مرة أخرى, وكجزء من سيناريو إيراني واسع لتشتيت الانتباه عن مجازر النظام السوري ونقل الاهتمام الدولي لمناطق ساخنة download
أخرى

بلطجة النظام الإيراني التهريجية في الخليج العربي

لإبعاد الاضواء عن جرائم الحلفاء الستراتيجيين للنظام الايراني المتزعزع الاركان, يشهر ذلك النظام حربه الدعائية, ويمارس عربدته وبلطجته الكريهة والمعروفة في فم الخليج العربي الشريان الحيوي للعالم أجمع, وليس لدول المنطقة فقط, فتهديد وزير الدفاع الايراني الجنرال وحيدي, وكذلك قائد القوات البحرية وقادة (سرسرية) الحرس الثوري بإغلاق مضيق هرمز وقطع الامدادات النفطية وعرقلة التجارة الدولية في حالة اكتمال الطوق الدولي لحصار النفط الايراني ليس هو الخيار الجيد في إدارة الصراع الاقليمي والدولي, وبالتالي لا يمثل أبدا موقفا مسؤولا لقادة دولة يدعي قادتها الحكم وفق منظور ديني معين, بل أنه عمل من أعمال القرصنة والارهاب والتخريب المقصود بل وإيغال في أفعال مراهقة سياسية ومغامرات طائشة لن تؤتي أكلها ابدا وسترتد على مطلقيها, ودول الخليج العربي لا شأن لها أبدا بنزاع النظام الايراني مع الغرب وهي بالتالي ليست على استعداد لدفع أثمان مغامرات لاعلاقة لها بها من قريب أو بعيد, النظام الايراني الذي يعيش تداعيات وضع داخلي مهتز ويعاني من صراعات داخلية وبنيوية حادة بين تياراته وشخوصه يحاول نقل معركته للخارج أملا في افشال ربيع الشعوب الايرانية الثوري المقبل الذي سيقتلع جذور نظام الارهاب والقتل وتصدير المشاكل والازمات والفتن, والنظام الايراني وهو يستعرض عضلاته العسكرية ويتبجح بقدرته على إغلاق المضايق الدولية كمضيق هرمز وبأنها مهمة أسهل من شرب الماء! إنما يمارس عملية انتحار باتت مؤشراتها واضحة للجميع, فالتورط في نزاع عسكري مع الغرب ودول الجوار سيؤدي لكوارث ستلحق بإيران ذاتها وليس غيرها, والتوهم بأن حدود القوة الايرانية باتت مطلقة ومتاحة هو ابحار مرضي في عوالم الوهم وسقوط مريع في شباك الخديعة, كما أن حركات التهديد الساخنة أولا ثم التراجع التكتيكي في التصريحات والاقوال لا يعبر عن قوة مهيبة بل يعبر عن ضعف مكتوم وعن خواء عقلي ومنهجي وميداني, جميعنا نعلم أن النظام الايراني منخور ومسوس من الداخل وإن حركات البلطجة والاستعراضات العسكرية ليست سوى طلاء واه وعقيم لضعف فظيغ وغير معلن ولكنه معروف, كما أن التبجح الفظ بتوسع المجال الحيوي الايراني في العراق والشام ولبنان هو ملف قد سقط باشتعال الثورة السورية والتي بنجاحها الحتمي والقريب ستتهاوى جميع أركان وأضلاع الحلف الايراني في المنطقة وهو تطور ستراتيجي يعرف الايرانيون حتميته وقرب تحقيقه لذلك يتبعون مختلف السبل من أجل تجاوز نتائج ذلك التطور المقبل عبر استعمال قوة التهديد العسكري وإبراز لغة الابتزاز السياسي والعسكري من خلال التهديدات المستمرة التي لم تعد تخيف دول وشعوب الخليج العربي المتحفزة لمجابهة أساليب البلطجة الايرانية السقيمة المريضة, فتحرش جرذان زوارق الحرس الثوري الايراني بالاسطول الاميركي الخامس في بحر العرب هو مجرد حركات صبيانية تثير السخرية لأنه لو أرادت إيران محاربة الولايات المتحدة فعلا فكان أمامها العراق وعناصرها قد تسللت في جميع مفاصله الحيوية وكان بإمكانها محاربة الولايات المتحدة هناك بدلا من التهديد بقطع الموارد النفطية وتعريض الامن الاقتصادي لشعوب المنطقة للخطر, ان حل مشكلات إيران ومصائب نظامها المتخلف لا يتأتى من خلال تخريب دول الجوار وتعكير الامن والسلام الاقليمي والدولي من خلال اتباع سياسات مسؤولة وشرعية تراعي مصالح الجميع بعيدا عن لغة البلطجة وشعاراتها.

النظام الايراني يعيش اليوم فعلا ومن خلال تلك الحركات تداعيات التردي والسقوط وهو الامر الذي سيحصل مع تحرك الشعوب الايرانية واخذها زمام المبادرة وبالتوازي مع حقيقة سقوط الحلف الفاشي -الطائفي- العدواني الذي يمثل النظام السوري أبرز حلقاته, وفي النهاية فإن التحركات العسكرية التهديدية الايرانية ليست سوى مسرحية رديئة تكررت سيناريوهاتها كثيرا خلال العقود الماضية, فلن يحدث الاصطدام بين الاسطول الاميركي الخامس وحرافيش القوات الايرانية المشتركة !, والمسألة برمتها لا تعدو سوى أن تكون غزلاً من النوع الساخن, فالنظام الايراني بطبيعته البراغماتية و”التقوية” يعرف تماما من أين تؤكل الكتف, وهو لن يغامر بإشعال معركة يعرف نتيجتها مسبقا

بعيدا عن لغة الشعارات الثورية, إن التحركات والتهديدات الايرانية هي مجرد رسالة قليلة الادب لدول وشعوب الخليج العربي… وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

للكاتب داود البصري؛ نقلا عن السياسة الكويتية

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …