ان منطقة الشرق الاوسط شهدت مجازر وصراعات كثيرة بين مطالبي الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية من جانب والديكتاتوريات واصحاب المصالح من جانب آخر. واختلفت هذه المجازر في زمانها ومكانها لكنها اتفقت في اسباب نشأتها ونتيجتها حيث كان الدافع لدى جميع مرتكبي ها هو الخوف من الديمقراطي ‘ والنظام الإيراني الحالي كان السباق في ذلك فمنذ انتصار الثورة حتى اليوم شهدت إيران قمعا ومجازر كبيرة قام النظام الحاكم في طهران المبتني على الفكر والعقيدة المذهبية والعرقية الفارسية بارتكابها بعد انتصار الثورة عام 1979 بدأها في الاقاليم غير الفارسية ومنها الاهواز وتحديدا المحمرة حيث استشهد فيها العشرات وجرح واعتقل المئات دون ان يقوم الاعلام المحلي او العالمي بتغطيتها او الكشف عنها والتركيز عليها بشكل مطلوب حتى يومنا هذا ولم تقتصر تلك المجازر على الاهواز فحسب بل طالت الاقاليم غير الفارسية الاخرى مثل كردستان والتركمن. كما وشهدت إيران عام 1988 مجزرة جماعية كانت بأمر مباشر من الخميني ضد سجناء سياسيين اتهموا بمناصرة مجاهدي خلق راح ضحيتها الاف من الاشخاص.كما ارتكب النظام الايراني جرمية كبرى كشف عنها مهدي كروبي احد قيادات الحركة الخضراء التي اندلعت اعقاب نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية حيث وصفت الجريمة بالعار الكبير للنظام الايراني ضد المعتقلين في سجن كهريزك بعد ان اغتصب ازلام النظام عدد من النساء والرجال المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية ولاشك ان الهدف من كل ذلك هو الحفاظ على النظام واستمراره حتى وان ادى الى ان يفقد شرعيته داخليا وخارجيا فالنظام الايراني يشعل الفتن والمعارك الاهلية في البلدان المجاورة حفاظا على مصالحه في التحالفات السابقة و ضمان استمرار سيطرة عملائه في لبنان وسوريا .
وما كشف عن وثائق حول دعم النظام الايراني للنظام السوري من تهريب اسلحة عبر الطائرات وارسال عسكريين الى سوريا لتدريب الشبيحة ورجال الامن هناك ليس فقط بسبب التحالف السوري الايراني ضد الشعوب العربية واستمرار المد الإيراني في المنطقة وهو عامل لا يمكن تجاهله بل هناك امر آخر ربما يكون الاهم بين اسباب الدعم الايراني للنظام السوري وهو الخوف من انتشار الديمقراطية والحرية الحقيقية في الشرق الاوسط بعيدا عن الطائفية والعقائدية التي يمتاز بها نظامه القمعي فما شهدناه من حملات الاعلام الايراني خلال تغطيته للانتخابات المصرية في الايام الماضية ضد المرشحين غير الاسلاميين يبرز قلق النظام الايراني الكبير من ظهور نتائج تختلف والشعار الذي اطلقه على الثورات العربية وهو “الصحوة الاسلامية” التي تعني الديكتاورية الدينية بعد ان حسم العالم برمته تسميتها بالربيع العربي وذاق طعم انتصارها المصریون والتونسيون والليبيون ولا محال سيأتي دور السوريین .
اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الدمقراطي الاهوازي