقضية الأهوازية لم يكن على اساسٍ اعلامي. وكان الناشطون الناشطون الأهوازيون يرفضون طلباته المتكررة حول تقديم بيانات عن اسماء و معلومات الإتصال بالناشطين الأهوازيين في الداخل. زاعماً بأنه يحتاج لهذه المعلومات العالية في الأهمية و الحساسة لإجراء مقابلات في ايران حول مأساة الأهوازيين العرب. و لكن كان هنالك اجماع على ان معلومات حساسةٍ كهذه ستقدم في النهاية إلى اجهزة الإستخبارات الإيرانية.
انقطعت اتصالات كاظمي مع الجالية الأهوازية بعد الموت المفاجيء للقائد الأهوازي منصور السيلاوي في مارس 2008. وكان كاظمي يزور منصور بانتظامً، في المقابل اشتبه منصور به بانه جاسوس ايراني. قام بلقاء مع نشطاء آخرين في القضية الأهوازية والتقط معهم صوراً، في احدى المقابلات قام بالتقاط صورةً لأفراد اسرة (اهوازية)قابلهم للتو، تشمل اطفالاً.
وكشفت قائمة اتصالات كاظمي عن طريق عدة رسائل بريد ارسلت لأصدقاء، شملت فيها كبار اعضاء لمجموعاتٍ اسلامية في المملكة المتحدة، على سبيل المثال: مجلس مسلمي بريطانيا واتحاد الهنود المسلمين، ومركز اهل البيت الإسلامي، ومعهد المسلمين البريطانيين، ومفوضية حقوق الإنسان الإسلامية و امام مسجد فينتشلي.
كما انه كان على اتصال مع عددٍ من اعضاء حركة احرار البحرين، و التي تتهمها الحكومة البحرينية على إنها واجهة للحكومة الإيرانية.
ليس هنالك اثبات على إن هذه المؤسسات على علم بنشاطات كاظمي، بالرغم من مفوضية حقوق الإنسان الإسلامية و مركز اهل البيت الإسلامي مرتبطتان بالنظام الإيراني.
اما مفوضية حقوق الإنسان الإسلامية فهي مؤسسة مزيفة فشلت في انتقاد انتهاكات حقوق الأقليات العرقية و الدينية في ايران، لا سيما السنة. كما ان المؤسسة تنشط بحملة لإطلاق سراح كاظمي، بدعوى انه اضطهد لدعمه للقضية الفلسطينية. بالرغم من ان اتجاهاته معروفة و بشكلٍ واسع بين المسلمين و غير المسلمين في الهند .
و لذلك فإنه و من المستبعد أن تقوم الحكومتين الهندية والإسرائيلية بشن هجوم ارهابي على سيارة دبلوماسي اسرائيلي لتوريط كاظمي في جريمة لم يرتكبها.
ومن المؤكد ان كاظمي سينال محاكمة علنية في سلطة قضائية مستقلة في اي بلد ديمقراطي و لن يواجه عقوبة الإعدام في حال ثبوت التهم الموجهة البه. بينما يواجه ضحايا النظام الإيراني من الأهوازيين العرب الذي عمل (كاظمي) على الايقاع بهم ‘ يواجهون محاكمات سرية من دون حق بالحصول على محاميين، و يتم ادانتهم بتهم ملفقة كمحاربة الله و ذلك لإنتقادهم للتمييز و الإضطهاد الذي يوماجهونه من قبل النظام الإيراني.
اذن يمكن القول بان كاظمي محظوظ لأنه مواطنٌ هندي و ليس مواطناً ايرانيا
ترجم النص في اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي نقلا عن موقع
Ahwaz News Agency