الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي عقد في العاصمة الرياض.
وكان في استقبال سموه رعاه الله على ارض المطار سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الامة احمد عبدالعزيز السعدون وكبار الشيوخ ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني.
رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.
وبعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ببرقية شكر لاخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود – ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة أعرب فيها عن خالص الشكر والتقدير على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة اللتين حظي بهما والوفد المرافق خلال مشاركة سموه في اللقاء التشاوري الرابع عشر لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
سائلا المولى تعالى ان تكلل أعمال هذا اللقاء الاخوي المبارك بالتوفيق والسداد لتعزيز اواصر التعاون وتوطيد العلاقات بين دول المجلس وتحقيق تطلعاتها وخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية.
مبتهلا سموه الى الباري جل وعلا ان يديم على خادم الحرمين الشريفين موفور الصحة والعافية وان يحقق للمملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها الكريم المزيد من الرفعة والازدهار في ظل قيادته الحكيمة.
وكان حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وصل والوفد الرسمي المرافق لسموه عصر امس الى مطار قاعدة الرياض الجوية في المملكة العربية السعودية الشقيقة وذلك لترؤس وفد دولة الكويت في اللقاء التشاوري الرابع عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكان في استقبال سموه على ارض المطار أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة وصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ال سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الامير عبد الاله بن عبدالعزيز ال سعود وصاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبدالعزيز ال سعود امير منطقة الرياض وسمو الامير عبدالعزيز بن محمد بن عياف ال مقرن امين مدينة الرياض والامراء والوزراء والامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ورئيس بعثة الشرف المرافقة وزير العمل المهندس عادل محمد فقيه والقائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة بالانابة دياب فرحان الرشيدي.
إلى ذلك أوصى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم التشاورية مساء الاثنين باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي لمناقشتها في قمة استثنائية تعقد في العاصمة السعودية في وقت لم يتم تحديده.
وكانت القمة التشاورية الـ 14 قد اختتمت امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين ، وبمشاركة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبحثت عددا من الملفات كالوحدة الخليجية والتطورات الاقليمية والعربية وخصوصا الوضع في سورية.
وفي مؤتمر صحافي في ختام القمة قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان دول الخليج العربية الست ستواصل المناقشات بشأن إمكان اقامة اتحاد بينها لكن اي خطة من هذا النوع ستستغرق بعض الوقت، مشيرا إلى ارجاء مناقشة مبادرة الاتحاد إلى قمة استثنائية لاحقة.
واضاف ان المجلس قرر انشاء لجنة لمواصلة دراسة المقترح «حرصا على سير العمل… وقرر ان يعرض (الاقتراح) على قمة استثنائية بعد ما تنتهي اللجنة وهي لجنة مكونة من وزراء الخارجية لدول المجلس ورئيس هيئة الاتحاد وهذا الذي جعل الموضوع يأخذ بعدا اكثر من اختيار من سينضم الى المجلس الآن ومن سينضم فيما بعد الهدف منه جميع الأعضاء ينضمون اليه… هذا سبب القرار الذي اتخذه القادة».
وأضاف أنه لن يتم اتخاذ خطوات بشأن توثيق العلاقات بين السعودية والبحرين.
ودعا الأمير سعود الفيصل ايران الى عدم التدخل في العلاقات بين السعودية والبحرين اللتين تناقشان مشروعا للوحدة بينهما.
وقال الفيصل في مؤتمر صحافي في ختام قمة لمجلس التعاون الخليجي تمحورت حول مشروع لاقامة اتحاد بين دول المجلس الست «ليس لايران لا من قريب او بعيد اي دخل في ما يدور بين البلدين من اجراءات، حتى لو وصلت الى الوحدة».
واضاف ان «تهديد ايران غير مقبول ومرفوض» في اشارة الى التهديدات التي وجهها نواب ايرانيون في وقت سابق أمس.
وتابع الفيصل «نترك لايران ان تتحد مع من تشاء».
وعلى الصعيد السوري أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان «الثقة» في جهود المبعوث الدولي والعربي الى سورية كوفي انان «بدأت تتناقص بشكل كبير وبسرعة».
وقال خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة تشاورية لمجلس التعاون الخليجي ان «الثقة في جهود أنان بدأت تتناقص بشكل كبير وبسرعة لان القتال ما يزال مستمرا ونزف الدماء كذلك».
واضاف ان «العذر بالقول ان نزف الدم مستمر لكنه أخف، لا يعالج المشكلة في سورية».
وقال الفيصل ردا على سؤال ان «اتهام دول الخليج بالتدخل في سورية باطل والهدف منه ان ننسى تدخلات سورية في لبنان».
وتساءل «ما هو مبرر تدخلاتها في لبنان؟ تريد منه امورا لا يريد ان يقوم بها» من دون ان يكشف طبيعة هذه الامور.
في سياق متصل قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إنه تم إعداد تقرير مفصل لبحث الانتقال من مرحلة التعاون بين دول المجلس الى مرحلة الاتحاد، استباقاً للقمة التشاورية التي استضافتها أمس الرياض وترأس وفد الكويت فيها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
وقال الشيخ خالد آل خليفة لصحيفة «الشرق» رداً على سؤال حول إمكانية اندماج المملكة العربية السعودية وبلاده في اتحاد: «هذا الأمر شمله تقرير اطلع عليه وبحثه وزراء الخارجية الأحد في الرياض».
وأضاف: «على الرغم من انتشار أنباء عن امكانية دخول الرياض والمنامة في اتحاد أولي، إلا أن هذا الأمر متروك للقادة بناء على معطيات تقارير الهيئة الخاصة بدراسة التحول من التعاون للاتحاد، بالإضافة الى تقرير وزراء الخارجية في المجلس الوزاري».
وتابع: «ناقشنا عدداً من القضايا الخاصة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وهناك اجتماع مزمع مع روسيا»، غير أنه نفى الحديث عن الملف السوري، ومشيراً في الوقت ذاته الى اجتماعات قادمة بخصوص الشأن اليمني.
وأكد الوزير استبشاره بالتحول الذي اعتبره ضرورة تقتضيها الظروف الحالية التي تستدعي تطور العلاقة بين دول الخليج.
واجتمع أمس في الرياض قادة دول المجلس برئاسة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة التشاورية السنوية، حيث تم النظر في المقترح الذي تم تقديمه للأمانة العامة لدول المجلس والقاضي بتحويلها الى مفوضية أو هيئة خاصة بالسياسات الخليجية الموحدة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية والاجتماعية.
ويقتضي تحويل الأمانة الى مفوضية عامة إنشاء كيانات معاونة في كل المجالات، وهو الأمر الذي ستتولاه لجان خليجية في الأمانة العامة لدول المجلس.
وعنونت صحيفة «عكاظ» على صدر صفحتها الأولى أمس «قمة الكونفيدرالية الخليجية تحدد مستقبل المنطقة».
وأشارت الى ان «مشروع الانتقال من صيغة التعاون الى الاتحاد الخليجي يتصدر أعمال القمة التشاورية الخليجية التي يرأسها العاهل السعودي اليوم بالرياض».
أما صحيفة «الحياة» السعودية الصادرة في لندن فأكدت ان «القمة التشاورية لقادة دول الخليج تعقد وسط دلائل قوية تؤكد ان خطوات التحول من مرحلة التعاون الى الاتحاد ستكون في صدارة المحادثات».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول خليجي في لندن لم تسمه ان «قمة الرياض التشاورية ستسفر عن إعلان نوايا في شأن الاتحاد بين السعودية والبحرين وقطر»، مرجحاً «انضمام الكويت الى الإعلان على ان تنضم الإمارات وعمان في وقت لاحق».
من جانبها، عنونت صحيفة «اليوم» الصادرة في المنطقة الشرقية «قصر الدرعية يطلق تنفيذ اول اتحاد خليجي»، في اشارة الى القصر السعودي الذي يستضيف القمم الخليجية.
ورجحت الصحيفة ان «تعلن اليوم مبادئ اتفاق لاتحاد بين المملكة والبحرين كأولى الخطوات التنفيذية للمبادرة وهو ما رجحته وزيرة الدولة لشؤون الإعلام البحرينية سميرة رجب للصحيفة نفسها».
وأكدت رجب لصحيفة اليوم انه «يمكن صدور إعلان توحيدي بين اثنتين او ثلاث دول»، واضافت «عندي توقع كبير اتوقع ان يكون هناك إعلان بين اثنتين او ثلاث دول على العلاقات الخارجية والأمنية والعسكرية والاقتصادية».
بدورها أكدت صحيفة الرياض في افتتاحيتها ان «الانتقال من التعاون الى الاتحاد الخليجي لن يأتي بلا تفكير ودراسات وتحاليل للمضامين والقواعد التي يقوم عليها الاتحاد».
واضافت «مع انه لا توجد فجوات اجتماعية او اقتصادية تعوق هذا المشروع الاستراتيجي، إلا ان الاتفاق على قواسم مشتركة تبقى قيد المداولات والتحقق من الخطوات الأولى».
ورأت الصحيفة انه «من الطبيعي ان تطلق الأحكام من جهات مختلفة خليجية ترى انها (الخطوة) قفزة على الواقع، ومعارضة حادة ومعلنة من قبل ايران والعراق، حليفا الطائفة، وحجة اخرى تقول إن الكيان الأكبر سيبتلع الأصغر (…) ولكن كل هذه هواجس لم تحدث وظلت مجرد تصورات».
نحو كونفدرالية اتحادية خليجية
لقد جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الأخيرة في مؤتمر القمة الخليجي، والتي طالب فيها اخوانه قادة الدول الخليجية بالانتقال من حقبة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد، ملامسة ومعبرة لما تصبو اليه شعوب المنطقة الخليجية، وأصبح الاتحاد والوحدة أو حتى الكونفدرالية الخليجية ضرورة ملحة يفرضها الواقع الذي تعيشه هذه المنطقة من العالم، وفي ظل متغيرات عديدة ومتسارعة، وعلى الأخص ثورات الربيع العربي والتطورات المحيطة بالمنطقة بحيث لا تعطي مجالاً لأي تأخير لهذه الوحدة أو الكونفدرالية والبدء جدياً وبشكل سريع لهذا التطبيق.وهذه المطالبة من خادم الحرمين جاءت بناء على استشعار قوي من قبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز للخطر المحدق بدول هذه المنطقة، وذلك عندما أكده عبر قوله ان أمن الخليج واستقراره مستهدف بشكل كبير، ظاهر وعلني في بعض الأحيان.
وبناء على ما ورد في هذه المطالبة فانه أصبح لزاماً على دول مجلس التعاون الخليجي تطبيق هذه الكونفدرالية، وذلك لما لها من أثر كبير ومنافع هائلة، وأبسطها على سبيل المثال هو حماية أمننا الخليجي ضد أي خطر كان بعيدا أو قريبا، ولا نعني هنا بالضرورة الخطر القريب منا، وذلك نظرا لأننا نعيش في عالم متناقض تحكمه وتسيره المصالح، وقد يحدث ان تقوم دولة عظمى بفرض نفوذها وسيطرتها على دولة ضعيفة، ولكن عندما تكون دول الخليج متحدة ضمن كونفدرالية واحدة، فانها في هذه اللحظة لن تكون لقمة سائغة لأي كان إن من قبل صديق اليوم أو عدو الغد، وهذا على صعيد الأمن والاستقرار.
أما منافع الجوانب الأخرى للكونفدرالية فتتمثل في المكاسب الاقتصادية، ونذكر هنا في هذا الصدد بعض النماذج من الكونفدرالية والاتحاد بالشكل الصحيح، ومن ذلك الاتحاد الكونفدرالي الذي جرى في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ما كان لها ان تصل الى ما وصلت اليه وأصبحت دولة عظمى الاّ بفضل تطبيق مفهوم الكونفدرالية بين جميع ولاياتها، الأمر الذي أنتج قوة اقتصادية كبيرة في العالم الحديث تحسب لها حسابات.
وعلى أي حال فان تطبيق الكونفدرالية في مجالات محددة يخدم مصالح محددة لدول الخليج مع احتفاظ كل دولة من دول الاتحاد الاستقلالي بسيادتها واستقلالها، وبمعنى آخر ان الدولة العضو في هذا الاتحاد لا تفقد شخصيتها الدولية بانضمامها لهذا الاتحاد، ومن سمات الاتحاد الكونفدرالي تمتع دوله بكامل استقلالها أي انه لا يؤثر في استقلال الدول المنضوية تحت لوائه حيث تتمتع الدول الداخلة فيه بكامل شخصيتها الدولية من تمثيل دبلوماسي وغيره من مظاهر السيادة الأخرى، كما ان الاتحاد الاستقلالي لا يتمتع في هذه الحالة بشخصية دولية أو يعتبر دولة تعلو شخصيتها على بقية الدول المكونة له، أي بمعنى آخر انه لا يترتب على الاتحاد الاستقلالي قيام شخصية جديدة على الساحة الدولية.
ولو نظرنا للموضوع من زاوية أخرى، فاننا نجد ان دول الخليج هي تقريبا لديها كونفدرالية من نوع آخر متمثلة في مجلس التعاون الخليجي، ولكن يستلزم في هذه المرحلة المهمة من تاريخه ان يعزز هذا المجلس تعزيزه عبر اتحاد كونفدرالي صحيح يحقق الأمن والاستقرار والتطور والانطلاق لمرحلة جديدة في حياة شعوب هذه المنطقة والعالم بأكمله، حيث تنتشر فيه التكتلات والتجمعات واتحاد الدول الكونفدرالية ببعضها ، بل ان الأمر وصل الى اندماج الكيانات الاقتصادية مع بعضها البعض في شكل يشبه معه الكونفدرالية، ولقد حققت تلك الاندماجات نتائج مبهرة.
والى هنا نصل الى القول ان مفهوم الكونفدرالية أثبت نجاحه،وعلى جميع النواحي، لدرجة أنه عندما طبقت تلك الكيانات الكبيرة ونعني الشركات الكبيرة الكونفدرالية نجحت نجاحاً ساحقاً، لا بل خرجت من أزماتها وحلت جزءا كبيرا من مشاكلها التي كانت لديها قبل الاندماج في شكل يشبه معه نوعا من انواع الكونفدرالية.
وتعميماً للفائدة فانه يجدر القول، اننا استعرضنا في مقالنا المتواضع هذا الايجابيات المتوخاة من الكونفدرالية ولم نأت على ذكر السلبيات، وذلك لتأكدنا من أنها لا تستحق الذكر، نظراً لقلة قيمتها اذا ما قورنت بالايجابيات الكبيرة فيها…والله الموفق.
د.عيسى محمد العميري