العام الحالي سيخلق فراغاً أمنياً في منطقة الخليج قد يؤدي الى ازدياد النفوذ الايراني.
وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر ان “خروج القوات الاميركية من العراق سوف يسبب فراغا امنيا من دون شك”.
واضاف ان “الوجود الأميركي في العراق كان يعطي قوة عسكرية مجاورة لدول الخليج التي ترتبط بمصالح واتفاقيات مشتركة” مع واشنطن, معتبراً ان “هذا الوجود يوفر نوعاً من الاستقرار الامني بسبب القدرات العسكرية الاميركية”.
وأشار بن صقر الى “تحديات” يتمثل أبرزها في “تصاعد النفوذ الايراني المخابراتي والعسكري في العراق والذي لن يشكل تهديدا مباشرا له انما ستستخدمه ايران نقطة انطلاق نحو دول الخليج وتعويض الحليف السوري”.
واضاف “لا ننسى ان عناصر من “حزب الله” السعaودي واخرى من المعارضة البحرينية كانت تلقت تدريبات في سورية سابقا”.
واوضح أنه “من الناحية السياسية, سوف يكون العراق مرغماً على التقرب من ايران بعد الانسحاب الاميركي والغياب الواضح لكل من السعودية وتركيا عن المشهد العراقي”.
وبالنسبة لتداعيات الانسحاب على العراق, قال بن صقر ان “العراق في وضعه الحالي غير جاهز وحجم التحدي كبير وقدراته العسكرية لم تبن بعد, كما سيواجه تحدي المجموعات المسلحة التي بدورها تنقسم بين ارهابية وطائفية وقومية”.
من جهته, قال خبير الشؤون الايرانية مدير معهد الدراسات الستراتيجية في الكويت سامي الفرج “نحن مستعدون للانسحاب الاميركي من العراق, لدينا اتفاقات امنية مع واشنطن وقدراتها تتناسب مع حاجيات المرحلة وبإمكانها تسديد ضربة موجعة إذا أراد الايرانيون مهاجمة” اي دولة في الخليج.
واضاف رداً على سؤال “اذا تقاعست الولايات المتحدة عن استخدام قدراتها للدفاع عنا في حال تعرضنا لهجوم ايراني, فقد يكون هناك خلل في دفاعاتنا الشمالية البرية وليس الجوية او البحرية, لدينا تفوق وقدرات عسكرية في المجالين” الأخيرين.
واعتبر الفرج “أنه من المحتمل ان تقوم ايران بنشر مئات الزوارق الصغيرة المحملة بالمدافع في الممرات المائية المخصصة لنقل النفط ما سيزيد من أكلاف التأمين وستكون اشبه بالعصابات البحرية التي قد تخلق قلقا لكنها لن تحقق شيئاً”.
وبشأن احتمال ان تدخل قوات ايرانية العراق, قال ان” اسلحة القوات الايرانية مهترئة وقديمة. ليست هناك قدرات كبيرة لدى الايرانيين لدفعها الى هناك فللعراقيون خبرة اكثر منهم لانهم يتدربون منذ العام 2003″.
واشار الفرج إلى أن “الايرانيين قد يلجأون الى أعمال تخريبية وليست عسكرية, فسلاح الطيران الايراني غير فعال لكنهم قد يستخدمون المقاتلات التي ارسلها (صدام) حسين الى بلدهم وهي قديمة ايضا من الثمانينات”.