واشنطن – يو بي اي, ا ف ب, د ب أ: تمسك أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي بموقفهم المتعلق بفرض عقوبات على المصرف المركزي الإيراني, على الرغم من محاولات إدارة الرئيس باراك أوباما لإقناع المجلس بإدخال تعديلات على مشروع قانون العقوبات الذي كان صوت عليه في إطار مشروع قانون دفاعي أوسع الأسبوع الماضي.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن إدارة أوباما بعثت رسالة إلى الكونغرس تتضمن لائحة من التعديلات على اللغة المستخدمة في مشروع قانون مجلس الشيوخ الذي تم التصويت عليه الأسبوع الماضي بالإجماع, والذي ينص على معاقبة أي مصرف يتعامل مع “المركزي الإيراني”, وذلك خوفاً من أن تؤدي العقوبات الجديدة إلى زعزعة أسواق النفط من خلال رفع الأسعار.
وتجري مفاوضات الأسبوع الجاري بين مجلسي النواب والشيوخ بشأن مشروع القانون الدفاعي خلف أبواب مغلقة, ما سيمنح الإدارة فرصة جديدة لإدخال تعديلات على مشروع القانون قبل أن يصل إلى مكتب أوباما الذي سيتعين عليه التوقيع على مشروع القانون أو نقضه.
ووجه عضوا مجلس الشيوخ الجمهوري مارك كيرك (الذي قدم مشروع القانون مع الديمقراطي روبرت منينديز), والديمقراطي أدام سميث, رسالة إلى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب باك مكون, يحضانه فيها على الإبقاء على مشروع القانون لأنه “يؤمن للإدارة أداة أساسية لتقويض سعي إيران للسلاح النووي من خلال المحافظة على استقرار أسواق النفط وتشجيع الدول الأخرى على تخفيض شراء النفط من إيران”.
وقال عضوا مجلس الشيوخ إن الإدارة تحاول تخفيف العقوبات, وأن التعديلات ليست “تقنية” بطبعها ويجب رفضها.
وكان البيت الأبيض ووزارة الخارجية أبديا تحفظهما على مشروع قرار العقوبات الذي رأيا أن من شأنه معاقبة حلفاء الولايات المتحدة, وتقويض الدعم الدولي للجهود المبذولة ضد برنامج إيران النووي, وعلى الأخص الصين, الشاري الأكبر للنفط الإيراني والشاري الأكبر للدين الأميركي.
في سياق متصل, أكد مسؤول أميركي كبير في قطاع الامن القومي ان المسؤولين الاميركيين لا يعرفون ما الذي يمكن أن يدفع اسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية الى مواقع ايران النووية, ومتى قد تنفذ هجوماً من هذا النوع.
وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي مارك ليفين “لا أظن أن الادارة تعلم ما الذي ستفعله اسرائيل, ولست متأكدا مما اذا كانت اسرائيل نفسها تعلم ماذا ستفعل, إنها تريد أن تشيع جواً من التخمين”.
من جهته, كرر السيناتور جون مكين, أكبر عضو جمهوري في اللجنة نفسها وجهة النظر هذه, قائلاً “أنا واثق أن مسؤولي الادارة لا يعلمون ماذا سيفعل الاسرائيليون, لم يعلموا حين قصف الاسرائيليون مفاعلاً سورياً, لكن الاسرائيليين عادة يعرفون ماذا سيفعلون”.
من جهة أخرى, عمد النظام الايراني, أمس, إلى حجب سفارة أميركية افتراضية على الانترنت بعد يوم من افتتاحها, بهدف تواصل واشنطن مع الايرانيين, في ظل غياب العلاقات الرسمية بين البلدين.
وكان الموقع الالكتروني للسفارة الاميركية قد أطلق وصار متاحاً, اول من أمس, نظراً لأنه كانت هناك عطلة دينية في إيران لمناسبة ذكرى عاشوراء, لكن جرى حجبه صباح أمس, بعد استئناف عمل المؤسسات الحكومية.
والسفارة الافتراضية التي تحمل عنوان “ايران دوت يو اس امباسي دوت غوف”, تورد التصريحات المتعلقة بالسياسة الخارجية الاميركية بالانكليزية والفارسية, كما تمد المواطنين الايرانيين بمعلومات عن الحصول على تأشيرات للولايات المتحدة وبأخبار من اذاعة “صوت اميركا” التي تمولها الولايات المتحدة فضلا عن صلات لتبادل الاراء عبر وسائل الاعلام الاجتماعي.
وفي رسالة ترحيب على الموقع, اعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن املها ان يوفر المنتدى سبيلاً للاميركيين والايرانيين للتواصل “بشكل مفتوح ومن دون خوف”.
من جهتها, قالت ويندي شيرمان, المسؤولة عن الشؤون السياسية في الخارجية الاميركية, “لقد سعى النظام لفرض ستار إلكتروني بعرقلته للهواتف المحمولة والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي, غير ان هذا جهد آخر في سبيل السعي لتجاوز هذا الستار وايصال المعلومات مباشرة الى الشعب الايراني”.
وعزز المسؤولون الاميركيون الموقع بوسائل تقنية بهدف مقاومته للهجمات عبر الانترنت.