الحقيقة أن الهوية الوطنية للمرأة والرجل الاهوازيين التي تتمثل باللغة والثقافة والعادات والتقاليد تتعرض للتدمير بسبب فرض اللغة والثقافة الفارسية التي تشكل فقط ثلث مجموع سكان ايران. ووفقا لتصريحات وزير التربية والتعليم السيد حميد رضا حاج بابائي “فان المتحدثين باللغات غير الفارسية يشكلون ثلثي سكان ايران.”
لايسمح للمرأة والرجل الأهوازي من ارتداء ملابسهم القومية في المراكز الرسمية. وغالبا ما تسمى المطالبة في المشاركة السياسية بأنها مطالب “انفصالية” أو يتهم الناشط بالعمالة للاجنبي وهذه المطالب المشروعة تسمى خطرا على “أمن وسلامة ألاراضي الايرانية”.
وقبل بضع سنوات، خلال حكومة الاصلاحيين في ايران ، كانت هناك ثلاث نساء من العرب في أعلى قائمة المرشحين المنتخبين لمجلس البلدية بمدينة الاهواز عاصمة اقليم الاهواز”خوزستان” وهي من ستة أكبر مدن في البلاد. وهذا يعد خير دليل على قدرة مشاركة المرأة العربية الاهوازية في النشاط السياسي ، خلافا للدعاية المعادية للعرب في وسائل الإعلام الإيرانية ، ولذا ينبغي أن تتاح لعرب الاهواز الفرصة في العمل الديمقراطي .
النظام الإيراني لا يسمح لنشر أي صحف عربية حقيقية أو وسائل الإعلام التي تخص العرب في اقليم الأهواز. بدلا من ذلك ، نرى حملة ممنهجة من الكراهية والتشويه للقومية العربية الاهوازية في وسائل الاعلام الايرانية وهذا لا يعزز المشاركة السياسية.
ان الكتب التي تدرس في المدارس الايرانية في مجال التأريخ والادب ملئية في المدح والمفاخرة للقومية الفارسية والقدح والتهجم على القوميات الايرانية الاخرى لاسيما القومية العربية السامية. هذا النوع من الخطاب لا يولد سوى الحقد وعدم المشاركة الاجتماعية والسياسية الحقيقية للمكونات الايرانية الاخرى.
النظام الحالي في ايران يمنع أي ذكر للقومية العربية التي تشكل السكان الاصليين في الأهواز وتقوم بتعتيم اعلامي في وسائل الإعلام المحلية والدولية ضد وجود العرب في ايران.
وفقا لتقريرهيومن رايتس ووتش “ملايين الالغام الارضية الباقية من الحرب العراقية الايرانية في محافظة الاهواز (خوزستان) كل يوم تقتل وتشوه السكان الأصليين ومعظم هؤلاء هم من الفتيات والفتيان الذين يعملون في الحقول ، ومعظمهم من الرعاة ، مما يثنيهم للقيام بأي عمل خارج المنزل. بعد 23 سنة من نهاية الحرب ، لم يقوم نظام طهران بازالة الألغام من الأراضي العربية الأهوازية على طول الحدود مع العراق.
ان الدولة الايرانية تتعمد بعدم تطبيق سيادة القانون وعدم الاعتراف بحقوق المرأة يحرم المرأة الاهوازية من نيل حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لذا ينبغي على الدولة الايرانية الاعتراف بحق تقرير المصير الثقافي واللغوي والسياسي للشعب العربي الاهوازي وباقي الشعوب الايرانية لتتمكن من تطوير ثقافاتهم والغاتهم وتأريخهم واقتصادياتهم.
منذ مارس من هذا العام ، أعدم علنا لا يقل عن 31 رجل في الأهواز وخلال الأشهر ال 18 الماضية وصل عدد المعدومين الى 80 رجل وترك النظام من ان يتحملن النساء الارامل مشقات الحياة اليومية من دون رعاية حكومية تذكر. والجدير بالذكر ان الاف عوائل السجناء والمعدوميين خلال السنوات الماضية يعانون من نفس الحالات المذكورة.
يتم تعيين جميع مسؤوليي الدوائر والمؤسسات الحكومية والتي تشمل القادة السياسيين والعسكريين والامن والضباط ورؤساء البلديات من خارج مقاطعة الاهواز ويتم انتخابهم في طهران. ويحرم على السكان الاصليين العرب من تبؤ المناصب المذكورة.
ندعو من المجلس ارسال موفد المقرر الخاص الجديد لإيران الدكتور أحمد شهيد ، من التحقيق والتفحص في قضية التطهير العرقي التي تجرى على الأقليات العرقية في إيران بما في ذلك الشعب الاهوازي في محافظة الأهواز أو”خوزستان”. . ونحن نقف جنبا إلى جنب مع بقية المجتمع الدولي للطلب من جمهورية إيران الإسلامية ان تلتقي على الفور مع المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في مهمته الرسمية الى ايران ، بما في ذلك اقليم خوزستان. أشكرك
كريم عبديان
رئيس مركز دراسات الاهواز