وقالت المديرة العامة للمنظمة ” انّ لغة افكارنا و مشاعرنا هي اغلى ثمن في حياتنا وانّ الوسيلة الوحيدة لضمان جودة التعليم للجميع والتنمية هو قبول التنوع اللغوي ومكافحة التمييز لذا يجب البدء في حوار حقيقي مع الاحترام لجمیع اللغات”
وتحظى لغة الأم باهتمام متزايد في الأوساط الدولية ولدى كافة شعوب الأرض المضطهدة قوميا و ثقافيا وذلك لوجود روابط وجدانية قوية تربط الأجيال المتعاقبة باللغة التي نطقوا بها كلماتهم الأولى ، والتي يتم بها تكوين شخصياتهم الفردية و الذهنية منذ الطفولة.
وتشير إحصاءات منظمة ” اليونسكو” إلى أن أكثر من 50% من الستة آلاف لغة المستخدمة في العالم، والتي تعتبر وسائل لنقل الذاكرة الجماعية والتراث غير المادي مهددة بالاندثار حتى نهاية قرن الواحد والعشرين و96% من هذه اللغات لا يستخدمها سوى 4% من سكان العالم. و90% من لغات العالم ليست ممثلة بالشبكة العنكبوتية.
ومنذ سنة 2000 تحتفل اليونسكو باليوم العالمي أو الدولي للغة الأم الذي يحتفى به يوم 21 فبراير من كل سنة وهي مناسبة تطرح فيها بعض الشعوب المحرومة من لغة الام مطالبها على المؤسسات الدولية من خلال رفع الشكاوى والاحتجاجات وذلك للحفاظ على لغتهم الأم خاصة و أن الخبراء يشيرون إلى أن العولمة الكاسحة تهدد 600 لغة في عالم اليوم بالإندثار، لأن أهلها غير قادرين على حمايتها بسبب اهمال الدول غير الديمقراطية.
اما في منطقة الشرق الاوسط التي شهدت توترات واضطرابات في بعض الدول نتيجة للاضطهاد القومي والثقافي للشعوب التي تعتبر اقليات قومية في بعض البلدان مثل ايران و تركية و سورية رغم توقيع هذه الدول على مواثيق الامم المتحدة المختصة بمنح الشعوب الحق في التعليم بلعة الام لكنها لم تنفذ هذه المطالب لشعوبها.
و في ايران التي تتكون من شعوب مختلفة و متنوعة اللغات و ذكر حق التعليم بلغة الام في المادة 15 من الدستور الا انّها مازالت لم تطبقه عمليا ما ادى هذا الرفض الى اثارة اضطرابات و توترات مختلفة في مناطق مثل كرىستان و الاهواز التي يقطنها العرب و بلوشستان و أذربايجان و تركمن صحرا.
وقدم ” مؤتمر شعوب ايران الفدرالية ” الذي يضم ممثلي جميع الشعوب الايرانية اليوم شكوى الى منظمة اليونسكو و طالبها بالضغط على الحكومة الايرانية لمنح القوميات غيرالفارسية الحق في التعليم بلغة الام.
وهكذا هو الحال في تركيا رغم الضغطوط الاوروبية على هذا البلد ولكن لحد الان لم توافق الدوله التركية باعطا الاكراد حق التدريس بالغة الام.
وفي سوريا ايضا لم يسمح للاكراد باستخدام اللغة الكردية للتعليم في المدارس.