-شهلا كعبي موقع بروال-

تعتبر حرية المرأة إحدي  البوابات الريسية نحو دخوalahwaziya_1
ل مجتمع مدني و متطور تتحکم فيه العلاقات الانسانية. و لا يمکن لاي جماعة ان تكون تحررية و تقدمية و مهتمة بحقوق الانسان ما لم تصادق علي موضوع حرية المراة.فالمجتمع البشري ليس الا اجتماعا من النساء و

حرية المرأة في المجتمع الاهوازي…الي اين!

الرجال( و ما يجد هناک ثالث) اذن کيف يمکن ان ندعي بتفهمنا لاحلي القيم الانسانية کالعدل و المساواة طالما موضوع المراة لم يترصد بعد سلم اولوياتنا. وکانما هناک اجماع علي عدم النقاش ام الاختلاف في هذا الامر.

 

اجل نظرة سريعة علي المجتمع الاهوازي تبين لنا ان نسبة غير قليلة من نخبنا لا تمتلک روية شفافة و صريحة اتجاه تحرير المراة و مساواتها بل علي الارجح تتراوح  مواقفهم مابين التاييد اللغوي و الرفض العملي.و بالطبع هذه التناقضات غير قادرة علي تغيير واقع المراة. فالتغيير لا يحصل عبر النيات و الافکار و حتي الاقوال .بل بالعکس البيئات التقليدية تتاثر من ابسط الامثلة العينية اکثر من تاثرها من الاقوال الحکماء. و بالنسبة للعوام فما تراه عيونهم و ما تسمعه اذانهم يوثر فيهم اکثر من الافکار البحتة.  و حتي للنخب ايضا الامر کذلک فاذا بقوا علي مسافة بين افکارهم و افعالهم، رويدا رويدا ستتاثر افکارهم من افعالهم و يصبحون هم من مروجين التخلف دون ان يعلموا او يحسوا بهذا الشي.

و خير دليل علي هذا الشي هو الخطاب الرجولي الذي  بين الحين و الاخر يجري علي لسان بعض النخب. هذه الخطابات و الکتابات في كثير من الاحيان تتجاهل العنصر النسائي للمجتمع وفي شکلها و مضامينها و کلماتها تكرس اكثر و اكثر الثقافة الرجولية في المجتمع.

طبعا اننا لا نلوم الطبقات الاقل تعلما من مجتمعنا علي حمل فکرة دونية المراة. فهولاء الافراد نشاوا و کبروا علي هذه الفکرة دون ان تتسني لهم فرصة التعرف علي حياة تکون المراة فيها محترمة و متساوية القيمة کالرجل. لهذا يمکننا استيعاب مواقفهم. و اکثر من هذا فموقف هذه الطبقة اتجاه المراة واضح و شفاف جدا و بشفافيتهم هذه يسهلون عملية التعامل بينهم و بين الاخرين. فحجم خطورتهم مکشوف.

اما المصيبة الاعظم تقع عندما الطبقات الاکثر وعيا من المجتمع تمارس احيانا نفس السلوکيات و التعاملات اللاانسانية اتجاه المراة .

ففي الحديث عن تحرير المراة من العبوديه و الاستغلال، غالبا ما قسم کبير من المتعلمين يدعون بقبولهم لحقوق المراة و حرياتها.لکنهم في الواقع غير قادرين و کذلک غير راغبين علي اتخاذ ابسط خطوة نحو تحرير المراة او حتي القبول بالمراة متساوية القيمة مثلهم. ففي عقلية هولاء الدعاة، المراه الحرة ايضا ليست الا دمية حديثة (نوع اخر من الدميات) يتفاخرون بها امام الاخرين (فانها من صنعهم). و کانما حديث المراة الحرة کذلک يکون جزء من تمثيلية نخبنا و لا اکثر.

اجل نظرة بسيطة جدا علي حاضرنا الراهن و مستوي التعاملات فيه يبين لنا بان نخبتنا علي الارجح تکون نخبة غير مثقفة التي رغم كل ادعائاتها التقدميةمازالت ترفض الوقوف في وجه الاعراف المنسوخه و الرجعيةدفاعا عن حرية المراة.

اذن نتسائل اين هي المشکلة؟ امشکلتنا تکون في جهلنا عن مفهوم حقوق المراة ام اننا نخاف تطبيق ما نعتقده ؟او بلاحري ما نتفوه به فاذ کنا بمستوي الايمان فما ترددنا بدعم هذه الحقوق علي ارض الواقع.

برايي انا ان السبب الرييسي في عدم حدوث اي تغيير جذري في واقع المراة يرجع الي الروية الغير متکاملة و کذلک السطحية الموجودة في المجتمع. فبالنسبة لکثير من الافراد، مسئلة حقوق المراة و حرياتها تتوقف عند مستوي حذف بعض السلبيات و التظاهر ببعض مظاهر الحداثة. لهذا من البديهي ان لا يحصل اي تغيير في واقع المراة، فهذا السقف غيرعادل و کذلک غيرصالح ليسبب تغييرا في وضع المراة . فاحترام انسانية المراة لا يتخلص في لغة حوارنا مع المراة او رويتنا التحررية اتجاه بعض الاشياء بل انها تتجاوز هذه الروية السطحية الي ما هو اعمق من ذلک و هو ان نتقبل فکرة مساواة المراة من حيث القيمة الانسانية و بالتالي الحقوق. فحينما تتجذر فينا فکرة مساواة المراة آنذاک يبقي من الصعب علينا  ان نضحي بحرية المراة و كرامتها دفاعا عن الاعراف المنسوخه و الافكار الرجعية.

فلاي انسان عالمه و احلامه و قيمه الخاصة و ليس من الانسانية ان نقضي علي هذه الاحلام و الطموحات  باسم العرف و التقاليد ام الدين. فکل المکاتب الفکرية و کذلک الدينية جائت لمساعدة الانسان و تنويره و لا لحبسه في اطار محدد.و اذ کانت غير ذلک فانها تکون في موضع شک و لا يجوز ان نشكك بابسط حقوق الانسان باسم العرف و الدين.

فعلي سبيل المثال قبل اسابيع طرحت في مصر (و کذلک عرضت علي البرلمان من قبل بعض النواب السلفيين) بعض الفتاوي حول حق الرجل في معاشرة زوجته المتوفاة (جماع الوداع )خلال الساعات الاولي علي وفاتها! هذه الجماعة ايضا استندت الي قرائاتها الدينية و اجتهادات علمائها للدفاع عن هذا الطلب! اذن هل يجوز ان نفکر او حتي ندخل النقاش في هذا الطلب بحجة الدين. و طبعا الاسلام بريئا من هکذا تفاهات و هذه الامور و الاراء لا تاتي الا من مرضاء نفسيين.

لهذا في ظل هذه التناقضات وامکانية التحايل علي اي شي غير عقلي لا يبقي امام المراة و کذلک الرجل طريقا سوي قبول مبدأ المساواة. فاحترام حق المساواةو في کل شي هو الضمان الوحيد لاستعادة کرامة المراة و تحرير الرجل. فالرجل  کذلک ما يستطيع ان يتحرر من توهماته الرجولية الا اذا امتلکت المراة نفس الحريات في الحياة العامة و الخاصة.

و طبعا المساواة مطلقا ماتعني بان تکون النساء مثل الرجال ( او العکس)، فهذا الشي مخيف جدا، بل نعني بالمساواة هو ان نحترم للاخرين نساء کانوا ام رجال ان يمتلکوا نفس الحقوق و الحريات في حياتهم. فانذاک و في ظل حق المساواة لا يرتاح اي انسان الا اذا قام بادواره الطبيعية. لهذا فما يحتاج اليه مجتمعنا ليس مزيدا من الخوف و التلاعب بلکلمات و التحايل .فالخوف من المجتمع و التحجج بواقعه التقليدي لرفض الافكار الداعمة لتحرير المراة، ليس الا استخفافا بعقول الناس. فاي مجتمع بشري و بطبيعته الانسانية، شئنا ام ابينا سيسير نحو المساواة و التطور و الانفتاح .لهذا  فحبذا لو فتحنا عيوننا قليلا عن ما يدور حولنا و تحررنا من شکوکنا و مخاوفنا اتجاه تحرير المراة الکامل و الشامل. فما هناک خوفا علي المجتمع

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …