الفارسية من عرب وأكراد وبلوش وآذريين بأنهم يحاربون الله ورسوله، وبهذه التهمة البعيدة عن الواقع وعن الشريعة وكل القوانين الوضعية يواجه من تعتقله سلطات ملالي طهران الإعدام، وخلال هذا الأسبوع نفّذت سلطات إيران حكم الإعدام بخمسة من المواطنين العرب في إقليم الأحواز، الذي يطلق عليه النظام الإيراني «إقليم خوزستان»؛ وذلك بسبب معارضتهم للنظام. وذكرت مواقع المعارضة الإيرانية أن الناشطين السياسيين العرب هم (محمد علي عموري رئيس تحرير مجلة التراث في جامعة أصفهان، وهاشم شعباني أمين رئيس المدارس الثانوية في الأحواز، إضافة إلى الناشط هادي راشدي والأخوين مختار البوشوكة وجابر البوشوكة)، وقد تم إعدامهم بسبب اتهامات ضد النظام والسعي لإقامة إقليم للعرب في الأحواز الذي اغتصبته إيران في عهد والد الشاه السابق.
وقد أدان مركز حقوق الإنسان الدولي إعدام أربعة آخرين من المواطنين الأحوازيين؛ أيضاً بسبب معارضتهم النظام السياسي، وقيامهم بأنشطة سياسية.
ويسعى العرب في إقليم الأحواز إلى إقامة إقليم مستقل، يحمل اسم «عربستان»، وهو ما ترفضه إيران بشدة، وتتهم العرب بأنهم يقودون حرباً بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل، في حين أن نضال الناشطين العرب انطلق قبل انقلاب الخميني، وبعد أن هدأ بانتظار أن يتحسن وضع العرب في الأحواز المحرومين حتى من التحدث بلغتهم العربية عاد فانطلق جهادهم بصورة أعنف مما سبق؛ حيث شهدت المدن الأحوازية العديد من الانتفاضات التي يواجهها النظام بالقمع والإعدامات؛ حيث توجَّه للمتظاهرين والمنتفضين تهم العداء لله ورسوله؛ إذ يرى النظام أن حكم ولاية الفقيه هو تفويض إلهي، لا تجب معارضته، وأن ولي الفقيه مكلف بالحكم حتى خروج «المهدي»، وكل من يعارض ذلك فهو محارب لله والرسول الكريم. وقد أُعدم بهذه التهمة العديد من رموز القوميات الأخرى، وجميعهم من العرب والأكراد والبلوشستان، الذين يتبعون مذاهب أهل السنة، وهو ما يؤكد طائفية وعنصرية حكام ملالي طهران، الذين ينفذون مخططاً عنصرياً، يستهدف تقليص الوجود العربي في إقليم الأحواز الذي يشكّل المخزون الأكبر للنفط في إيران، فإضافة إلى مسلسل الإعدامات المستمرة ضد المواطنين العرب الأحوازيين تتعرض العديد من الأُسر العربية إلى التهجير والمضايقة ومصادرة منازلها ومزارعها، إضافة إلى استيطان الفرس في محاولة لفرسنة الأحواز.