فقد أوضح رضا بيرزاده رئيس مؤتمر الديمقراطيين الخضر الإيرانيين الذي تأسس في أبريل/نيسان 2010، أن هناك حركة على الأرض إقليميا ودوليا يمكن للمعارضة الإيرانية الاستفادة منها لإنشاء “مجلس وطني جدير بالثقة يكون بديلا ديمقراطيا للنظام قبل حلول العام الفارسي الجديد منتصف مارس/آذار المقبل”.
وأضاف المعارض الإيراني في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء في باريس الاثنين، أن الفكرة الرئيسية للمؤتمر تهدف إلى “تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تشبه بعض الشيء ما فعله نيلسون مانديلا”، مشددا على أن “الحل الإيراني لا يمكن أن يكون بالقوة أو من خلال الانتقام الذي قد يوجه ضربة مروعة لإيران والمنطقة”.
ولفت إلى ضرورة أن يستمد المجلس الوطني شرعيته من الجماعات داخل إيران أولا، موضحا أن العمل جار “على وضع الأساس والميثاق السياسي”.
ديمقراطية علمانية
وقال بيرزاده إنه سعى خلال العام الماضي للجمع بين جماعات متباينة مثل الجمهوريين والملكيين وعرقيات مثل الآذريين والبلوش والعرب الإيرانيين في إطار دعوة المؤتمر لديمقراطية علمانية، مشيرا إلى أن “الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2009 رفعت الكثير من المحرمات، وأصبح الحوار بين مختلف أعضاء المعارضة أسهل من ذي قبل”.
بيد أنه شدد في نفس الوقت على أنه من الصعوبة بمكان أن ينزل الإيرانيون إلى الشوارع “إلا عندما يدركون أن هناك بديلا، كما فعلوا ذلك قبل نحو 30 عاما تحت شعار “يجب أن يرحل الشاه”، لكن الجميع يطالبون الآن بأن يعرفوا تحديدا وأولا الاتجاه الذي سنسلكه”.
وفي معرض تعليقه على العقوبات الغربية على إيران بسبب برنامجها النووي، قال المعارض الإيراني إن العقوبات أضرت بالنظام والشعب على حد سواء، مشيرا إلى أن فقدان الثقة بالعملة المحلية “يضعف السكان، لكنه أيضا يصيب النظام بالشلل”.
عقوبات سياسية
وشدد بيرزاده على أن المطلوب حاليا إرسال إشارة إلى المواطنين تؤكد أن الحكومة هي الهدف، داعيا إلى أن تترافق أي عقوبات اقتصادية جديدة مع أخرى سياسية، “مثل خفض العلاقات الدبلوماسية إلى الحد الأدنى، أو رفض منح جميع المسؤولين الإيرانيين تأشيرة سفر وتجميد كل أموالهم الشخصية”.
وقلل من قيمة التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، مشيرا إلى أن طهران لا تملك القدرة العسكرية لإغلاق المضيق، فضلا عن أن إغلاقه سيكون بمثابة “إعلان حرب على دول الجوار ومستوردي النفط في العالم.
يشار إلى أن إيران ستشهد في مارس/آذار المقبل انتخابات برلمانية ورئاسية في ظل تردي الأوضاع المعيشية بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية (تومان)، مما دفع بالعديد من المواطنين إلى سحب مدخراتهم من البنوك لشراء الدولار.
وكانت الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت عام 2009 ونجح فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد في الفوز بولاية دستورية ثانية وأخيرة، بمثابة الشرارة التي أطلقت سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات والمصادمات العنيفة مع قوى الأمن، أسفرت عن سقوط ضحايا تحديدا في العاصمة طهران.
المصدر: رویترز