وتوقع البيشي في تصريح لـ (كونا) ان يتم الانتهاء من عملية الترميم التي يتم التعاون فيها مع فريق ايراني في عام 2014 مشيرا الى اهتمام الأمين العام للمجلس المهندس علي اليوحة بالانتهاء من اعمال الترميم في موعدها.وقال ان المجلس اقتنى في عام 2008 اثنين من أهم المباني التاريخية في دولة الكويت من الاملاك الخاصة وهما قصر وديوان خزعل بن مردو الخان حاكم المحمرة في بلاد فارس في آواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن الـ 20 والمعروفين تاريخيا بقصر وديوان خزعل.واوضح ان اقتناء هذين المبنيين كان من أولويات المجلس منذ تسجيلهما مبنيين تاريخيين من الدرجة الاولى ضمن قائمة المباني التاريخية التي تأسست في عام 1997 بما يتساوى مع مبان تاريخية مثل قصر السيف وبيت ديكسون وديوان الشيخ مبارك الكبير.
وذكر ان قصور الشيخ خزعل بنيت في عام 1916 واقتناها سكان محليون في الثلاثينات فأصبح قصر خزعل ملكا لأحمد محمد الغانم وديوان خزعل ملكا للشيخ عبدالله الجابر الصباح.واضاف ان المبنيين حاليا في وضع يرثى له حيث أصبح القصر مساحة كبيرة من الارض الفضاء محاطة بسور وكراجات ترجع الى فترة اقامة عائلة الغانم فيه ويتوسطها قصر خزعل الطيني المتهالك وفي الجانب الآخر وعلى مساحة كبيرة تقف اطلال ديوان خزعل محاطة بستة مبان سليمة ترجع الى الخمسينات وبقايا آثار حدائق كانت خلابة.وقال البيشي ان المجلس الوطني يهدف من خلال صيانة واعادة تأهيل كل المباني الرئيسية في الموقعين الى جعلها من الأمثلة المعبرة عن مراحل نمو وتطور الكويت ويطمح الى إدراج الموقعين ضمن قائمة المواقع التاريخية العالمية.وتطرق الى الجانب التاريخي من سيرة الشيخ خزعل الحاكم العربي لاقليم خوزستان في بلاد فارس من عام 1897 حتى عام 1925 والذي حصل على قدر كبير من الاستقلالية السياسية وكانت له روابط وثيقة بالكويت بحكم الصداقة الوطيدة بينه وبين حاكم الكويت حينذاك الشيخ مبارك الصباح.
وأوضح ان الشيخ خزعل بنى منزلا وديوانا في منطقة دسمان في عام 1910 وبعد وفاة الشيخ خزعل تم شراء ممتلكاته من قبل عائلتي الغانم والصباح.وذكر ان قصر الشيخ خزعل وهو المبنى الاكبر ذو الطوابق الملائمة للاقامة سكنه أحمد محمد الغانم وورثته في أوائل الاربعينات حتى منتصف السبعينات عندما انتقلوا الى مساكنهم الجديدة ثم اغلق القصر وبقي محميا.وقال ان ديوان الشيخ خزعل سكنه الشيخ عبدالله الجابر الصباح وورثته في اوائل الأربعينات وبسبب الامطار الغزيرة انتقلوا الى سكن أحدث في أوائل الخمسينات ثم تم تأجير المبنى للدولة حيث جدد وافتتح كأول متحف وطني للكويت في عام 1957 ثم استغل كمساكن للعزاب في السبعينات والثمانينات بعد انتقال المتحف الى مبناه الجديد مما زاد من تدهور حالته.واوضح البيشي ان ديوان وقصر الشيخ خزعل احرقا أثناء فترة الغزو عام 1990 وسقطت أسقفهما وجوفت حوائطهما مما تركهما في حالة يرثى لها أما القصر في الجانب الاخر من الطريق فقد خرب تدريجيا مما أدى الى انهيارات شديدة بمرور الزمن.وذكر ان قصر وديوان الشيخ خزعل من أكثر المباني روعة في الكويت لاحتوائهما على طراز معماري متميز ولبنائهما الضخم المكون من طابقين مبنيين من صخر البحر والطابوق الطيني حيث كانا يشكلان نقلة كبيرة عن البناء التقليدي ذي الطابق الواحد المتعارف عليه في الكويت مسبقا.وقال ان مبنى الديوان يحتوي على 6 غرف للضيوف ينصفها ممر رئيسي في كل طابق كأي فندق في يومنا هذا ويحكمه من زواياه الاربع ابراج اسطوانية ولواوين خارجية على امتداد اوجهه الاربعة في كلا الطابقين اضافة الى بلكونتين جميلتين أعلى المداخل الرئيسية والخلف. وأضاف ان القصر كان منزلا ذا طراز بغدادي تقليدي يفوق حجم الديوان بكثير وله أروقة داخلية مفتوحة تطل على الفناء الداخلي في الطابقين وممرات خارجية علوية محجوبة على امتداد الغرف الموصولة داخليا واكثر ما يشتهر به هو الغرفة الخشبية ذات الاخشاب المنحوتة المتشابكة والنوافذ ذات الزجاج الملون والمطلة على البحر من الطابق العلوي. وذكر البيشي ان العمل على اعادة الترميم بدأ قبل ثلاث سنوات موضحا ان سبب التأخير يعود الى عدة عوامل منها اجراء الدراسات الشاملة للمباني والانتهاء من اعمال التنقيب اليدوي في الموقع التي تضمنت البحث عن الصور القديمة للمباني ومقابلة الاشخاص الاحياء من السكان والملاك السابقين مع إجراء أعمال الحفر الدقيقة لبيان هيئة المبنى وطرق الانشاء.وقال إن عملية التنقيب أظهرت أرضيات الآجر الواقعة أسفل بلاطات الكاشي وسرداب الديوان المدفون لعقود من الزمن والبقايا المحروقة من اطارات الأبواب والنوافذ وأدلة لرواق الديوان مع الأقواس المدببة المتفككة. وأضاف البيشي انه سيتم اجراء مسح تصويري تفصيلي ثلاثي الابعاد لكلا المبنيين بعد الانتهاء من التنقيب وازالة الحطام وذلك للحصول على المخططات المطلوبة وعمل نموذج لهما بالكمبيوتر واجراء تسجيل دقيق لاسلوب البناء التقليدي في الكويت من خلال سطوح وواجهات المباني المكشوفة والتوثيق المعماري المطلوب.واوضح ان عملية اعادة التأهيل لن تعيد المباني الى شكلها الاصلي مضيفا ان عملية الترميم ستحترم (لوائح فينيس) حيث سيستخدم في تلك الاعمال مواد وطرق البناء التقليدية وبناء على ذلك جمعت كل المواد القابلة لاعادة التصنيع مثل الطين والطابوق الطيني وصخر البحر.وذكر ان هناك مشكلات واجهت فريق العمل عند بداية إعادة التأهيل منها عدم وجود المخططات والتصاميم المعمارية كما كان المبنى شبه مهدوم بسبب عوامل الطقس والقصف الجوي الذي تعرض أثناء تحرير الكويت من الغزو العراقي مما سبب تراكم كميات كبيرة من الانقاض.
نقلا عن الوطن الكويتية