fadia1
ايلاف - دعا ممثلون للشعوب الإيرانية غير الفارسية إلى مواكبة الربيع العربي وتصعيد الاحتجاجات ضد النظام الإيراني حتى إسقاطه، مؤكدين أن الحل للمشاكل القومية واضطهاد المكونات الإيرانية المتعددة يكمن في تطبيق نظام فيدرالي، يمنح هذه الشعوب حق حكم نفسها في مناطقها ضمن وحدة الأراضي الإيرانية.. لكن خلافات ظهرت حول تسمية المنطقة التي يعيش فيها العرب الإيرانيون، وفيما إذا كانت الأهواز أم الأحواز أم عربستان.

دعوة إلى جبهة موحدة تسقط النظام الإيراني وتقيم بديلاً فيدراليًا

جاء ذلك خلال تجمع في لندن لممثلي الشعوب الإيرانية غير الفارسية وعدد من الشخصيات البريطانية الداعمة لحقوقها حول (مستقبل إيران والقضية الأهوازية في ظل التطورات الإقليمية) ونظمه “حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي” في لندن أمس.

وقال ممثل الحركة الديمقراطية الفيدرالية في أذربيجان إيران “هدايت سلطان زادة” ان ايران بلد متعدد القوميات، لكن قومية واحدة بلغة واحدة ومذهب واحد تحكمها. واشار الى انه لذلك لايمكن تحقيق الديمقراطية في ايران إلا بإسقاط نظامها. وقال إن الحل الأمثل للوضع الايراني هو النظام الفيدرالي، الذي يجب ان يحل محل الاضطهاد القومي للشعوب والقوميات غير الفارسية. واوضح ان ايران تعيش الآن تمييزًا طبقيًا وإثنيًا وقوميًا، إضافة إلى أن أكثر من 80 بالمائة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.

ودعا الشعوب الايرانية التي تعاني التهميش والاضطهاد الى التضامن في ما بينها “لأنه لايمكن لأي واحد من هذه الشعوب وحده ان يحقق الحرية والديمقراطية”.. اضافة الى التعاون مع الفرس أنفسهم من أجل الثورة على النظام وإسقاطه “لأن النظام الديني الحالي في إيران لا يمكن ان يصلح نفسه بتلقاء نفسه”.

أما ممثل أكراد خراسان أفراسيان شكفتة فقال إن النظام الإيراني الحالي يمارس الاضطهاد ضد جميع الشعوب الايرانية غير الفارسية، فلم يسلم من أذاه العرب او الكرد او البلوش. واكد ان اكراد ايران يعانون الكثير من ظلم النظام. وناشد الشعوب الايرانية التضامن في ظل الظروف الصعبة التي تواجه فيها ايران احتمالات الحرب. واكد أن الحل الوحيد للقضية القومية في ايران هو إقامة نظام فيدرالي على اساس قومي.

من جهته، اشار رئيس المركز الوطني للعدالة محمد الشيخلي الى ضرورة تحرك الاهوازيين نحو المجتمع الدولي لشرح قضية احتلالها منذ عام 1925 لرفع التعتيم عن حقوق الشعب الأهوازي وعرض قضيتهم على الاجيال العربية الجديدة التي تجهل هذه القضية. واضاف ان التحولات الإقليمية في الربيع العربي تحتم على الاهوازيين تفعيل ملفات حقوق الانسان لتوضيح الاضطهاد الذي يمارسه ضدهم النظام الإيراني. وشدد على تحقيق وحدة القوى والأحزاب والتيارات الأهوازية في جبهة واحدة تتعامل مع المجتمع الدولي بصوت واحد وخطاب سياسي موحد.

وقال حمشيد أميري ممثل الشعب البلوشي من جهته ان الشعوب غير الفارسية في ايران تعيش معاناة واحدة حاليًا، ولذلك فإن الحل الوحيد للمشكلة القومية في إيران هو إقامة نظام فيدرالي لا مركزي، يحترم حقوق جميع الشعوب الإيرانية.

من جانبه، اشار ياسين الاهوازي عضو المكتب السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي الى ان الغرب قد توصل الى نتيجة في تعامله مع ايران تفيد بأنه لايمكنه الاستمرار في التعامل مع نظامها، وهذا يعني أنه قرر إسقاطه. لكنه اوضح ان المعارضة الايرانية الفارسية لا يمكنها ان تسقط النظام وحدها، ولذلك يتوجب عليها فتح صفحة جديدة من التعاون مع الشعوب غير الفارسية والاعتراف بحقوقها. وشدد بالقول “نحن نريد ان نحكم أنفسنا بأنفسنا في الأقاليم التي نقطنها”.

أما دانيال بريد رئيس جمعية الصداقة البريطانية الاهوازية فقد عبّر عن الأمل في ان تنتقل انتفاضة الربيع العربي إلى إيران للتخلص من الدكتاتورية التي تحكمها، من خلال حركة شعبية سلمية تؤكد قوة الحراك الشعبي الاجتماعي على الوحدة والتضامن وتحقيق التغيير المطلوب. وأشار إلى أن هذا ما يجب أن تواجه به الشعوب الإيرانية النظام الفاشي الذي يحكمها وصنع تاريخ جديد لها. واضاف انه من الضروري ان يتطلع الأهوازيون إلى لعب دور في انتفاضة الشعوب الإيرانية التي تعاني الظلم.

وفي كلمة لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي أكد القيادي ناهي الساعدي حق الشعوب الإيرانية في تقرير مصيرها، وقال ان الحزب يتبنى الفيدرالية لإقليم الأهواز في المرحلة الراهنة، ليؤسس عليها لمراحل أخرى في نظام لامركزي يضمن الشعب العربي فيه ممارسة حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية. وأشار الى ان الحزب يعمل مع ممثلي الشعوب الإيرانية الأخرى من اجل إسقاط النظام الايراني من الداخل وقيام دولة لا مركزية، تعترف بحق تقرير المصير لهذه الشعوب. واشار الى ان القوى والأحزاب الأهوازية قد اكدت دعمها ومساندتها للثورات العربية وخاصة في سوريا.

اما رئيس منظمة حقوق الانسان الأهوازية كريم عبديان فقد اشار الى ان الشعب العربي في الأهواز يواجه حاليًا تطورات كبيرة على الصعيدين الخارجي والداخلي، تؤشر إلى وجود فرصة ذهبية أمام الشعوب غير الفارسية في إيران للعمل من أجل تغيير النظام من الداخل.

واضاف أن الغرب يعتزم تغيير النظام الإيراني، لكنه يريد بديلاً يخلفه يمكن ان يتعامل معه المجتمع الدولي، ولذلك فان المطلوب تطوير العلاقات مع العلاقات الدولية، من خلال جبهة أهوازية موحدة، مطلوب العمل من اجل انبثاقها، ممثلة لجميع القوى والأحزاب والتيارات الاهوازية لتتقدم ببرنامجها الى المجتمع الدولي بخطاب سياسي موحد.. ثم الدخول في تحالفات مع جبهات مماثلة تمثل الشعوب الايرانية الاخرى للعمل في جبهة وطنية أوسع تعمل من أجل تغيير النظام من الداخل.

وفي كلمته، تحدث الامين العام لمركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران يوسف عزيزي عن علاقة الانتفاضة في إيران مع انتفاضات الربيع العربي، وقال إن هناك قواسم مشتركة بين الانتفاضة الايرانية عام 2009 وانتفاضة الربيع العربي التي بدأت عام 2010، لكنه اشار الى ان الاختلاف الأكبر فيهما هو اللغة التي تشكل عائقًا كبيرًا أمام التواصل بين ضفتي الانتفاضة في إيران والمنطقة العربية. لكنه أوضح انه يمكن ان يكون هناك تواصل بين الجهتين عن طريق عربستان في ايران.

واضاف ان من بين القواسم المشتركة بين الانتفاضتين العربية والايرانية الوعي السياسي، وقال ان هذا الوعي مثلاً في إيران ومصر متشابه نظرًا إلى وجود هامش من الحرية، لكنه لا يتشابه مع الأوضاع في ليبيا وسوريا، اللتين يحكمان من قبل نظم دكتاتورية، وإن كان هناك تشابه فقط بينهما وإيران من الناحية الاجتماعية، حيث التنوع القومي والديني والمذهبي.

واشار عزيزي الى ان انتفاضة الحركة الخضراء في ايران لم تنجح لسببين.. الاول: عدم وجود قيادة قادرة على تحويل التظاهرات المليونية للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية إلى انتفاضة شعبية تسقط النظام.. والثاني: ان الانتفاضة لم تتسع لتضم الى صفوفها الشعوب الايرانية الاخرى غير الفارسية، وظلت محصورة في طهران وشيراز وأصفهان، ولم تشارك فيها الشعوب العربية او الكردية او الاذربيجانية او البلوشية في ايران.

وشدد على ان عدم قبول زعامة الحركة الخضراء لمطالب الشعوب الإيرانية هذه، واقلها الفيدرالية، لن يكتب لها النجاح في تحقيق اهدافها. وأعاب عزيزي على الحكومات والاعلام العربي تجاهل ما يجري في إقليم عربستان من قمع وإرهاب لشعبه وعدم التحرك لنصرته في مواجهة اضطهاد اقسى دكتاتورية دينية. وأوضح في هذا المجال أنه حتى منظمات حقوق الانسان العربية لا تهتم بما يتعرّض له عرب إيران، وهو أمر يتطلب منهم التركيز على الاضطهاد هناك، وإثارته امام الرأي العام العربي والدولي.

اما النائب البريطاني السابق عن حزب الخضر الكاتب والصحافي بيتر تاتشل فقد خاطب الأهوازيين قائلا “انكم تناضلون من اجل حريتكم وتساهمون في النضال العالمي لتحقيق الحرية والتحرر مثلما يحصل في فلسطين وكشمير ومناطق أخرى مضطهدة من العالم”. واضاف ان الأهوازيين هم أصحاب الخيار في تقرير مستقبلهم بين الاستقلال أو الحكم الذاتي.

واشار الى ان هناك حاليًا تهديدات خارجية بضرب إيران، لكنه حذر من ذلك قائلاً ان نظامها سيكون هو المستفيد من ذلك من خلال استغلاله برفعه شعارات مثل الدفاع عن السيادة الوطنية ومواجهة العدو الخارجي والنضال للمحافظة على الاستقلال الوطني وبشكل سيصبّ في مصلحته، ويشجعه على المزيد من الاستبداد. وقال إنه يعتقد ان الاضطهاد الذي يواجه به النظام الإيراني الشعوب الإيرانية أقسى مما يواجهه الفلسطينيون على يد إسرائيل، ولذلك عليها العمل معًا من أجل تصعيد الاحتجاجات السلمية لإسقاط النظام.

وفي حديثهما عن القضية الإيرانية، أشارت الشخصية الأهوازية المستقلة حامد الكناني إلى أن على الأهوازيين الاستعداد للتطورات الدولية التي بدأت من غزو أفغانستان، ثم تسليم العراق لإيران، والآن مواجهة النظام الإيراني دوليًا.. مؤكدًا ضرورة أن يكون هذا الاستعداد بعيدًا عن نظم الإخوان المسلمين، التي استلمت السلطة في بعض البلدان العربية، نظرًا إلى تأييدها وعلاقاتها مع النظام الايراني. اما الشخصية المستقلة كوثر آل علي فقد اوضح ان الغرب يريد إيرانًا موحدة من دون نظامها الحالي لمواجهة الصين وروسيا، لذلك فإن على الشعوب الإيرانية عدم الترويج لطروحات الاستقلال لأنها غير مقبولة دوليًا، وإنما المطالبة بالفيدراليات ضمن الدولة الإيرانية.

خلاف حول تسمية المنطقة العربية في إيران

وفي ختام التجمع، الذي استمر حوالى خمس ساعات، ناقش ممثلون عن القوى العربية في إيران، اضافة الى متخصصين وسياسيين، التسمية الأصح للمنطقة، التي يعيش فيها العرب في مناطق جنوب غرب ايران، وفيما اذا كانت الاهواز او الاحواز او عربستان.

وقد افرزت النقاشات مقترحين الاول: اناطة الموضوع بمتخصصين تاريخيين ولغويين وجغرافيين لدراسته من كل النواحي وتقديم توصية بالاسم الذي ينطبق على هذه المناطق.. والثاني: ترك هذه التسمية ليقررها الشعب العربي في إيران بنفسه، وعدم فرض أي تسمية عليه من أجل توصيف الإقليم الذي يسكنه.

وحول تعريف مناطق عرب ايران فإن موسوعة المعلومات “ويكيبيديا” تقول إن هناك تسميات عدة لها هي: إقليم الأهواز، وتسمى أيضاً بالأحواز وعربستان وخوزستان (كما يسميها الإيرانيون)، وهي منطقة ذات غالبية عربية في إيران. وتشير الى ان الأهواز هي تلك المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي من إيران، وتقع على خط العرض (57/29) إلى (00/33) درجة شمالاً وعلى خط الطول (48/ 51) شرقًا، وبالجنوب منها يقع الخليج العربي، وتشكل سلسلة جبال زاجروس الممتدة من بحيرة أرومية شمالاً إلى ميناء بندر عباس جنوبًا الحد الجغرافي الطبيعي الفاصل بينها وبين الهضبة الإيرانية، أو ما يعرف ببلاد فارس، حيث لعب هذا الفاصل الجغرافي دورًا مهمًا في تباين لغات وثقافات وحضارات الأمم والشعوب التي عاشت في شرقه وغربه.

وتضيف ويكيبيديا أن هذه الأمم بقيت تعيش هذا التباين في ما بينها طبقًا لاختلاف بيئتها الجغرافية، التي اتسمت بالجبال والمرتفعات لدى الفرس الآريين والسهول والصحارى لدى العرب الساميين، حيث إنه كان لاختلاف البيئة الجغرافية دور مؤثر في طبيعة سكانها من كل النواحي الاجتماعية، وهذا واضح على أرض الأهواز، حيث تختلف الحضارة والثقافة والعادات والتقاليد بين الأهوازيين العرب والإيرانيين الفرس الوافدين من خلف الجبال إلى ارض الأهواز هذه المنطقة التي عرفت تاريخيًا بعيلام الدولة السامية، التي أسست أول حضارة على أرض الأهواز. وينتج الإقليم 70% من نفظ إيران.

وتشير الموسوعة الى انه تم القضاء على إمارة بني كعب العربية بعد أسر الشيخ خزعل الكعبي في 25 نيسان (أبريل) عام 1925 منذ سيطرة إيران على عربستان عام 1925، حيث اتبعت السلطة سياسات تمييزية ضد العرب في التوظيف وفي الثقافة، فمنعتهم من تعلم اللغة العربية ومن استعمالها في المناسبات. وأكدت أن العرب يعانون أيضًا صعوبة في الحصول على فرص لدخول الجامعات الإيرانية، حيث إن فرصة دخول الجامعات الإيرانية للعرب أقل باثنتي عشرة مرة من نظرائهم الإيرانيين، بسبب سوء التعليم في مقاطعتهم، وبسبب طبيعة أسئلة امتحان الدخول للجامعات الإيرانية، التي تجرى باللغة الفارسية، وتركز على الحضارة الفارسية.

وتضيف موسوعة ويكيبيديا ان العرب في ايران يعانون كذلك التمييز في فرص العمل والرتب الوظيفية والرواتب مقارنة بنظرائهم من غير العرب اضافة الى ان السلطات اتبعت  سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ عام 1928، وكانت سرعة تكاثر هؤلاء أعلى من سرعة تكاثر العرب، فقد أدى اكتشاف النفط في الإقليم عام 1908 إلى جذب مئات الآلاف من الفرس إلى الاهواز، ما غير تركيبتها السكانية.

أسامة مهدي

نقلا عن “موقع ايلاف”

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …