نقلت صحيفة الوطن الكويتية عن مصادر عراقية مطلعة أن المرشد الإيراني علي خامنئي اتخذ قرارات عدة لمواجهة تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق وتزايد احتمالات تفاقم الخلافات بين القوى السياسية الشيعية التي يمكن ان تضعف سيطرتهم على الدولة ومؤسساتها.
واشارت الصحيفة اليوم الخميس الى ان إيران كثفت من جهودها لدعم المالكي الذي ترفض المرجعية الدينية في النجف استقباله وأي مسؤول آخر في حكومته بسبب فشلهم في حل مشاكل الدولة وتلبية مطاليب الشعب وسقوطهم في الفساد وسرقة المال العام.
وقالت المصادر للصحيفة “إن خامنئي اختار آية الله هاشمي شاهرودي ليكون “ولي الفقيه” في العراق الذي سيفتتح مكتبا له في النجف كمرجعية بديلة للسيستاني”.
وكانت القناة الفضائية الرسمية “العراقية” ذكرت قبل أقل من عشرة ايام تحدثت عن قرب قدوم شاهرودي الى العراق وقالت إنه سوف لن يدعم اي جهة سياسية عراقية على حساب اخرى وانه لا يأتي فقط للطائفة الشيعية وانما لكل العراقيين وللتقريب فيما بينهم، ولمساعدة الفقراء والمعوزين والأيتام ومكافحة الثقافة الغربية”.
ووفقاً للمصادر نفسها فإن خامنئي يسعى لإضعاف دور المرجعية الدينية في النجف بخلق مرجعية بديلة تتبع إيران بشكل كامل، كجزء من خطة وقائية للتصدي للمخاطر والتهديدات التي يتعرض لها النفوذ الإيراني على خلفية انفجار الخلافات الكامنة بين الأحزاب الشيعية التي ستشهد تفاقماً أكبر بعد الانسحاب الأمريكي الى درجة الدخول ربما في اشتباكات مسلحة فيما بينها تفتح الطريق امام تقويض النفوذ الإيراني وإسقاط المالكي.
وقالت المصادر إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني يواصل استدعاء قادة القوى والميليشيات العراقية الطائفية الى طهران لتقديم النصائح والتوجيهات والانخراط في دورات سياسية وتنظمية وتعليمية تتناول الخطوط العريضة للسياسة الإيرانية في العراق كان آخرها حضور قادة حزب الدعوة والمجلس الأعلى وفيلق بدر وتيار الإصلاح المؤتمر العالمي لمجمع آل البيت في طهران.
وكان شاهرودي تولى رئاسة السلطة القضائية في إيران حتى العام 2009، وقبل ذلك في الثمانينات كان ناطقاً باسم حزب الدعوة الإسلامية العراقي.