و بعض الشخصيات الفارسية النشطة في مجال حقوق الانسان خاصة السيدة شادي صدر و غيرهم من الاطراف التي ساهمت بدورها إلى حد ما في ايصال صوت شهدائنا و معتقلينا و معاناة شعبنا إلى العالم .
هاجم بعض الاهوازيين مواقف تلك الاطراف الفارسية و تعاطفهم و اصدارهم بيانات الشجب و الادانة و الاستنكار ضد النظام الايراني لصالح شهداءنا و معتقلينا و دون يقدموا مبررا لهذا الهجوم و الانتقادات اللاذعة يركز هولاء على النقطة التالية : بعض القوى الفارسية المعارضة تريد استغلال قضية الاعدامات و انتهاكات حقوق الانسان في الاهواز من اجل الضغط على النظام و كسب التعاطف الدولي من خلال المشاركة في الادانات الدولية للنظام .
و يستمر تحليل هولاء على اساس ان العالم يدور حول نظرية المؤامرة على اساس أن اي طرف فارسي يخرج يدافع عن قضيتنا يجب أن ننظر له بالشك و الريبة و الحذر من المؤامرة التي نعرف ابعادها و يبدو الامر و كأنما الاطراف الدولية كبريطانيا و الولايات المتحدة يصدرون بيانات لسواد عيون الشعب الأهوازي و حبا بعرب الاهواز . بالمقابل لم نرى من هولاء اي هجوم على الدول الانظمة العربية المتخاذلة التي لم تصدر بيانا رسميا واحدا يدين الاعدامات و انتهاكات حقوق الانسان الفظيعة بحق ابناء جلدتهم في الاهواز كما صدرت الدول الغربية بيانات ادانة رسمية و على الاقل الاطراف الفارسية المذكورة تماشت مع هذه الخطوات الدولية و السيدة شادي صدر طالبت الاتحاد الاروبي بمحاكمة القضاة و المسؤولين عن الاعدامات و انتهاكات حقوق الانسان بحق عرب الاهواز و حتى لو ان هذه الاطراف تريد مصلحتها من هذا الامر نحن ايضا من مصلحتنا ان يصل صوت شعبنا المضطهد و اخبار شهدائنا المعدومين و اهات معتقلينا و سائر انتهاكات حقوق الانسان في وطننا الى العالم ولو كان عن طريق هولاء ، فكما هم يهمهم فضح النظام و ممارساته اللا انسانية نحن ايضا يهمنا مصلحة شعبنا و ايصال صوت معاناته للعالم ، فالسياسة التقاء مصالح و ان الهجوم على شادي صدر مثلا و التشكيك بعملها و التهجم عليها كما فعل البعض بطريقة غير لائقة ، هل تخدم مصلحتنا و اهداف قضيتنا العادلة ؟
هناك شخصيات معروفة بعملها و نشاطها في مجال حقوق انسان و لها احترام و تأييد و دعم دولي سواء كنا نحبهم أو لا نحبهم ، فهم متواجدون في المحافل و المنظمات الدولية و فاعلون و نشطون بقوة و من مصلحة قضيتنا ان نعمل معهم لإيصال صوت شعبنا الى العالم بأي طريقة ممكنة ، سواء احببناهم أم كرهناهم ، فالمسالة ليست مسألة احاسيس و مشاعر ، انما هي مسألة تحقيق اهداف مرحلية من اجل المصلحة الوطنية العليا و اما بالنسبة للمؤامرة المزعومة و اهدافهم و غاياتهم فاذا كنا على مستوى ان نكون اندادا سياسيين لهم و اذا وصلنا بمستوى نفوذهم و توغلهم في المنظمات و المؤسسات الدولية و مراكز صنع القرار عند ذاك نستطيع ان نؤثر حتى في قراراتهم السياسية أو نفرض عليهم تسميات معينة أو عبارات معينة أو اتخاذ مواقف سياسية معينة . اما ان نأتي و نلقي الكلام على عواهنه و عبارات القدح و التجريح والنيل من تلك الشخصيات على صفحات الفيسبوك من خلال تعليقات غير مدروسة لا علميا و لا انشائيا و لا املائيا ، فإنها لا تخدم غير اعدائنا و هدفهم في كتم صوت معاناة معتقلينا و عدم ايصال صوت شهدائنا و شعبنا المضطهد إلى العالم و لا تخدم سوى الانانيات و الغايات الشخصية للسذج و اصحاب النفوس المريضة .
اما الخطاب الدوغمائي الذي يعتمد الاسلوب القديم في الامتناع عن الحضور في المحافل التي يحضرها الاطراف الفارسية و وضع التابوهات و المحرمات في العمل السياسي و كأننا نعيش في وادي منعزل لا نتأثر بنشاط المجاميع و اللوبيات في الخارج فهذا عين السذاجة السياسية و عدم فهم الامور كما هي و كما تجري و بالتالي البقاء في قوقعة الصراعات الداخلية التي تنخر بجسد قضيتنا و افساح المجال للفئة التي ذكرتها للاصطياد بالماء العكر و توزيع صكوك الوطنية على هذا و ذاك .
و كمثال بسيط عن تضررنا من عدم التواجد في هكذا منظمات و مؤسسات بحجة حضور الفرس فيها نشير إلى مثال بسيط و هو التقرير السنوي الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان في ايران حيث حذف العنصريون الفرس العاملون هناك عبارة عرب الاهواز في الترجمة و لولا انتباه احد الصحافيين الاهوازيين لهذه النقطة و ابلاغ بعض الجهات و الشخصيات التي تدخلت لدى الخارجية الامريكية لمر الامر مرور الكرام و كأن شيء لم يحدث و عشرات الامثلة من هذا النوع التي نخسر فيها عشرات بل مئات المنابر الاعلامية و الجهات الدولية التي من شانها ان توصل قضيتنا إلى أسماع العال نفقدها بسبب الترويج لهذا لخطاب الدوغمائي الحماسي العاطفي الذي يدور حول نفسه في حلقة مفرغة و لا يعلم ماذا يدور في الاطراف .
في الاخير اتمنى من جميع الناشطين المخلصين ان يستمروا بالحضور في هكذا نشاطات و ان يتواصلوا مع مختلف الجهات و المؤسسات و الشخصيات الفاعلة الفارسية و غير الفارسية و العربية و الاجنبية من اجل فضح جرائم النظام الايراني و انتهاكات حقوق الانسان بحق شعبنا المضطهد