هروب كبيرة من الإجابة الواضحة والصريحة على مجموعة من الأسئلة المباشرة والمحرجة وجهها إليه الصحفي بقناة “الجزيرة” علي الظفيري مقدم برنامج”في العمق”.
وفي محاولة للدفاع عن تدخل نظام ولاية الفقيه في شؤون المنطقة وفي البحرين خصوصا وقع علي سلمان في اعتراف غير مقصود حينما قال إن إيران تستغل الشيعة في الدول التي تحدث فيها مشاكل سياسية كالبحرين في حين ضرب أمثلة على ما قال إنه “عدم استغلال من إيران للشيعة في عُمان والإمارات والهند”، مما قد يفسر ضمنيا بأن إيران تنتظر اندلاع مشكلة سياسية في هذه البلدان.
علي سلمان تهرب من الإجابة على سؤال للصحفي حول “إيمان” عيسى قاسم بمرجعية ولاية الفقيه واحتمى بالقول إن قاسم، الذي وصفه بأنه أعلى مرجع ديني لشيعة البحرين، “لا يسعى لتطبيق ولاية الفقيه في البحرين” متجاهلا حقيقة السؤال التي كانت تتحدث عن “إيمان” قاسم بهذا المشروع المذهبي السياسي.
كما بدا سلمان في غاية الحرج أثناء الحديث عن طائفية “الوفاق” وسيطرة مكون مذهبي واحد عليها ، معترفا بأنه لا يوجد أي قيادي لا ينتمي لمذهب الجمعية في دوائر صنع القرار أو الاستشارة فيها.
وجوابا على سؤال وُجه إليه يقول: هل تقدم نفسك باعتبارك رجل دين أم رجل سياسة؟، عمَد سلمان، الذي كان يرتدي لباسه الديني خلال المقابلة، إلى تشبيه نفسه بالمرشد العام للإخوان المسلمين في مصر ورئيس حزب النهضة في تونس ورئيس حزب العدالة المغربي، قبل أن يعترف في وقت لاحق بأنه يقلد ويتبع مرجعا دينيا في العراق ويتمسك بفتاواه، في حالة ينفرد بها عن الشخصيات التي شبه نفسه بها، كما أنه لم ينف وصفه بـ”رمز سياسي ديني” حينما وصفه الصحفي بذلك أكثر من مرة.
واعترف سلمان مرارا خلال المقابلة أن حزب الله اللبناني هو التنظيم الشيعي الوحيد الذي “يُعلن” ارتباطه العضوي بإيران ، وهو ما لا ينفي وجود هذا الارتباط لدى تنظيمات سياسية شيعية أخرى وإن كانت لا “تُعلن” ذلك.
وغض سلمان الطرف عن سؤال حول استعداد المعارضة البحرينية المختصرة في “الوفاق” لتقديم تنازلات من أجل الوصول إلى حالة من التوافق السياسي يخرج البلاد من الأزمة القائمة، وهو التصرف تقريبا الذي قام به حيال سؤال عن سيطرة “المتشددين” الموصوفين بالصقور في جمعيته على الشارع ؛ وقال “نحن لسنا صقور ولسنا حمائم”.
وعن موقف “الوفاق” وتوابعها من الثورة السورية تهرب علي سلمان مرات عدة من إعطاء رأي صريح ولجأ إلى الحديث عن الثورات العربية بشكل مجمل من تونس إلى مصر مرورا باليمن، لكنه اضطر تحت الإحراج المتكرر من الصحفي إلى القول إنه مع إرادة الشعب السوري.