صالحSaleh
الحميد- مؤخرا أدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني بتاريخ 11 يوليو 2012 إعدام الناشطين الأهوازيين الأربعة الذين نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحقهم وجاء في بيان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا اولاند

الربيع العربي في الاهواز ربيع الاعدامات”

: “تلقينا بانزعاج تقارير حول تفيذ أحكام الإعدام بحق أربعة عرب أهوازيين في إيران .

 

في تطور ملحوظ حول ملف حقوق الانسان في الاهواز أدان ثلاثة مقررين مستقلين لحقوق الانسان في ايران من الامم المتحدة ، الاعدامات الاخيرة في الاهواز و قال التقرير الذي صدر عن مجلس حقوق الانسان في 28-6-2012 بان ثلاثة مقررين من الامم المتحدة و هم كل من : السيد احمد شهيد لمقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في ايران و السيد كرستوفر هينز المقرر الخاص المعني بالاعدام و السيد خوان منديز المقرر الخاص المعني بالتعذيب يدينون الإعدام بدون محاكمة والتعذيب لأربعة أفراد من عرب الأهواز في سجن كارون . كما طالب خبراء الأمم المتحدة المستقلين السلطات الايرانية “لوقف فوري لفرض عقوبة الإعدام على الجرائم التي لا تشكل أشد الجرائم خطورة ، فضلا عن ضمان احترام صارم لضمانات المحاكمة العادلة.

و في خطوة هامة و مصيرية بحق الشعب العربي الأهوازي ، أدان البرلمان الأوروبي لأول مرة إيران بسبب “انتهاكاتها الصارخة ” لحقوق القوميات والأقليات الدينية ، وفي مقدتها العرب في الأهواز، حسب بيان نشر على الموقع الرسمي للبرلمان ، يوم الجمعة الموافق 15 يونيو 2012.

وأوضح البيان ان أبناء القوميات في ايران تعرضوا في الآونة الأخيرة لمزيد من الاعتقالات بسبب خلفياتهم الدينية أو العرقية أو ممارستهم الأنشطة الثقافية أو الدينية.

واستشهد البرلمان الأوروبي بأحكام الإعدام الصادرة ضد عرب أهوازيين مؤخراً بعد مرور عامين على اعتقالهم دون أن يتلقوا محاكمة عادلة، فضلاً عن تعرضهم للتعذيب . و لكن السلطات الايرانية تحدت قرار البرلمان الاروبي و ضربت عرض الحائط كل المناشدات الدولية من منظمات حقوقية و جهات دولية و نفذت حكم الاعدام بحق 4 منهم و ابلغت السلطات الامنية عائلاتهم باعدامهم و دفنهم سرا بتاريخ 15-6-2012 أي بعد يومين من قرار اللبرلمان الاروبي بإدانة ايران بانتهاك حقوق الشعوب غير الفارسية في ايران .

و بعد فشل مفاوضات الملف النووي في موسكو أعلنت كاترين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بتاريخ 21 حزيرن 2012 عن انزعاجها من قيام ايران باعدام ثلاثة رجال من عرب الاهواز بعد اعتقالهم منذ 2011 على خلفية سياسية.

و قد اتهم هولاء الشباب الاربعة بقتل رجل امن و زعزعة الامن القومي و محاربة الله و التهمتين الاخيرتين اضافة إلى تهمة ” الفساد في الارض ” تطلقها السلطات ضد النشطاء الاهوازيين الذين يناضلون من اجل حرية شعبهم و نيل حقوقه المشروعة . و لكن في شريط تم تسريبه من داخل سجن كارون ناشد فيه هولاء الشباب الاربعة قبل اعدامهم المنظمات الدولية لحقوق الانسان و السيد احمد شهيد للتدخل لانقاذ ارواحهم و صرحوا انهم ابرياء من تهمة قتل الشرطي و نشاطهم كان مدنيا سلميا من خلال الخروج في مسيرات و مظاهرات و ان الشرطة و قوات الامن و الحرس الثوري هم من اطلق النار على المتظاهرين حيث سقط شهداء و جرحى جراء ذلك و ان الشباب يرجحون ان الشرطي قتل عن طريق الخطأ بواسطة قوات الامن أو الشرطة أو الحرس الثوري . و حتى لو كان صحيحا انهم قتلوا رجل الامن و لنفترض ثبت ذلك في محاكمة عادلة و خارج محاكم الثورة الاسلامية سيئة الصيت فبأي شريعة و بأي قانون يعدم أربعة أشخاص لقتل رجل واحد ؟ و الجدير بالذكر أن رجل الأمر قتل اثناء المظاهرات السلمية التي قمعت باطلاق نار عشوائي في نيسان ابريل الماضي في حي الملاشية في مدينة الاهواز و أرغم هولاء الشباب على الاعتراف بانهم هم من قتل رجل الامن تحت التعذيب الوحشي اللاانساني و قد نكروا الاعتراف هذا في المحكمة الثورية ( سيئة الصيت ) أمام القاضي .

و كان قرار البرلمان الأوروبي قد ذكر بأن السلطات الإيرانية تقمع نشطاء القوميات غير الفارسية، وتمارس التعذيب ضدهم في المعتقلات، وتحاول إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام بعد توجيه تهمة الاتجار بالمخدرات أو “محاربة الله” إلى معظمهم.

و خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة أصدرت منظمة العفو الدولية 3 بيانات تحذر فيها الحكومة الايرانية من مغبة اعدام ناشطين أهوازيين تتهمهم بزعزعة الامن القومي و سائر التهم الزائفة كمحاربة الله و الفساد في الارض و تتم محاكمة هولاء الناشطين المدنيين السلميين في محاكمات سرية في محاكم الثورة الاسلامية سيئة الصيت ، حيث كان هولاء المعتقلون السياسيون في المعتقلات السرية و تحت وطأة التعذيب الجسدي و النفسي الشديد لمدة تسعة أشهر و أكثر و دون تمكن توكيل محامين لهم أو لقاء ذويهم بهم و تم نزع اعترافات كاذبة و قسرية منهم بارتكاب اعمال عنف و تم تسجيل مقاطع تلفزيونية على قناة ” برس تي في ” الرسمية الناطقة بالانجليزية التي تعتبر مشاركة في الجريمة حيث تذهب في زنزانات التحقيق و تسجل الاعترافات التي تؤخذ تحت التعذيب الوحشي من هولاء المعتقلين الابرياء.

و في احدى البيانات التي سبقت اعدام الاشقاء الثلاث و صديقهم من شباب الملاشية حذرت منظمة العفو الدولية من مغبة اعدام 5 من الناشطين بينهم ثلاثة أشقاء و قالت السيدة ” آن هاريسون “نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية “عرب الاهواز لهم الحق كسائر افراد الشعوب الايرانية في التعبير عن معارضتهم لسياسات الحكومة بطريقة سلمية “.

وطالبت مندوبة العفو الدولية السلطات الايرانية بمراجعة تلك القوانين التي تميز ضد عرب الاهواز وباقي الاقليات العرقية والدينية في ايران، محذرة من ان دائرة الاضطرابات والاحتجاج والعنف ستستمر لو لم يتم تحقيق ذلك.

و كانت نفس المنظمة قد حذرت في بيان سابق من صدور احكام اعدام بحق مجموعة اخرى من الناشطين في مدينة الخلفية أغلبهم من المعلمين و طلاب الجامعات الناشطين في مؤسسات ثقافية و مدنية .

كما أفادت منظمة العفو الدولية في آخر بيان لها حول الاعدامات في الاهواز ان السلطات الايرانية اصدرت احكاماً بالاعدام بحق 5 ناشطين من عرب الاهواز بتهمة قيامهم بانشطة ثقافية دفاعاً عن حقوق العرب في اقليم الاهواز و حسب التقرير ” قد يكون اعدامهم وشيكاً، وتفيد التقارير انهم تعرضوا للتعذيب. واعتقل هؤلاء لنشاطهم الثقافي وقد جرت محاكمتهم في محاكم غير عادلة. وصدر الحكم ضدهم بتاريخ 7 تموز(يوليو) 2012 من قبل محكمة الثورة الفرع 2 في الاهواز، بتهمة “محاربة الله والفساد في الارض وتهديد الامن القومي والدعاية ضد نظام الجمهورية الاسلامية”.

كما حذرت منظمات حقوقية اخرى كمنظمة هيومان رايتس واتش و منظمات حقوقية ايرانية كالحملة الدولية للحقوق الانسان في ايران و منظمة الدفاع عن حقوق الانسان في ايران و منظمة الدفاع عن حقوق الاقليات في ايران و سائر المنظمات و الناشطين في مجال حقوق الانسان في ايران من تزايد الاعدامات و حملات القمع و الترهيب و الارهاب الحكومي المنظم و خطط التغيير الديمغرافي التي تستهدف عرب الاهواز .

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش و مقرها في نيويورك بتاريخ 11 يوليو/تموز 2012 إن على القضاء الإيراني أن يلغي فوراً أحكام الإعدام الصادرة بحق خمسة نشطاء ينتمون إلى الأقلية العرقية العربية في إيران وأن يسمح لمحاميي الرجال وأقاربهم بزيارتهم في مقار احتجازهم.

الناشطون المحكومون بالاعدام مؤخرا معظهم من المثقفين و المعلمين و ناشطي المجتمع المدني في مدينة الخلفية و هم كل من : هادي راشدي 38 سنة مهندس كيمياء و ناشط مدني ، وهاشم شعباني 32 سنة ماجستير العلوم السياسية و هو شاعر و ناشط مدني ، ومحمد علي عموري34 سنة معلم و مهندس زراعي و ناشط مدني و مدير تحرير نشرية التراث الطلابية في جامعة اصفهان الصناعية ، الشقيقين سيد مختار 25 سنة، وسيد جابر البوشوكة 27 سنة ناشطين مدنيين . و قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “لم يقدم القضاء أدلة توحي بضرورة أن يقضي هؤلاء الرجال يوماً آخر في السجن، ناهيك عن التعليق على المشانق. إن غياب الشفافية المحيط بإدانة هؤلاء الرجال والعقوبات الصادرة بحقهم هو سبب آخر لضرورة إلغاء أوامر الإعدام”.

ان الربيع العربي في الاهواز المتأثر بثورات الربيع العربي تجلى في خروج الجماهير العربية في شهر نيسان/ابريل الماضي في الاهواز العاصمة و سائر مدن الاقليم في ذكرى احياء انتفاضة نيسان 2005 حيث جوبهت المظاهرات السلمية بالقمع الدموي و الوحشي من قبل النظام الايراني حيث الاعتقالات التي طالت الناشطين و المتظاهرين أدت إلى استشهاد بعضهم تحت التعذيب في الزنزانات المظلمة و صدور أحكام الاعدام بحق ناشطين آخرين بتهم محاربة الله و الفساد في الارض و تهديد الامن القومي و سائر التهم الباطلة بحق شباب عربي يطالب بهويته و حقوقه و رفع الظلم و الاضطهاد العنصري التاريخي و حقه في تقرير مصيره .

بعد ثورات الربيع العربي ازدادت التدخلات الايرانية في الشأن العربي و بدأ العمل ضد هذه الثورات من خلال محاولات مصادرتها و الاستحواذ عليها كما أطلق عليها تسمية ” الصحوة الاسلامية ” بدل الربيع العربي من قبل مرشد النظام و يتم تكرار مقولة : ان الثورات هذه انما قامت باستلهام مبادئ الثورة الايرانية و غيرها من المفاهيم التي يتم الترويج لها ضمن المشروع التوسعي لنظام ولاية الفقيه.

و مع ازدياد هذه التدخلات السافرة للنظام الايراني في الشؤون الداخلية للدول العربية خاصة دعمه للنظام السوري ضد شعبه بالمال و السلاح و العتاد و الدعم الاستخباري و اللوجستي و السياسي الشامل و كذلك في دول الخليج العربي و محاولاته اثارة الفتنة الطائفية و تهديد الامن و السلم في تلك الدول و في منطقة الشرق الاوسط ككل ، توجهت الانظار و ازداد الاهتمام بالقضية العربية في الاهواز و تصاعد التعاطف العربي مع مطالب هذا الشعب العربي في استعاده حقوقه الانسانية المشروعة برفع الظلم و الاضطهاد و التمييز العنصري الذي يعاني منه منذ إسقاط الحكم العربي المتمثل بالشيخ خزعل بن جابر الكعبي في هذا الإقليم عام 1925 على يد رضا شاه الذي يعتبر مؤسس الدولة الايرانية الحديثة التي قامت على اساس عنصري شوفيني و تمجيد العرق الفارسي و معادة العرب بشكل خاص و القوميات غير الفارسية في ايران بشكل عام .

و كان للربيع العربي تأثيرا بالغا في نفوس الشباب العربي في الاهواز حيث خرج بعض الشباب في مدن كالحميدية و الشوش و في مدينة الاهواز العاصمة في أحياء مختلفة كحي كريشان و الزوية و كوت عبدالله و كتبوا شعارات تؤيد الثورة السورية و تطالب بالحرية و الحقوق العربية المشروعة للشعب العربي الأهوازي و وقف المشاريع العنصرية كالتفريس و مصادرة الاراضي الزراعية و نقل مياه كارون إلى المحافظات الايرانية الوسطى و تجفيف هذا النهر العظيم الذي يروي آلاف الهكتارات من الاراضي الزراعية في كل الفصول ، مما ادى إلى توقيف المزارعين و منعهم من الزراعة بسبب شح المياه بعد بناء السدود الكثيرة ( 33 سد )و بالتالي اضطرار الفلاحين للهجرة إلى المدن بحثا عن العمل و لقمة العيش و تستمر السلطات بممارسة شتى السياسات العنصرية ضد الاهوازيين و التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة أكثر من وقت مضى .

و منذ عام 2005 و تسرب وثيقة حكومية صادرة من مدير مكتب رئاسة الجمهورية تقضي بتعميم اجراءات جديدة لتغيير التركيبة السكانية في الاقليم و ضرورة تحويل العرب في عربستان من اكثرية في ارضهم إلى اقلية من خلال نقل المتعلمين و الموظفين و غيرهم إلى محافظات اخرى و احلال السكان من غير العرب محلهم ضمن مخطط تآمري مشؤوم حيث اندلعت اثر ذلك احتجاجات و مظاهرات واسعة في الاقليم قمعت بالحديد و النار و منذ ذلك العام في شهر نيسان تخرج المسيرات الاحتجاجية السلمية عادة في 15 نيسان و يتم قمعها بقسوة شديدة و من يتم اعتقالهم من الشباب يموت البعض منهم تحت التعذيب و تصدر المحاكم الثورية سيئة الصيت على البعض حكم الاعدام شنقا و على البعض الآخر سنوات سجن طويلة تصل إلى 20 و 30 عاما مع الابعاد إلى اقصى المحافظات الشمالية .

تتجدد هذا المسيرات الجماهيرية السلمية في شهر نسيان / ابريل من كل عام و تأخذ أشكالا مختلفة كالتجمعات الشعرية الحماسية في مراسيم العزاء أو في الاعراس أو المناسبات الدينية المختلفة ، كما تتجلى في كتابة الشعارات على الجدران و في الأشهر الماضية كانت الشعارات التي كتبها شباب في مقتبل العمر حول الاشادة بالربيع العربي سببا في حملة القوات الامنية و الحرس الثوري في مدينتي الشوش و الحميدية و في احياء في مدينة الاهواز حيث ادت الحملة الامنية إلى اعتقال المئات و نقلهم إلى اماكن مجهولة و مات اثنان من الشباب تحت التعذيب حسب ما نقلت منظمة هيومن رايتس واتش و كذلك منظمة العفو الدولية و عدة منظمات حقوقية ايرانية و منظمة حقوق الانسان الاهوازية عن شهادات نقلت عن ذوي المعتقلين.

و للأسف بقيت هذه الاحداث بعيدة عن تناول الاعلام العربي في معظمه و مازال نضال شعب الاهواز العربي يتم تجاهله في وسائل الاعلام العربية و العالمية رغم التقارير الكثيرة التي تصدرها المنظمات الدولية و الحقوقية و على رأسها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة و خاصة تقارير و تصريحات السيد احمد شهيد المقرر الدولي لحقوق الانسان في ايران حول تفاقم الوضع الانساني و الانتهاكات المتزايدة للنظام الايراني لحقوق القوميات و الاقليات أكثر من أي وقت مضى .

ان الذنب الوحيد للشباب الذين قتلوا تحت التعذيب الوحشي لعناصر المخابرات ( اطلاعات ) و كذلك المعتقلين الذين حكم عليهم بالمؤبد و الذين تم اعدامهم المحكومين بالإعدام كان ذنبهم الوحيد المشاركة في مظاهرات سلمية و ترديد هتاف :

حرية .. حرية .. شعب الأهواز ينادي .

ألا تستحق دماء هولاء الذين سقطوا شهداء من اجل الحرية و آهات المعتقلين و ذويهم و صوت الشعب العربي الأهوازي المضطهد الذي يعاني اقسى انواع القمع و الارهاب الحكومي المنظم من قبل نظام عنصري طائفي أن يصل إلى أسماع العالم من قبل المدافعين عن الحرية ؟

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …