هذا في حين تفيد تقارير شبه رسمية بان الرقم الحقيقي عن حالات الاصابة بالسرطان اكثر مما اعلنه غلامرضا اخوان صباغ المدير المعني بامراض السرطان في الايام الماضية . فبنائا على تقارير صدرت عن منظمات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني فأن الاصابات بمرض السرطان فاقت 18%. ومن اهم الاسباب الكامنة وراء الانتشار الواسع والنمو المذهل لهذا المرض القاتل الذي يلازم المجتمع الاهوازي المنكوب في الاقليم هو تلوث مياه الشرب بانواع المواد السامة بمقدار 500 مرة والناتجة عن مجاري الصرف الصحي ومبازل الاراضي الزراعية التي تصب في نهر كارون ناهيك عن المواد الكيمياوية الفاقدة للجودة و غير المرخصة التي تستعمل للاغراض الزراعية ومنها التصنيع الزراعي، بالاضافة الى ازدياد نسبة الاشعاعات الكهرو مغناطيسية الموجهة للاقمار الصناعية والتلوث المضطرد للهواء والاستفادة من البانزين المصنع داخليا حيث يفتقر للمواصفات العالمية والذي يستعمل لوسائل النقل العامة والسيارات التي ينبعث منها دخان سام يشكل خطر على صحة الانسان .
والجدير بالذكر فان مسؤولي البيئة والصحة العامة قد اعلنوا وبأستمرار عن خطورة النقاط المذكورة ومدى تأثيرها في تصاعد وتيرة لامراض الخبيثة. والانكى من ذلك هو عدم وجود الادوات والوسائل الطبية والوقاية اللازمة للحد من انتشارها مما يدل على عدم اهتمام النظام واذنابه في الاقليم حول وضع خطة عمل لمعالجة هذا الامر.
وفي هذا السياق، صرح المدير المعني بسرطان الاطفال في كلية الطب بجامعة جندي سابورقائلا بان نسبة المصابين بمرض السرطان ارتفع الى 10% في السنة. وأكد على ان غالبية المصابين هم من مدن الخفاجية والحويزة والبسيتين والفلاحية والقنيطرة (دزفول)… .
وعلى هامش الزيارة التفقدية الى مستشفى الشفاء ،نوه المدير غلامرضا اخوان صباغ في مقابلة مع (ايسنا) قائلا: على ضؤ تقارير مسؤولي قسم سرطان الاطفال، فأن ازدياد نسبة اصابات الاطفال بالسرطان مذهلة، ولهذا تقرر ان يتم سير عمل المجموعات المكلفة في المحافظة، تحت اشراف الاخصائين في الصحة.
واضاف في حديثه، ان الاستخدام المفرط لكميات كبيرة من السموم في الاعمال الزراعية، ووجود المصانع ومفاعل انتاج الكهرباء واحداث الميادين المغناطيسية، هي من اهم الاسباب المؤثرة لتكاثرالمصابين بمرض السرطان في المحافظة.
وكان مسئولين من النظام في الاقليم بغية الهروب من الانتقادات التي توجه لهم ونظامهم في طهران، يصرحون بان السبب الرئيسي من وراء انتشار ظاهرة السرطان في الاقليم هي حرب الثمان سنوات مع العراق والانفجارات التي حصلت ابان حرب الدول الغربية مع العراق ، وذلك من اجل ان يتنصلوا من التحذيرات السابقة التي كانت توجه لهم من قبل مسؤولي البيئة والصحة العامة ، وبهذا يبعدون مسؤولية المرض القاتل من على كاهل الدولة والنظام.
ووفقا لاقوال المدير المسؤول فان مستشفى الشفاء للامراض السرطانية في الاهواز حاليا يقوم بتغطية مرضى السرطان في جميع المحافظات الجنوبية واكثر من 1000 شخص سنويا يتم علاجهم في هذا المشفى كما ان هناك اشخاص يأتون من العراق ومحافظة البصرة للعلاج بطريقة الطب الكيمياوي.
و يشار الى ان عامل الوراثة ، ومادة الفوسفات المتوفرة في السموم النباتية، ومبيد الحشرات، من اهم الاسباب الرئيسية لانتشار مرض السرطان بين الاطفال. وان كثرة المواد الكيمياوية السامة التي تستعمل للاغراض الزراعية بشكل واسع في المحافظة يمكن مشاهدة اثرها المدمر على حياة وسلامة المجتمع.
وللاسف فأن هذا المرض القاتل وبحسب اقوال مسؤولى مستشفيات مدينة الاهواز في ازدياد مضطرد. وان عدم وجود مستوصفات ومستشفيات مجهزة بالوسائل والمعدات الطبية في بقية مناطق الاقليم من جهة وفقدان وسائل النقل المخصصة اللازمة وتدهور الاوضاع الاقتصادية والمشاكل الناجمة عنها والبطالة الواسعة لدى المجتمع العربي من جهة اخرى ، زادت من تفاقم المشكلة واثرت في تسارع ظاهرة الامراض الخبيثة المدمرة التي اصابت الشعب الاهوازي لاسيما لاطفال منهم .
ان الشعب العربي الاهوازي باطفاله وشيوخه ونسائه ممن ابتلوا بهذه الامراض و غيرها يعيشون على بحر من ثروات النفط والغاز، ومن المفترض ان تكون رحمة لهم لا نغمة عليهم. حيث ان اليوم بات من الواضح ان ما قدر لهم من كل هذه الثروات والخيرات هو الفقر المدقع والبطالة والادمان والامراض المتنوعة المنتشرة في الاقليم على نطاق واسع، و يعود ذلك للنهب المنظم للحكومات الايرانية المتعاقبة منذ ستة وثمانون عاما الى يومنا هذا .
اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي