تتسارع حملة اغتيالات وقصف وهجمات إلكترونية سرية تهدف إلى جعل النقاش غير ذي صلة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن المسؤولين قولهم ان الحملة السرية، التي يعتقد الخبراء ان إسرائيل تنفذها بشكل رئيسي، حصلت على ضحيتها الأخيرة عندما قتل عالم نووي إيراني في الـ32 من العمر بتفجير وقع في العاصمة الإيرانية طهران في ساعات الاكتظاظ الصباحية.
واعتبرت الصحيفة ان مثل الغارات الجوية التي انتهجتها الإدارة الأميركية في باكستان باعتبارها تكتيكاً ضد “القاعدة”، فإن الحملة السرية متعددة الوجوه ضد إيران توفر بديلاً للحرب، لكنها أبطأت ولم توقف تخصيب اليورانيوم في إيران وبعض المشككين يعتبرون انها قد تزيد من عزيمة الجانب الإيراني أو تشكل سابقة خطيرة لاعتماد استراتيجية يمكن استخدامها ضد أميركا وحلفائها.
وأشارت إلى ان المسؤولين الإسرائيليين و الأميركيين لن يناقشوا أي تفصيل في الحملة السرية، ما يترك شيئاً من الغموض حول منفذيها وهدفهم.
ونقلت عن كريم سادجابور الخبير بالشؤون الإيرانية في معهد كارنيغي للسلام الدولي قوله ان الحكومة الإيرانية قد تكون وراء قتل بعض العلماء الإيرانيين، فبعضهم أبدى تعاطفاً مع المعارضة الإيرانية ولم يكونوا جميعاً خبراء رفيعي المستوى.
واعتبر انه “ثمة ما يستدعي الشك بأن تكون إسرائيل وراء كل العمليات”، مستغرباً أن يقتل علماء نوويون إيرانيون يفترض انهم تحت المراقبة في ضوء النهار.
من جهته قال باتريك كلاوسون مدير مبادرة الأمن الإيرانية بمعهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى ان أميركا وإسرائيل تفضلان الحملة السرية على الضربات الجوية لمواقع نووية إيرانية.
وأضاف ان الاغتيالات والتخريب “لا تولد ردة فعل وطنية يمكن أن تقوي النظام في إيران وتسمح لطهران بالتراجع إذا وجدت ان كلفة المضي بطريق تطوير سلاح نووي مكلف جداً”.
فيما اعتبر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، ان الغموض الذي يحيط بمن يقف وراء الاغتيالات وأعمال التخريب في إيران مفيد، قائلاً “لا يمكن إثبات شيء إذاً لا يمكن الانتقام، فعندما يكون من الواضح جداً من يقف وراء الهجوم يكون رد فعل العالم مختلفاً”.
لكن غاري سيك الخبير بالشؤون الإيرانية أعرب عن اعتقاده ان الحملة السرية مرفقة بالعقوبات لن تقنع إيران بالتخلي عن عملها النووي.