436x328_43759_180932في مسيرة أسموها بـ"مسيرة البقاء" تحملوا عناء الانتقال من أحضان البلد التي لم تكن دافئة قطعاً إلى بلاد العم سام الباردة أصلا، لكن وكما هو معهود لا يجبر على الشراب المر إلا مرارة أكبر ترديك لا تشفيك,

صابئيو إيران: فررنا من البطش وقطعنا أوردتنا التي تربطنا بالوطن ‏

قصة تبدأ بخنق الحريات وكبح الأصوات ولا تنتهي بوأد الحروف في الحناجر, أمر دفع أكثر من 300 عائلة إيرانية إلى مغادرة محافظة خوزستان الإيرانية إلى غير رجعة.

وللوقوف على ملامح هذه القصة التي أجبرت أبطالها على الهجرة, رصدت “العربية نت” بعضا مما أفضت به هذه الحقائب التي تحمل كلمة “وطن” في مناطق شمال ولاية فرجينيا الأمريكية حيث تقطن أغلب تلك العائلات.

نبذة عن الصابئة

كان الصابئة المندائيون يعيشون في فلسطين حيث ولد النبي يحيى عليه السلام, ثم هاجروا إلى دول عدة كإيران والعراق وسوريا وقلة قليلة تعيش في الأردن الآن في تقلبات زمنية معقدة أحصاها التاريخ وغفل عنها بنو البشر, إذ يطلق على الصابئة في إيران تسميات كثيرة منها اليحيويون -الصبية- المندائيين- أو الصابئة, ويعيش أغلبهم في محافظة خوزستان لاسيما في منطقة الأهواز العربية قرب الأنهار حيث يمارس الصابئة المندائيين طقوسهم والتي ترتبط بالماء ارتباطا عقديا وثيقا.

تبلغ أعدادهم في إيران وفق إحصائيات غير حكومية قرابة 60 ألف نسمة أما عن هذه الديانة فلا يُعد دين الصابئة في إيران ديناً رسمياً لحد الآن لأسباب سياسية بحتة, أما عن حرفتهم التي يشتهرون بها والتي ورثوها عن أسلافهم فهي صياغة الذهب قبل وإبان حكم الشاه لإيران أما الأمر الآن فقد تغير إلى حد كبير وهجرت الأنامل حرفة الذهب وذهبت مع من ذهب.

شهادات

وفي مقابلة مع عماد فوزي 44 عاما مواطن إيراني وصل قبل سنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية قال: “نحن الصابئة كنا نشكل جزءا مهما من النسيج الاجتماعي والقومي خصوصا في إقليم الأهواز محل تواجد أغلب أبناء هذه الطائفة والتي تعتقد أن كتابها (الكنزه ربه) هو النص الحرفي للألواح التي نزلت على أبي الأنبياء إبراهيم الخليل (عليه الصلاة والسلام) أما اليوم فما عشناه وعايشناه في إيران بعد سقوط الشاه جعلنا لا نستطيع حتى الحديث عن طقوسنا البتة”.

وتتحدث أنعام حامد 39 عاما, “كنت أعمل مدرّسة للغة العربية في الأهواز فقمع الحريات يتعلمه الأطفال في مناهج التربية والتعليم منذ الصغر فلا أستغرب عندما يكبرون على الكراهية والبغضاء لكل شيء عربي”.

وتضيف قائلة “أبناء هذه الطائفة المسالمة يشكلون جزءا من النسيج العربي في إقليم الأهواز، فمنذ وقوع هذا الإقليم في قبضة “الثورة الإيرانية” فهم يعانون من اضطهاد مزدوج وذلك بسبب حرمانهم من حقوقهم القومية والدينية خصوصا بعد أن رفض نظام الجمهورية الإيرانية درج ديانتهم ضمن الديانات المعترف بها رسميا”.

ويقول هاني صلاح لاجئ إيراني في الولايات المتحدة الأمريكية: “لقد غاب عن الإعلام ولم يكشف النقاب عن هذا الأمر أحد عندما جرفت الحكومة الإيرانية وقبل ثلاث سنوات المقبرة الرئيسية للصابئة في مدينة الأهواز فإذا لم نتمكن من حماية الأموات فكيف نحمي الأحياء يا ترى.

أما طلال ناصر 55 عاما فتحدث لـ”العربية نت” قائلاً “هل تعلم أنه يجري اضطهاد الصابئة في الأهواز في الوقت الذي يواصل فيه مسؤولون إيرانيون دعواتهم لحوار الحضارات والتقريب بين المذاهب ورائحة التمييز العنصري والطائفي ضد مختلف المكونات القومية والدينية في إيران أفسدت الحياة في وطن حملناه معنا في حقائبنا لنجعله تذكارا”.

موقع إلكتروني لأبناء الطائفة

ونقل أحد المواقع الإلكترونية لأبناء الطائفة الصابئية في الدنمارك خبرا مفاده أن استقبال حسن الخميني حفيد زعيم الثورة الإيرانية الخميني في شهر أغسطس 2011 لعدد من زعماء الطائفة الزرادشتية “المجوسية” يظهر جانبا من الرعاية والاهتمام التي يوليها القادة الإيرانيون لأبناء هذه الطائفة.

كما ذكر في الموقع الإلكتروني أيضا أن الزرادشتيون الذين يبلغ عدد هم 40 ألفا لهم ممثل في البرلمان الإيراني، وكذلك اليهود الذين يبلغ عددهم حسب المصادر الرسمية 35 ألف نسمة لهم ممثل في البرلمان أيضا ويحظون بحقوق سياسية وثقافية جيدة ولهم مدارسهم الخاصة التي تدرّس اللغة العبرية ولهم صحافتهم الخاصة وأشهرها صحيفة “تموز” ولديهم أيضا 23 معبدا في عموم إيران. وكذلك الأمر بالنسبة للمسيحيين، من أرامنة وكلدان والأشوريين، فلهؤلاء ثلاثة أعضاء في البرلمان.

إلا أن المندائيين “الصابئة” الذين يزيد عددهم على 60 ألف نسمة فهم وحدهم الذين حرموا من جميع حقوقهم حيث مازال أبناء هذه الطائفة يهربون إلى القرى والأرياف لأداء شعائرهم الدينية في معابدهم التي بنيت من أكواخ القصب بسبب ملاحقة السلطات الإيرانية لهم.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن ما جاء في المادة الثالثة عشرة من الدستور الإيراني أن الديانات المعترف بها رسميا في إيران هي، الزرادشتية “المجوسية” واليهودية والمسيحية، وقد استثنى منها الصابئة.

نقلا عن العربيه نت

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …