mahzyar1في بداية فصل الصيف الماضي قامت السلطات الايرانية وعلى يد مسؤليها في اقليم الاهواز بارتكاب جريمة اخرى تضاف الى جرائمها وهذه المرة القضاء على ما تبقى من الابنية التأريخية الموجودة في الاقليم العربي الاهوازي وهو مزار علي بن مهزيار الدورقي الاهوازي  الذي شيد في القرن الثالث الهجري

هدم الاثار التأريخية في اقليم الاهواز، واخيرا “علي بن مهزيار” الدورقي الاهوازي ‏

أي في زمن الدولة العربية الاسلامية العباسية حيث يبين جذور الحضارة العربية في هذا الوطن اما علي بن مهزيار فهو احد عباد الله الصالحين المعروفين وكان يقيم في تلك الحقبة في الاهواز. و بعد مماته شيد له ضريحا في مدينة الاهواز التي كانت تسمى آنذاك بسوق الاهواز.

 

وفي زمن الدولة العربية المشعشعية “1435 م- 1725م ” تم ترميم الضريح الذي يعد احد المزارات الموجودة في الاقليم بعد مزار النبي دانيال المعروف في مدينة السوس (الشوش). وفي آخر ايام الحكومة العربية الكعبية وتحديدا آخر ايام حكم الشيخ خزعل كذلك تم العمل على توسيع صحن المزار وبناء سور يحيط بالمبنى .

في أوائل الشهر الاول من السنة الايرانية الجارية شاع خبر بان دائرة الاوقاف بمدينة الاهواز تنوي ترميم الاثر التاريخي المعروف بضريح علي بن مهزيار وتوسيع الساحة التي تحيط بالمبنى لتسع عدد كبير من الزوار الذين تعودوا خاصة في المناسبات الدينية بزيارة هذا المزار المعروف، الذي يقع شرق مدينة الاهواز العاصمة في حي جسر الاسود او حي (علي مازيار) القريب من نهر كارونmahzyar2
.

وبعد ثلاثة شهور اي في بداية شهر (تير) من السنة الايرانية الحالية تقرر ان يبدأ العمل في هذا المعلم التاريخي حيث قام المسئولون باحاطته بجدار لحجب الرؤية عنه ثم بدأوا في العمل، لكن كما اتضح للاهالي الذين يسكنون بالقرب من المكان رأوا من على بيوتهم ان مايجري داخل الجدار هو تخريب المبنى من اساسه بواسطة المعدات العملاقة كالمجارف واللودرات والسيارات الثقيلة وهي تحمل الانقاظ الى خارج المنطقة مما جعل الذين شاهدوا المنظر ان يسربوا ما يحصل من دمار داخل المحوطة الى الاعلام حيث اتضح للمتابعين ان القائمين على العمل ارتكبوا جريمة لاتغفر اذ انهم قاموا بتهديم المبنى برمته ولم يبقى منه شئ يذكر والصور التي التقطت من المكان توضح بجلاء عمق الجريمة التي ارتكبت بحق هذا المعلم التأريخي الذي يعود تأريخ بنائه الى القرن الثالث الهجري أي في فترة الدولة العربية الاسلامية العباسية.

ومن خلال متابعتي للموضوع والبحث في وسائل الاعلام الايرانية وجدت بعض المواقع الفارسية قد تناولت الموضوع اذ رأيت من المفيد ان انقل بعض ما جاء في موقع عصر ايران و موقع شوشان المحلي حيث كتب:

تزامنا مع بداية فصل الصيف والايام الاولى من شهر (تير) لهذا العام (1390 ) تناقلت وسائل الاعلام المحلية وغيرها خبر مفاده: ” ان ضريح علي بن مهزيار سوي مع الارض. وكان للخبر صدى واسع واثرعميق في اذهان الناس وحتى المسؤلين، حيث اذهل الجميع ولم يصدقوا ما نقلته وسائل الاعلام التي كتبت ان المعلم التأريخي الديني الذي يسمى (علي مهزيار) الذي يعتبر جزء من ميراث الثقافة الدينية للمجتمع، في خطوة غير مسبوقة تم مسحه من على الارض”. ويضيف الموقع بأن “مسؤولي ادارة الاوقاف برروا عملهم بانه تم ذلك من اجل الترميم واتساع الحرم .ولكن الكلام لم يكن مقنعا على الاطلاق اذ كان من الممكن ان يرمم ويوسع مثل باقي الاماكن الدينية الكثيرة في ايران دون اللجوء الى ازالتها من على الارض. كما يضيف الموقع ‘ اذن اين ذهبت الثمانية مليارات ريال التي …عينها الرئيس احمدي نجاد لاعادة البناء و الذي لحد الان لم يتم العمل لاعادت بنائه وهلم جرى…

ووفقا لتقرير موقع عصر ايران اذ جاء فيه: “كان المشهد لايصدق وانت ترى الارض وكأنما تم حرثها وتحضيرها للزراعة، شئ لم يخطر على البال وانت ترى مكان ديني لم يبق له اثر. والقريب في الامر ان المسؤلين الذين من المفترض ان يكون لهم اطلاع مسبق بخصوص ماحدث، وعند الاستفسار عما جرى فتسمع منهم من يتحدث عن توسعة المكان والاخر يقول تم ذلك من اجل اعادة بناء الضريح و… بيد ان المعلم التأريخي الديني هذا لم يكن منزلا مهتريا ويملكه شخص ما حتى يهدمه ويبني محله بيتا جديدا ذات طوابق، وانماء المكان هو اثر ديني قديم له قيمته التأريخية ومثل هذا المعلم الذي شيد منذ القدم يمكن اعتباره كنزا لا يقدر بثمن. وكلما قيل عن الترميم وتوسيع المكان بمقدار 14 مرة اكثر مما هو عليه فانه لاينطبق على هذا المعلم الذي يسمى علي بن مهازيار حيث في بداية تأسيس الجمهورية الاسلامية تم ترميمه واضيفت له صالتان كبيرتان لاستراحة الزوار وتم توسيع الساحة الداخلية التي تحيط بالضريح واصبح الفناء واسعا وصار يستوعب عدد كبير من الزوار، ويضيف صاحب التقرير متسائلا لماذا تم تخريب المعلم الديني بهذا الشكل وماهي الاهداف من وراء ذلك”.

ونرى ان الغاية من التخريب الكلي لهذا الاثر التأريخي تكمن في جوهر السياسة الممنهجة لدولة ايران الشيعية الفارسية العنصرية التي تسعى وبشكل جنوني تخريب وطمس كل معلم يثبت تأريخ وهوية الشعب العربي الاهوازي ومنها ما يتعلق بالاثار والابنية التي ترسم معالم الهوية العربية لهذا الاقليم العربي.

ان هذا العمل الاجرامي ليس هو الاول من نوعه وانما هو امتداد للمسلسل التخريبي المقيت التي قامت وتقوم به الدولة الايرانية الفارسية منذ فرض سيطرتها على اقليم الاهواز بعد ما اطاحت بالحكم العربي الى يومنا هذا حيث اخذت تنتهج سياسة عنصرية في كل الاتجاهات، الثقافية والسياسية والاجتماعية وكل ما يتعلق بعرب الاهواز، وخير دليل على مانقوله هو عندما اقدمت في السنة الماضية على تهديم قصر الشيخ خزعل بمدينة المحمرة الذي لم يبق منه أي اثر يذكر والذي كان يعد الاثر الوحيد المتبقي للحكومة العربية الكعبية وهيبة زعيمها المرحوم الشيخ خزعل بن جابر الكعبي .

وكما هو معروف فان النظام هو من يشجع الناس في ممارسة الطقوس المذهبية وبالطريقة التي يرسمها وهي الطريقة الصفوية والشعوبية اللتي تمثل جوهر النظام الايراني الملئ بالخرافات والشعوذات وبالتالي سيبني مزار يحمل نفس الاسم ولكن بزخارف و معالم اخرى بعيدة عن المعالم العربية الاسلامية.

اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …