ومازالت الاعتقلات والمداهمات الليلية على المنازل مستمرة الى الان وقائمة اسامي المعتقلين الابرياء التي اعلنتها منظمة حقوق الانسان الاهوازية والتنظيمات الاهوازية المتعددة تخطت الثمانين شخصا.
يبدو ان الاعتقالات العشوائية الواسعة وقتل بعض المعتقلين اثناء التعذيب لاجبارهم على نزع الاعترافات جائت على خلفية التحرك الواسع الذي يقوم به الشباب العربي في المدن و الارياف. ان هذا الحراك الشبابي المتمثل في توزيع المنشورات التوعوية وكتابة الشعارات ليلا على الجدران التي تدعو الشعب العربي بعدم المشاركة في مسرحية الانتخابات لمجلس مايسمى بالشورى الايراني والاشادة بذكرى انتفاضة نيسان 2005 التي وقعت على خلفية ممارسة النظام لسياسة التطهير العرقي، بدأت تتحول الى حركة احتجاجية منظمة تقض مضاجع النظام، مما جعلت مسئوليه في الاقليم ان يتخذوا بعض الاجرائات الوقائية لدرء الخطر عن نظامهم المتأكل.
ومن ضمن الاجرات المتخذة من قبل مسئولوا النظام هو استدعاء بعض الشيوخ والوجهاء من الشعب العربي، طالبين منهم الوقوف الى جانب النظام بالتهديد تارة والترغيب تارة اخرى وذلك من اجل، الضغط على الشباب العربي ومنعهم من ممارسة اي عمل يهدف الى مواجهة نظامهم المتآكل ، ظنا منهم بأن هؤلاء الوجهاء لهم تأثيرهم ومكانتهم الاجتماعية في المجتمع العربي الاهوازي تأهلهم من ان يهدأوا الاوضاع في الاقليم لصالح الجمهورية اللااسلامية. علما ان كلما يقوم به ابناء الشعب العربي من تنظيم تظاهرات واحتجاجات واعتصامات ياتي ضمن الحقوق المكفولة والمبينة في المواثيق والمعاهدات والاعلان العالمي لحقوق الانسان، لاسيما للشعوب التي تواجه الاضطهاد القومي والاثني والتهميش الاقتصادي والسياسى والثقافي.
والجدير بالذكر فان الدعوات لم تختصر على العرب فحسب وانما ايضا شملت خوانين اللر والبختياريين وفي الاجتماعات التي نظمت لهذا الغرض فان كلمات المسؤولين كانت توجه بالدرجة الاولى الى العرب. ومن جانب آخر فان النظام لم يكتف بهذا وانما عزز الحالة الامنية التي تخيم على الاقليم من خلال ارسال قوات اضافية من الحرس والباسيج ومرتدي الملابس المدنيه من الاقاليم المجاورة وخاصة محافظة خرم آباد.
ووفقا للاخبار الواردة من الوطن، فان وزارة الامن (اطلاعات) وبالتنسيق مع المحافظ وممثل ولي الفقيه، اقامت ندوات في قاعة اجتماعات شركة النفط طلبت من خلالها الحاضرين بالبيعة لولي فقيه النظام على خامنئي. وكان كبار مسؤولي المحافظة الحاضرون في الندوة، امثال محمد حجازي محافظ الاقليم و موسوي جزائري ممثل خامنئي في الاقليم وحيدري الامام الجمعة الموقت لمدينة الاهواز، طلبوا من الحضور ومن بينهم شيوخ العرب لاسيماء الشيخ سيد نور المعروف بعمالته للنظام ان يساعدوا النظام ويبذلوا الجهود لمواجهة أي عمل يضر بأمن وسلامة الجمهورية اللااسلامية. كما ان باقي المدن الاهوازية هي الاخرى شهدت في الاونة الاخيرة تحركات واجتماعات مماثلة لنفس الاغراض.
واللافت في الامر انه في كل هذه الندوات والاجتماعات لم يجري الحديث ولو بشكل عابر عن الاوضاع المأساوية التي يشهدها الاقليم على كافة الاصعدة منها الاعدامات والاعتقالات ومداهمت البيوت وتردي الحياة المعيشية والبطالة المذهلة والانتشارالواسع للمخدرات والمتاجرة بها والادمان عليها بشكل غير مسبوق وتفشي الامراض وفقدان الرعاية الصحية والخدمات العامة.
قطعا لايمكن ان يسترجى من نظام اثبت بشكل جلي لا لبس فيه خلال ثلاثين عاما ونيف انه من اجل تثبيت اركانه واستحوازه على السلطة ، جاز لنفسه من ان يرتكب المزيد من المجازر بحق الشعوب، حيث بدأ النظام الفاشي الجديد بأرتكاب اول مجزرة له في مدينة المحمرة، التي راح ضحيتها اكثر من مائة شخص من ابناء شعبنا العربي الاهوازي المعروفة بالاربعاء السوداء ،واستمر بنفس النهج في اقليمي تركمن الصحراء وكردستان وبعدها قام بارتكاب مجازرعام 1981 و عام 1988 في المعتقلات والسجون بحق معارضي النظام ، بفتوى صريحة وامر مباشر من الخميني اذ راح ضحيتها 15 الف من الرجال والنساء على اقل تقدير بحسب قوائم اسماء الضحايا ومشخصاتهم التي تم نشرها في حينها من قبل منظمات حقوق الانسان الايرانية والقوى السياسية.
و كما استمرت الجمهورية الاسلامية بقيادة علي خامنئي زعيم الارهاب في ايران بسياساتها القمعية، المتمثلة بالاعدامات والاعتقالات اذ لم يسلم منها حتى المحسوبين عليها، كما ان السجون المعروفة في ايران تقص في الوقت الحاضر بالنخب والكتاب والصحفيين واصحاب الرأي والمدونات وكل من تفوه ووجه انتقادا للنظام كان مصيره البطش والتنكيل والسجن وكما حصل لموسوي وكروبي اللذان يرزخان منذ سنة تحت الاقامة الجبرية. وان سياسة القمع التي انتهجت من قبل النظام منذ ان تأسس عام 1979 مازالت مستمرة الى يومنا هذا، لاسيماء في المناطق القومية ومنها في اقليم الاهواز العربي حيث ان في السنة الماضية عندما حصل حراك في بعض المدن الاهوازية قبيل ذكرى انتفاضة نيسان، قامت السلطات باخذ التعهد الكتبي من الذين اتقالهلم لمجرد الشك في نشاطاتهم و تصويرهم كذلك ، والطلب منهم بعدم التظاهر او التشجيع على أي عمل يخل بالامن القومي الايراني، و الاجرائات ذاتها اتخذها النظام هذه الايام تحسبا من اندلاع تظاهرات لاحياء ذكرى 15 انتفاضة نيسان، ناهيك عن الاعتقالات التي تجري منذ شهر حيث فاق عدد المعتقلين ثمانين شخصا.
اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي