هور العظيم شأنه شأن الاهوار الموجودة في العراق واقليم الاهواز يتجه الى مصير نهري كارون والكرخة فهو الآخر يشكو من شحة المياه، في حين لا يوجد مسؤول من النظام الايراني ان ينظر في امره، ان شحة المياه الحاصلة تسببت لحد الان في القضاء على اقتصاد ورزق عشرات الالاف من المواطنين العرب الاهوازيين وكذلك العراقيين الذين تعودوا منذ الاف السنين العيش بجواره والتنعم بخيراته المتنوعة.وما اصاب هذه الطبيعة المعطاة من كارثة هو انقطاع المصبات المائية التي منذ آلاف السنين كانت تغذيه وتمده بالحياة والانتعاش، و السبب في النقصان المضطرد للمصبات المائية هو بناء السدود على نهري كارون والكرخة في اقليم الاهواز وكذلك بناء السدود ايضا على نهري دجلة والفرات العراقيين اللذان كان جزء من ميائهما يصب في هور العظيم.
وتبلغ مساحة هور العظيم المعروف بهور الحويزة 300 الف هكتار واحيانا تصل الى 500 الف وان ثلثي مساحته تقع في الاراضي العراقية والثلث الاخر في الاراضي الاهوازية، ويعد من اكبر واهم الاهوار المتواجدة في بلاد مابين النهرين و يقع في شرق العراق وغرب اقلم الاهواز.
واللافت في تسمية الهور الذي يصارع الموت البطئ لشحة ميائه ان اهل العراق يطلقون عليه اسم الحويزة بسبب قربه لمدينة الحويزة التأريخية عاصمة الدولة المشعشعية في حين عرب الاهواز يسمونه هور العظيم ولهذا حملت هذه البيئة المائية اسمين منذ القدم وهذا ان دل على شئ فهو يدل على ان ببيئة وثقافة الشعبين تحمل في طياتها نوع من التفاهم والتعايش المشترك التي لا تعترف بالحدود السياسية ولاتبالي بالالقائات السياسية التي دائما ما تلجاء اليها الحكومات وتسبب التفرقة وابتعاد الشعوب عن بعضها البعض وتزكي نار الفتن والحروب فيما بينها، كما ابتلى به الشعبين الجارين الشقيقين العراقي والاهوازي منذ مجئ نظام الحكم الايراني الحالي الذي تسبب في تدمير البيئة المشتركة من خلال انحراف المصبات المائية للنهرين كارون والكرخة وتغيير روافدهما باتجاه الاقاليم التي تقع في عمق الاراضي الايرانية.لاسيما نهر الكرخة الذي يشكل المنبع المائي الرئيس لهور العظيم من الجانب الايراني. كما ان النظام العراقي هو الاخر ساهم في تدمير هذه البيئة المائية الحيوية عندما قطع مياه نهر دجلة الذي كان جزء منه يصب في الهور مما ساعد على جفافه وبالتالي تدميره. ولاننسى الحرب الايرانية العراقية التي هي الاخرى حالت دون التواصل وارلاتباط والتعايش المشترك بين الشعبين العربيين المجاورين للهور.
وفي السنوات الاخيرة سعت الحكومة العراقية وبتشجيع ودعم من الدول الغربية واميركا بان تقوم باحياء هور العظيم، لكنها واجهت مشاكل جمة منها كثرة السدود التي انشأتها الحكومة التركية على نهري دجلة والفرات وكذلك السد الذي احدثته ايران على نهر الكرخة، مما اعاقت عملية الاحياء. وبالتالي يمكن القول ان في ظل نظام الحكم الايراني الحالي الذي اتخذ سياسة التعطيش لاقليم الاهواز، فلايمكن ان نتوقع ان تحدث تغيرات جذرية في اعادت الحياة الطبيعية لهور العظيم او الحويزة.
اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي
