وقد جاء الخميني الى الحكم بوهم تحقيق العيش السعيد للشعب الايراني والتمتع بثرواته الطبيعية المحروم منها طوال سنوات حكم الامبراطوريات السابقة.ولكي يستطيع تسويق أفكاره غلفها بغلاف ديني وأطلق اسم ثورة اسلامية عليها محاولا تصديرها الى دول الجوار.ورغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على هذه الثورة ما زالت غالبية الشعب الايراني تعيش في فقر يضطر بسببه الكثير الى خوض البحر والتسلل لدول الخليج العربية بحثا عن عمل سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية.فالنظام الايراني خدع الكثيرين في المنطقة واستغل الدين في محاولة للتملص من مسؤولياته الحقيقية كنظام أمام شعبه بحجة حمل هم العقيدة والذود عن أهلها المضطهدين في دول الجوار!. ولهذا نجد أن النظام الايراني منذ تمكن الثورة الخمينية من الحكم حتى اليوم يبحث عن عدو خارجي لإيهام شعبه بأن سياسته الداخلية والخارجية تسير في طريق صحيح في الوقت الذي لم تجلب الثورة الا الحروب والويلات وتبديد الثروة على الأحزاب الخارجية الموالية كحزب الله، وحزب البعث السوري الحاكم، وحماس، والوفاق البحريني وغيرها من أحزاب وخلايا نائمة في دول الخليج العربية.وقد بان الكثير من الدلائل والحقائق التي تثبت دعم النظام الايراني لهذه الأحزاب والخلايا بعد ان أحبطت دول الخليج العربية المحاولة الفاشلة لحزب الوفاق البحريني لزعزعة النظام الحاكم في البحرين واثارته لأعمال الشغب لعدة أيام. والتصريحات الاعلامية لمسؤولين ايرانيين بمساندة هذه الأعمال وتهديدهم بارسال زوارق بحرية محملة بالأفراد لمساندتهم، ولولا الله ثم تدخل قوات درع الجزيرة لتحقق لايران ما تحلم به من احتلال البحرين المعقل الأول لدولة القرامطة مما يعني اعادة جزء من مجدهم الفارسي السابق.ولم تكتف ايران بهذا فقد ألقت الكويت القبض على خلايا تجسس ايرانية وبحوزتها مخططات لمرافق استراتيجية هامة كما قامت طهران بتحريك خلاياها في القطيف لاثارة الشغب بين فترة وأخرى ليس دعما للشيعة العرب والدليل على ذلك ما تفعله بالاحواز العرب وفيهم أكثرية شيعية من قمع وتنكيل ولكن السبب الحقيقي هو ابعاد شرارة الثورات الداخلية عنها خاصة أن سورية الورقة الأخيرة الخارجية التي تلعب بها باتت على وشك الاحتراق على يد الشعب السوري الحر.كما ان المعارضة الايرانية لم تعد تحتمل ما يقوم به نظامها الطائش من تبديد ثرواتها وقمع حرياتها بحجة ان الشعب الايراني مستهدف وأن ثورته الخمينية الاسلامية مستهدفة من قبل القوى الامبريالية الكافرة بزعامة الشيطان الأكبر أمريكا التي أصبحت على الحدود معها بعد احتلال العراق. لأن الحقيقة التي تعلمها المعارضة ان النظام الايراني على تنسيق أمني كبير مع واشنطن وظهر ذلك جليا في حرب احتلال أفغانستان والعراق كما ان النظام العراقي الحاكم الحالي بقيادة نوري المالكي موال لايران، وواشنطن التي مكنته من الحكم تعلم ذلك جيدا.ولم يكتف النظام الايراني العايش في وهم العظمة الفارسية بذلك، بل عمل على تعبئة اعلامية مملة لبث الكراهية في نفوس الايرانيين
لأمريكا ودول الخليج العربية، وتصوير ان سبب مشاكلها منهم والنظام الايراني الحامي للتشيع هو الذي على حق
المصدر “جريدة الوطن الكويتية”
للكاتب حمد سالم المري