والإستياء الشعبي الواسع في الداخل جراء تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمخاوف من مواجهة كبرى مع الغرب بسبب البرنامج النووي الذي لا يخدم غير اهل السلطة الحاكمة بإيران.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، يحاول قادة إيران تفادي حدوث أي اضطرابات شبيهة بتلك التي عرفتها طهران في العام 2009. حيث اعترفت السلطات مؤخرا بالتحديات التي يواجهها الحكم، حيث حذر آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى، من أن الانتخابات قد تشكل خطرا على أمن البلاد، وهو ما دعاه لإطلاق نداء من أجل الوحدة الوطنية.
“الانتخابات كانت تشكل دائما اختبارا صعبا لبلادنا”، كما أخبر أحمد سالاماتيان، النائب الإيراني السابق الذي يقيم حاليا في باريس، وهو من الناقدين للنظام، وأضاف أن الانتخابات القادمة تمثل تحديا أكبر من كل الذي واجهته البلاد خلال ثلاث سنوات مضت.
وأوضح قائلا: “في عام 2009، كانت المنافسة بين جميع التيارات السياسية التي تعمل في إطار الجمهورية الإسلامية”، لكن منذ ذلك الحين: “تم تضييق دائرة النظام أكثر من أي وقت مضى، وبعبارة أخرى، فإنه مع غياب المعارضة في الانتخابات المقبلة، يبدو أن المنافسة ستشتد داخل دائرة مغلقة”.
من هذا التصريح أبدأ لأقول أني اخترت عنواني ( نظام إيران يحتضر ) ولم أقل ( يتخبط )، وهذا ما قد يراه البعض تعبيرا فاضحا عما أتمناه لهذا النظام. لكن هذه الرؤي المختلفة مع رأيي تدفعني لأبرهن بالأدلة علي سرّ اختياري للفظ الاحتضار لا التخبط؟!
نشهد أن الملالي يجيد اللعب علي أوتار القضايا الدولية والإسلامية بما مكنه من خلق بيئة شعبية داعمة وفق عملية تغييب مستمر لأفراد هذه البيئة. ساعد في ذلك التعتيم الكبير علي الإنشقاقات الموجودة داخل النظام الحاكم نفسه. لكن اتساع رقعة المعارضين والساخطين داخليا وخارجيا، وفي ظل الفضائح الملموسة والمرأية للملالي في العراق، واستخدامه لذويله من أجل الانتقام من رموز المقاومة الكبري، والكيان البديل ممثل في مجاهدي خلق. وأبنائهم الموجودين حاليا بمخيم أشرف بالعراق. والذين يعانون أشد المعاناة جراء هذه المؤامرات التي تحاك ليل نهار من أجل التخلص منهم والإجهاز عليهم حتي يتم التفرغ التام للمعارضة الداخلية. وحادث الإنفجار الأخير الذي نال من العالم النووي الإيراني مصطفي أحمد روشان ابن الثانية والثلاثين لهو خير دليل علي رغبة النظام في التخلص من معارضيه. ولولا شعوره بقرب نهايته لما قام بكل هذه المؤامرت ضد معارضيه.
ونعود إلى مقتل العالم النووي روشان لنضعه في سياق التصريح الذي سبق وأن صرح به رئيس منظمة الطاقة الذرية في النظام الإيراني معترفا بتذمر الخبراء النوويين. ففي السابع من كانون الثاني (يناير) 2012 أي قبل أربعة أيام من عملية الإغتيال التي طالت ( روشان ) كان «فريدون عباسي» رئيس منظمة الطاقة الذرية في النظام الإيراني قد أشار في حديث أدلى به لوكالة أنباء «فارس» التابعة لفيلق حرس النظام الإيراني إلى تفشي حالة التذمر والنقمة الواسعة في صفوف الخبراء النوويين في النظام قائلاً: «يجب تجنب الغفلة، فكما كانت هناك حالات هروب من جبهات الحرب ففي الكفاح العلمي أيضًا هناك علماء يتراجعون عن التعاون مع المشاريع النووية من أجل الاحتفاظ بارتباطاتهم الدولية… ولكننا لم نكن ولسنا أبدًا قلقون من هذا الأمر لأن هناك في البلاد كثير من الهبات والقوة البشرية المتخصصة والخبيرة بحيث توجد في الوقت الحاضر أيضًا طلبات لممارسة النشاط في المشاريع النووية للدولة أكثر من الإمكانيات». وتكهن بشكل مشتبه فيه قائلاً: «إن العدو وبسبب عجزه عن منع دخول العلم إلى إيران يقوم باغتيال العلماء الإيرانيين».
إذا فهناك منشقون من طائفة العلماء خاصة من الشباب لا يرون في دعم هذا النظام الفاشي الملالي أي خدمة تذكر للوطن. وتجدر الإشارة إلي أن العالم مصطفي أحمد روشان كان علي اتصال دائم بخبراء الوكالة الذرية. ولربما قال من المعلومات ما لزم إخفاؤه، ولهذا فأنا أشك أن الملالي ورجال حرسه الثوري هم الذين يقفون خلف هذه الاغتيالات لعلماء إيران، وليس أمركا وإسرائيل أو مجاهدي خلق كما يروج دائما.
فللشعب الإيراني أقول متسائلا: ما هي الفائدة التي ستعود علي الغرب من قتل علماء إيران؟ هل اصطيادهم علي هذا النحو سيمنع دون أن تحصل إيران علي القنبلة النووية؟ هل هذا رادع حقا؟ أم أن النظام المحاط بكل هذه الكوارث من قيود اقتصادية ومعارضات داخلية وخارجية وفضائح متوالية وقرب نهاية أنظمة موالية، وثورات أتت علي كل مخططات الملالي. وصعود إسلامي مرعب، وسر رعبه ليس لأنه صعود إسلامي سني، ولكن لأن الملالي سيفقد أحد أكبر الأوتار التي كان يعزف عليها مع نصر الله، وهو وتر التضييق علي الإسلاميين. وتظاهرهم بحماة الدعوة وأنصار المقاومة.
هذا وإثر قتله الخبير النووي التابع له وبسبب خيبته وغيظه بشدة من الدعم الدولي والأممي المتزايد لسكان مخيم أشرف والإجماع الغير مسبوق والدعوات الواسعة الموجهة من قبل ساسة أمريكان إلى وزارة الخارجية الأمريكية لرفع تهمة الإرهاب عن مجاهدي خلق، حاول النظام الإيراني وبتلفيقه سيناريوهات مثيرة للسخرية عن لسان عملائه أن ينسب عملية القتل المذكورة إلى مجاهدي خلق وأميركا وإسرائيل لكي يلتف حسب ظنه على تأثيرات هذه المساندات الدولية والأممية الواسعة لمجاهدي خلق ومنهم سكان مخيم أشرف.
اليوم الأربعاء 11 كانون الثاني (يناير) 2012 وإثر اغتيال خبير نووي إيراني آخر يحاول النظام الإيراني مرة أخرى وبنشره أخبارًا ملفقة ومتضاربة أن يمنع الكشف عن العناصر والدوافع الحقيقية التي تقف وراء هذه الاغتيالات. ففي الوقت الذي اغتيل فيه خلال العامين الماضيين خبراء نوويون آخرون في النظام الإيراني بأسلوب مماثل لم تقدم الفاشية الدينية
وفي يوم السبت 7 كانون الثاني (يناير) 2012 أي قبل أربعة أيام من عملية القتل التي نفذت اليوم الأربعاء كان المدعو «فريدون عباسي» رئيس منظمة الطاقة الذرية في النظام الإيراني قد أشار في حديث أدلى به لوكالة أنباء «فارس» التابعة لفيلق حرس النظام الإيراني إلى تفشي حالة التذمر والنقمة الواسعة في صفوف الخبراء النوويين في النظام قائلاً: «يجب تجنب الغفلة، فكما كانت هناك حالات هروب من جبهات الحرب ففي الكفاح العلمي أيضًا هناك علماء يتراجعون عن التعاون مع المشاريع النووية من أجل الاحتفاظ بارتباطاتهم الدولية… ولكننا لم نكن ولسنا أبدًا قلقون من هذا الأمر لأن هناك في البلاد كثير من الهبات والقوة البشرية المتخصصة والخبيرة بحيث توجد في الوقت الحاضر أيضًا طلبات لممارسة النشاط في المشاريع النووية للدولة أكثر من الإمكانيات». وتكهن بشكل مشتبه فيه قائلاً: «إن العدو وبسبب عجزه عن منع دخول العلم إلى إيران يقوم باغتيال العلماء الإيرانيين».
للكاتب أبوبكر أبوالمجد؛ نقلا عن” موقع ايلاف”