من هنا فان هذه المرحلة الحساسة و الحرجة من تاريخ نضالنا الوطني تتطلب من جميع التنظيمات العاملة على الساحة العربستانية و على اختلاف مشاربها الفكرية و السياسية الترفع على الاختلافات الموجود بينها وتوجيه نضالها ضد النظام الشمولي في ايران الذي ما برح ينكل بشعبنا و يطبق بحقه ابشع انواع السياسيات الاجرامية .
ان نضالات شعبنا بشكلها ومضمونها لا تختلف عن نضالات الشعوب الاخرى التي تناضل من اجل الحرية و التخلص من الاستعباد و هي ايضا انعكاس لواقع معقد يشمل الاضطهادين القومي والاجتماعي بالاضافة الى ممارسات اخرى تتمثل بالتمييز العنصري و العمل على قدم وساق من اجل تغيير التركيبة السكانية لشعبنا و تبديله من اكثرية الى اقلية . كما ان من اهم سمات المرحلة الراهنة هو اعتبار اختلافات الاراء والافكار والرؤى ظاهرة طبيعية وتشكل جزءا من تطلعات الشعوب نحو التحرر من كل قيود الذل و العبودية .
و عليه تبقى من اولى مهام حركاتنا الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني الاهوازية و في هذه المرحلة الحرجة و الحساسة من تاريخنا النضالي الراهن هو فضح سياسة النظام الشمولي الحاكم في طهران ضد ابناء شعبنا بما فيها موجة الاعتقالات و الاعدمات الاخيرة التي طالت خيرة ابناء شعبنا الابي الصامد . اما من يريد استغلال ما يجري على الساحة الاهوازية ليجعل من نفسه وصايا على الشعب وعلى الحركات الوطنية الاخرى التي تختلف معه بالرؤى ويطالبها ان تسير وفقا لاستراتيجية النضاليه ” المقاومة المسلحلة ” وكذلك عبر كيل الاتهامات المجانية للغير من اصحاب نهج ” النضال السلمي ” باعتبارهم ” متخاذلين ” يعد مغايرا لسمة العصر المتمثلة باختلاف الآراء و بالتعددية السياسية ومغايرا للنداء المسجل للكوكبة التي اعدمت مؤخرا، و الموجه الى السيد أحمد شهيد المقرر الدولي الخاص لحقوق الإنسان و الى المنظمات الحقوقية الإنسانية الدولية الاخرى . حيث اكدت من خلاله و بجرأة بطولية وشجاعة منقطعة النظير و بطريقة لا شائبة فيها على اهمية اسلوب “النضالي السلمي المدني ” وكشفت بوضوح لا لبس فيه ان اسلوب عملهم النضالي كان تنظيم المظاهرات السلمية والاحتجاجات ضد الإضطهاد القومي والممارسات العنصرية للحكومة الإيرانية وخططها الرامية إلى تصفية الوجود العربي وضد الظلم والتفريس والعنصرية . وقد قال احد المناضلين الابطال ممن نفذ بهم حكم الاعدام و هوالشهيد رحيم حيدري بالحرف الواحد قائلاً: “شاركت وإخوتي وأصدقائي في الانتفاضة النيسانية سنة 2005 وكانت ثورة الجياع والحفاة والمظلومين ضد الظلم والتفريس والعنصرية ، و وبعدها كنا نشارك سنويا في ذكرى الاحتلال واستمر نشاطنا حتى عام 2011 حيث اعتقلنا وكانت تجمعاتنا سلمية” كما أكد الشهید علي الشريفي على ان “مظاهراتنا كانت تتم بشكل سلمي للمطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشعبنا العربي في الأحواز.”
و على ضوء ما ورد فان الاتهامات الرخيصة و المبتذلة التي وجهت من قبل البعض عبر صفحات ” الفيس بو ك ” الى بعض التنيظمات و الشخصيات الوطنية الاهوازية هي اتهامات باطلة من شأنها ان تصب الماء في طاحونة الاعداء و لن تخدم مصلحة شعبنا العربي في عربستان لا من بعيد ولا من قريب .
ان المرحلة الحرجة و الحساسة من تاريخ نضالنا الوطني تتطلب من كل اطراف حركتنا الوطنية – اهوازية كانت ام احوازية او عربستانية – “سلمية اوغير سلمية” تكريس كل جهودها من اجل فضح السياسية الشمولية للنظام الديني في ايران و تركيز كل الاهتمام على معاناة شعبنا في شتى المجالات السياسية و الاجتماعية و الثقافية بعيدا عن المصالح التظيمية الضيقة .
الرحمة و المعفرة لشهدائنا الابطال و الصبر و السلون لاسرهم ومحبيهم من ابناء شعبنا العربي الاهوازي
المرفقات :
النص المكتوب لرسالة الشهداء ، المصدر موقع كارون الثقافي
النص المكتوب للرسالة المصورة التي سجلها الشهداء الاربعة معا في السجون الايرانية قبل تنفيذ حكم الاعدام الجائر في حقهم.ارسل هذا النص ناشط احوازي و يطالب فيه الناشطين الاحوازيين ان يقوموا بترجمة هذه الرسالة من اللغة العربية الى اللغات اخرى و ذلك من أجل نشرها بشكل واسع و فضح سياسات الاحتلال الايراني حسب قول الموقع .
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الاحرار و المناهضون للظلم في العالم يا ايتها المنظمات الدولية و منظمات حقوق الانسان يا ايتها الضمائر الحية و مدافعو حقوق الانسان و سعادة السيد احمد شهيد المنسق(المقرر) الخاص لحقوق الانسان في ايران .
انا طه حيدريان ابن طعمه المعروف ب علي كريم صالح ماضي الحيدري من سكان حي الملاشية في مدينة الاحواز متزوج لي طفلان لقد تم اعتقالي في تاريخ 20 نيسان 2011 على يد وزارة الاستخبارات الايرانية و بقيت في معتقل الاستخبارات ثلاثة اشهر تحت اشد التعذيب الروحي و الجسدي في الزنزانات المظلمة و غطاء كمامات العين ، تم تهديدنا انا و اخوتي و اصدقائي بالقتل اذا لم نتعاون معاهم او اذا لم نتكلم بما يملئون علينا .
ايضا قد اتو بالمدعو أحمدي المدعي العام الى شعبة 18 التابعة لمحكمة الثوره في الاحواز في معتقل الاستخبارات و اثناء وجوده لم نسلم من التعذيب الجسدي و التهديد بالاعدام منه و حكم علينا حاكم شرع الشعبة الرابعة مرتضى كياستي بالاعدام شنقا انا و اخوتي عباس و عبدالرحمن و صديقي علي شريفي ابن غازي و لا نعلم متى ينفذ علينا الحكم .
نحن نعيش في حي فقير جدا تسكنه الالاف من الاسر مقابل اكبر مجمع صلب (فولاد) حيث اكثر عمالها من خارج الاحواز و مع هذا حينا يعاني من اعلى درجات الفقر و البطالة و المخدرات و ادنى مستويات الرفاه المدني و الصحة الاجتماعية، كنا لا نحصل من حقول النفط و الغاز الا على دخانها.
و بسبب سحب مياه الانهر و حرفها نحو هضبة فارس قضي على الزراعة و ما تكونه الارض و التي سلبتها شريكات قصب السكر الاستعمارية .
كما تعايشت معاناة اهلي و ابحث عن قوت لا يموت حتى الانتفاضة النيسانية ابريل 2005 التي اندلعت في ذكرى الثمانون للاحتلال الفارسي للاحواز(عربستان) بعد الكشف عن الوثيقة التابعة لمكتب رئيس الجمهورية و مدير مكتبه محمد علي الابطحي في اصدار أوامر للقضاء على الوجود العربي في الاحواز.
شاركت الى جانب اخوتي و اصدقائي في الحي في الانتفاضة النيسانية الى جانب سائر ابناء الشعب و كانت ثورة الجياع و الحفاة و المظلومين ضد الظلم و التمييز و العنصرية و كنا نشارك في ذكرى الاحتلال بعدها سنويا حتى عام 2011 حيث اعتقلوني و كانت كلها تجمعات و مسيرات سلمية .حتى مانعت قوات الامن و الجيش و البسيج التابعة للحرس الثوري الايراني و تم رشقهم بالحجارة و حرق العجلات و اطارات السيارات لمنع حركة سياراتهم الذي كانوا يهاجمون بها المتظاهرين بالاسلحة النارية و سلاح الشوزن و القناص و الغازات السامة و المسيلة للدموع ، و شاهدنا بام العين سقوط عدد من الشباب بين قتيل و جريح من بينهم اخواننا يونس و يوسف الشموس الذين سقطا اثر اطلاق رصاص النار مباشرة في المظاهرات.
نحن اناس مسالمون ضد الظلم و الارهاب من أي جهة كانت نحن شباب طالبنا بحقوق شعبنا بشكل سلمي و عبر التظاهر نحن ابرياء من تهم محاربة الله و رسوله و الافساد في الارض الموجهة الينا . حكم علينا بالاعدام شنقا في محاكم غير عادلة و مطالبنا كانت بشكل سلمي للمطالبة بالحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لشعبنا في الاحواز.
عبر هذه الوسيلة(الرسالة التصورية) التي سوف نحاسب عليها عند ما نكتشف و مع القبول بكل هذه المخاطر نطالب كل المنظمات الدولية و حقوق الانسان و دول العالم و بالاخص المعني السيد احمد شهيد للسعي و الجهد بوقف الاعدامات.
(اننا نقول هذا ليس خوفا من الموت و لكن تجري الامور بما شاء الرب) ما قاله علي شريفي في نهاية كلامة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته