11111111

-بغداد - باسل محمد:

كشف مصدر مطلع في "التحالف الوطني" الشيعي, أكبر كتلة سياسية في البرلمان العراقي, لـ"السياسة" ان رئيس الوزراء نوري المالكي أجرى اتصالات في اليومين الماضيين مع بعض عواصم دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة

طهران باتت مستعدة للتخلي عن الرئيس السوري مقابل الحفاظ على مصالحها

لإقناعها بأهمية مشاركة ايران في المؤتمر الدولي بشأن سورية المتوقع عقده في جنيف الأسبوع المقبل.

 

وقال المصدر ان المالكي يعتقد ان ايران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يمكنها اقناع الرئيس السوري بشار الاسد بالتخلي عن السلطة وتسليمها إلى شخصية أخرى لقيادة المرحلة الانتقالية باتجاه نظام تعددي.

وبحسب المصدر, أبلغ المالكي واشنطن عبر ديبلوماسيين أميركيين في بغداد ان الحكومة الايرانية مستعدة لبحث موضوع انتقال السلطة من الاسد الى شخصية اخرى, وان هناك مشاورات سرية تجري في الوقت الحاضر بين بغداد وطهران وموسكو للتفاهم مع الأسد على تفاصيل هذه الخطوة.

وأشار المصدر الشيعي الى وجود بعض التفاصيل التي يجب مناقشتها مع الاميركيين والاوروبيين وتركيا وجامعة الدول العربية بشأن الدور الايراني – العراقي المشترك المدعوم من روسيا لإيجاد تسوية للأزمة السورية.

وكشف المصدر لـ”السياسة” عن أهم التفاصيل الصعبة التي طرحت في المشاورات السرية بين بغداد وطهران وموسكو وهي:

ـ قبول الأسد فعلياً بالتخلي عن السلطة وتخلي جميع افراد اسرته وفي مقدمهم قائد الحرس الجمهوري ماهر الاسد عن مناصبهم, وشمولهم جميعاً بالحصانة لمنع ملاحقتهم ومحاكمتهم في المستقبل.

ـ بقاء الأسد داخل سورية بضمانات دولية وحصانة قانونية كاملة, وتؤيد طهران ذلك لكن بغداد وموسكو تفضلان إقامته خارج سورية.

ـ مواصفات الشخصية البديلة عن الأسد لقيادة المرحلة الانتقالية, وهل سيشارك “المجلس الوطني” السوري المعارض و”الجيش السوري الحر” في اختيارها, وهل تكون من داخل النظام أم من خارجه? وهل يجب ان تحظى بموافقة طرفي الصراع (أي النظام والمعارضة)?

ـ هل ستلعب جامعة الدول العربية دوراً في أي تسوية سياسية انتقالية في سورية أم تنحصر هذه التسوية بين بغداد وطهران وموسكو والغرب?

ـ نشر قوات حفظ سلام لضمان هدنة شاملة في سورية بالتزامن مع تنحي الأسد وتسليم السلطة الى شخصية مقبولة ونزيهة سياسياً. ويتضمن هذا الاقتراح نشر قوات عسكرية من دول لم تكن في صدارة الازمة السورية ومن بينها الجزائر ومصر وبعض الدول الأوروبية مثل اسبانيا.

ـ إصدار عفو شامل عن جميع الاطراف التي تقاتلت داخل سورية طوال الازمة, بما فيها المتورطون في ارتكاب المجازر.

واستبعد المصدر العراقي ان توافق المعارضة السورية على بعض العناصر الواردة في هذه التفاصيل, وأهمها العفو عن الاشخاص الذين ارتكبوا المجازر واستخدموا الاسلحة الثقيلة في مهاجمة المدن, كما ان هناك المزيد من التفاصيل الصغيرة والتفصيلية في كل فقرة وردت في العناوين والخطوط العامة للتسوية التي تعمل عليها بغداد وطهران وموسكو, ومن المؤكد ان المعارضة السورية والدول المساندة لها لن ترضى بأي اتفاق تسوية يكون مفيداً بهذا القدر للأسد.

وفي هذا الاطار, قال النائب في “ائتلاف دولة القانون” ( برئاسة المالكي) حسين منصور الصافي لـ”السياسة” ان إيران لديها ثقل كبير وتأثير بالغ في سورية ولذلك يمكنها ان تساعد في تسوية الأزمة, خاصة أن لديها مخاوف من تداعيات الوضع السوري وربما هي ستخسر كل شيء هناك إذا سقط الاسد.

واضاف ان لدى ايران مصالح حيوية داخل سورية سياسية وتجارية ونفطية وهناك اعتبارات طائفية ايضاً, ولذلك تريد الحكومة الايرانية المحافظة على كل هذه المصالح, وهذا يتسنى لها بلعب دور مهم في تسوية الازمة وربما تقبل طهران بتنحي الاسد وتساعد في ذلك إذا رأت ان ذلك يتناسب مع مصالحها.

وأشار الى ان الحكومة العراقية تؤيد مشاركة ايران بقوة في اي مؤتمر او تسوية بشأن سورية لأن هذه المشاركة تعني ان الحكومة الايرانية لن تلعب دوراً سلبياً في الازمة, كما ان مشاركتها ستوفر لها بعض التطمينات بشأن مستقبل سورية ما بعد الاسد.

من جهته, قال النائب في ائتلاف “العراقية” (برئاسة اياد علاوي) اركان ارشد لـ”السياسة” ان قبول ايران بتنحي الاسد وان تلعب دوراً في ذلك هو احتمال وارد جداً لأن عالم السياسة يتبدل وفق المصالح, فالحكومة الايرانية تتابع الوضع السوري بتفاصيله الدقيقة وهي تخشى حدوث مفاجآت تضر بمصالحها, ولذلك ربما من الافضل ان تبادر لتقديم تسوية للأزمة.

واضاف النائب ان ايران يمكنها ان تشارك في اي مؤتمر دولي بشأن سورية لكن ليس هناك ضمانات جدية بأن هذه المشاركة ستصب في دعم الانتقال السلمي للسلطة وتنحي الأسد, وبالتالي فإن الفترة القريبة المقبلة ستحسم الكثير من التساؤلات بشأن الدور الايراني وان كان جزءاً من الحل ام جزءاً من المشكلة في سورية

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …