taregh-hamayed
شهدت منطقتنا، وتشهد، سلسلة من الأحداث التي تظهر أن طهران باتت تتلقى الصفعة تلو الصفعة، بدلا من أن تتلقى أي صفقة! فها هما بغداد وبيروت تهبّان للتصدي للتصريحات الصادرة عن قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، التي قال فيها إن لبنان والعراق من مناطق النفوذ الإيراني،

إيران.. بدلا من الصفقة صفعة!

مما أجبر طهران على إصدار نفي رسمي لتصريحات سليماني. وعلى الرغم من النفي الإيراني، على أكثر من مستوى، فقد أصدر العراق بيان احتجاج غاضبا، ولبنان صعَّد أيضا ضد إيران، وهذان الموقفان، العراقي واللبناني، بحد ذاتهما يعتبران صفعة لطهران.

أما دوليا، فبعد أن كانت طهران تقول علنا إن على الغرب أن يقر لها بدور ما بالمنطقة، خصوصا بعد أن ساعدت أميركا بالعراق وأفغانستان، كما سبق أن قال الرئيس الإيراني نفسه، على خلفية التفاوض حول ملف إيران النووي، إلا أن طهران وجدت نفسها تئن من العقوبات الغربية المفروضة، والتي ستفرض، عليها، سواء على مستوى النفط أو البنك المركزي، مما أفقد العملة الإيرانية نصف قيمتها، وعندما لوَّحت طهران بإغلاق مضيق هرمز، وقامت بتهديد دول الخليج العربي، فقد جاءها الرد الدولي سريعا؛ حيث حذر أوباما المرشد الإيراني، وتجاهل نجاد، كما تحركت البوارج الحربية البحرية، الأميركية والأوروبية، إلى مياه الخليج العربي، في استعراض واضح للقوة، وعلى الرغم من ذلك كله فإن طهران وقفت مكتوفة الأيدي وهي تتلقى صفعة أخرى في الأسبوع نفسه!

أما عربيا، فقد لقَّنت السعودية إيران درسا بالسياسة، وعلى طريقة الكبار؛ حيث وافق العرب، وبالإجماع، على مبادرة عربية شبيهة بمبادرة اليمن، السعودية بالأساس، التي تقتضي، بنهاية المطاف، رحيل حليف طهران، بشار الأسد، من السلطة، وستكون المبادرة العربية بإشراف مجلس الأمن، وحظيت المبادرة بإجماع عربي، حتى من العراق، حليف طهران، ولم يتجرأ لبنان على الاعتراض، بل استخدم الدبلوماسية «المائعة»، وأعلن أنه ينأى بنفسه، وهنا من المهم رواية قصة طريفة حدثت باجتماع الوزراء العرب بالجامعة العربية بالقاهرة.

ففي ذلك الاجتماع كان وزير الخارجية اللبناني يناقش كل بند من بنود المبادرة العربية الجديدة تجاه سوريا، وعندما جاء وقت التصويت أعلن الوزير أن لبنان ينأى بنفسه، فقال له الأمير سعود الفيصل: «لماذا أضعت وقتنا إذن بمناقشة كل بند ما دمت متحفظا على التصويت»؟ فرد الشيخ حمد بن جاسم قائلا: «لم يمتنع يا سمو الأمير، وإنما ينأى». فقال الأمير سعود: «كمان»؟! وهذه المبادرة بحد ذاتها تعتبر صفعة أخرى للنظام الإيراني، وفي الأسبوع نفسه. ناهيك طبعا عن صفعة أخرى تلقتها طهران بالعراق؛ حيث بات حليفها، نوري المالكي، بطة عرجاء، مثله مثل حكومة حزب الله بلبنان؛ لذا بِتنا نسمع عن لقاء بين السفير الإيراني لدى العراق مع إياد علاوي، هذا بالطبع عدا عن حال إيران بالبحرين!

وعليه، فإن حماقة النظام الإيراني جعلته يتلقى الصفعة تلو الصفعة بدلا من أن يتلقى أي صفقة.. فاللهم لا شماتة!

“للكاتب طارق الحميد” نقلا عن (الشرق الأوسط) اللندنية

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …