sepah
نشر موقع "راديو فردا" الفارسي مقالا تحت عنوان "الحرس الثوري الإيراني: من حراسة رجال الدين الى ماكنة للقمع" جاء فيه: "لا شك ان الحرس الثوري الايراني يُعد اليوم قوة سياسة مهمة في البنية السياسية الايرانية، تتجاوز القوة الاقتصادية والاعلامية والعسكرية والامنية لقوات الحرس الثوري، بشقيها الصلب والناعم وعلى مستوى المؤسسة وقادتها الكبار، تتجاوز مؤسسة رجال الدين التي كان من المزمع ان يحافظ الحرس الثوري على سلطتها.

الحرس الثوري الإيراني: من حراسة رجال الدين الى ماكينة للقمع

فمن حيث المصادر والايرادات والثروة تقع مؤسسة قوات الحرس الثوري الايراني بعد مؤسسة القيادة اي مكتب مرشد الثورة الايرانية اية الله علي خامنئي. كما ان مؤسستي المرشد الاعلى والحرس الثوري تبتلعان ايرادات الحكومة بواسطة مجريين اساسسيين. كما ان الحرس الثوري هو المؤسسة الثورية الوحيدة من بين المؤسسات الثورية التي تشكلت بعد قيام ثورة شباط (فبراير) 1979 والتي تمكنت ان تصل الى هذا المستوى من القدرة في ايران.

 

حراسة مؤسسة رجال الدين

كانت “الحراسة” الشخصية لرجال الدين، الوظيفة الاولى التي تبناها الحرس الثوري في المجتمع الايراني. اي ان قوات الحرس الثوري لم تنشأ من اجل الدفاع عن امن البلاد او حتى الثورة الوليدة، بل من اجل الدفاع عن امن الحكام الجدد وطبقة رجال الدين. اذ تبنت قوات اخرى كانت تعرف ب”اللجان الثورية” امن المنشآت واحياء المدن في الاعوام الاولى للثورة.

قمع الفصائل والاحزاب المعارضة كانت الوظيفة الاخرى التي تبناها الحرس الثوري في ايران في الفترة 1980 – 1982 وبذلك تطورت وظائف الحرس الثوري من “حراسة رجال الدين” الى “حراسة سلطة رجال الدين”، وعلى هذا الاساس شكل عناصر الحرس الثوري فيما بعد النواة الاساسية لوزارة الاستخبارات التي تأسست عام 1983.

قبل وقوع الحرب العراقية – الايرانية في 1980 كان ولاء عناصر الحرس الثوري ينقسم بين عدة رجال دين كبار، لكن الحرب منحت المرشد الاعلى (الخميني انذاك) الفرصة الذهبية كي يستأثر بولاء قوات الحرس الثوري واصبحت بذلك حارسة للولي الفقيه – المرشد الاعلى – وليس لمؤسسة رجال الدين او الثورة والدولة.

ماهية الحرس الثوري؟

تتلخص المهمة القانونية للحرس الثوري في صيانة نظام الجمهورية الاسلامية باي ثمن وطريقة. وبعد نهاية الحرب العراقية – الايرانية، تحول الحرس الثوري الى حرس خاص لولي الفقيه اي المرشد الاعلى. فلذا اخذوا يصفون “السلطة المطلقة للاسلاميين بـ”الانوار الالهية” و”قمع المعارضين” بـ”النصرة الالهية” و”اي معارضة لقرارات سلطات النظام” بـ”الفتنة”. ويؤكد ذلك قائد قوات الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري في اشارة له الى دور قوات “البسيج” اي التعبئة التابعة لقوات الحرس الثوري في قمع الاضطرابات في عهد الرئيس خاتمي والمظاهرات والاحتجاجات التي عمت العاصمة وبعض المدن الايرانية في اعقاب الانتخابات الرئاسية المشوبة بالتزويرفي صيف 2009.

كان خامنئي يشعر منذ ان اصبح مرشدا اعلى للجمهورية الاسلامية بالحاجة للقوة العسكرية بهدف القمع والحفاظ على سلطة ولي الفقيه وذلك قياسا بالخميني الذي كان يتمتع بشخصية كارزمية ودينية قوية. ولذلك عارض تلفيق قوات الحرس الثوري مع قوات الجيش النظامي (الذي تتلخص مسؤوليته بالحفاظ على الامن القومي في البلاد) وذلك خلافا لما قام به هاشمي رفسنجاني من جهود لدمج القوتين العسكريتين.

ويتمتع الحرس الثوري، كالمرشد الاعلى، بقوة غير مسؤولة لصيانة السلطة الدينية، تتجاوز القانون والإشراف؛ ويلبس من اجل تنفيذ هذه الوظيفة ملابس واشكالاً مختلفة: امتلاك شركات ملاحية بحرية، ومصارف، وشبكات لتهريب الآثار التاريخية والمخدرات، ومؤسسات للتشويش على القنوات الفضائية، وشركات سينمائية وصحافية واعلامية..الخ . ولم يرد حتى الان قادة الحرس الثوري، ولو في حالة واحدة، على اسئلة نواب البرلمان الايراني، واساسا لا يملك البرلمان السلطة للسؤال عن قوات الحرس الثوري. كما لم يتجرأ الاعلام الايراني على انتقاد الحرس الثوري، وفي حالات الانتقاد النادرة ردوا بقبضة من حديد، كما حصل مع صحيفة “عصرآزادغان” التي انتقدته حول مصلى طهران.

تدخل الحرس الثوري في السياسة

يجب على السلطات الثلاث في ايران ان تكون رسميا في خدمة مصالح واهداف الحرس الثوري وسيتم مواجهتها – ومنها رئيس الحكومة – اذا لم تستطع اي من هذه السلطات تأمين مصالح الحرس الثوري أو لم تنظم علاقاتها مع المرشد الاعلى من اجل تأمين هذه المصالح. على سبيل المثال نذكر الاضطراب في علاقة الرئيس محمود احمدي نجاد بقوات الحرس الثوري بعد تنحيته لوزير الاستخبارات حيدر مصلحي المدعوم من قبل خامنئي، وكذلك اقلاع المقاولات التابعة للحرس الثوري على مطار طهران الدولي الجديد في العام 2004 من اجل الحصول على مقاولات خاصة بهذا المطار. وقد تم حلحلة العديد من المشاكل بين الحرس الثوري والرئيسين السابق والحالي بعد ان منح الرئيس السابق محمد خاتمي إدارة المطار الجديد (مطار الخميني) الى الحرس الثوري ومنح الرئيس الحالي احمدي نجاد، وزارة النفط الى الحرس الثوري قبل اشهر.

وقد نقل الحرس الثوري عدداً من عناصره الى السلطات الثلاث لإحتلال مناصب مفصلية في البرلمان والحكومة والسلطة القضائية، وتمكن بذلك من الهيمنة على مراكز القرار فيها.

ويتدخل الحرس الثوري اينما يقرر ولي الفقيه، اي المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، اي ان الحرس الثوري -كما قال قائد قوات الحرس الثوري الجنرال جعفري- ليس الذراع المسلح للمرشد الاعلى فحسب، بل هو ذراعه غير المسلح ايضا، ولا توجد له اي محدودية في ذلك. كما انه يقوم بالاشراف والسيطرة على الجامعات ووسائل الاعلام والتجارة الخارجية والتنقيب عن النفط وتصديره وكذلك البنى التحتية لإجهزة الاتصالات والاستخبارات في ايران.

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …