بقلم: نجاح محمد علي
الجنرال آبادي قال: “إن هذا الشهيد العزيز (حسن طهراني مقدم) “كان يعمل على إنتاج صاروخ بالستي عابر للقارات، إلا أن الحادث لم يوقفIran_nucler_woepan_350_x_231

هل أوشكت إيران على الانتهاء من انتاج صاروخ عابر للقارات؟

المشروع بل تأخر لعدة أيام، و كان من المقرر أن يكون هذا الصاروخ ضربة في فم الكيان الصهيوني”، وهو ما أكده الأربعاء 23 نوفمبر قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري أثناء تعيينه خلفا لطهراني مقدم لاكمال ما بدأه سريعا.

قبل ذلك نشرت صحيفة “إيران” الرسمية يوم السبت 19 نوفمبر لقاءً مع شقيق حسن طهراني مقدم الذي لقي حتفه في إنفجار وقع في إحدى القواعد العسكرية غرب طهران لم تعرف حتى الآن أسبابه الحقيقية بسبب تعدد الروايات الرسمية.
و قال محمد في هذا اللقاء أن شقيقه لقي حتفه أثناء إجراء تجارب نهائية على صارخ جديد عابر للقارات. إلا أن الملفت في الأمر إن الصحيفة حذفت هذا الجزء بعد فترة قصيرة بعدما تناولته وسائل الإعلام.

و تطرقت الصحيفة إلى حياة حسن طهراني مقدم الذي كان يشغل منصب قائد وحدة الإكتفاء الذاتي في الحرس الثوري و الذي كان يعمل على تطوير الصواريخ البالستية فيها.

و قدم موقع الصحيفة “محمد طهراني مقدم” على أنه أحد المسؤولين في مخابرات الحرس الثوري منذ 1981، و كان أحد الحراس الشخصيين للمرشد علي خامنئي.

و في رده على سؤال حول ضلوع إسرائيل في التفجير الذي وقع في القاعدة العسكرية قبل أسبوع رد قال: “يمكنني أن أقول في جملة واحدة فقط أن مشروع الصاروخ كان في مراحل تجاربه النهائية. و كان المشروع يتعلق بصاروخ بالستي عابر للقارات و كان في مراحله النهائية. كذلك إن هذه العملية كانت سرية للغاية. و إن السبب وراء هكذا إدعاءات هي إنهم لا يعرفون تفاصيل هذا المشروع”.
ايران تستعد للحرب [2]

ايران تستعد للحرب

لكن الملفت في الأمر إن “محمد طهراني مقدم” و في لقاء أجراه معه موقع “فارس نيوز” التابع للحرس الثوري نفى ما ورد في هذا الجزء من تقرير الصحيفة و قال إنه لم يتحدث قط عن أي صاروخ بالستي عابر للقارات.

و بعد نفي “طهراني مقدم” لما ورد في تقرير صحيفة إيران الحكومية، أقدمت الصحيفة على حذف هذا المقطع من اللقاء في نسخها الإلكترونية، كذلك غيرت عنوان المقال الذي كان يتضمن تلك الجملة حرفيا. إلا أن الموقع الرسمي لـ “مؤسسة إيران للثقافة و الصحافة” و المالك الرئيس للصحيفة وهي وكالة الأنباء الايرانية الرسمية لم يقم بحذف المقطع المذكور من موقعه الإلكتروني.
و تجدر الإشارة إلى أن البرنامج الصاروخي الإيراني كان أحد الأسباب التي تذرعت القوى الغربية في فرض عقوبات الدولية على ايرانNejah_Mohammad_ali
.

و تقول الدول الغربية إن سعي إيران لإمتلاك التكنولوجيا النووي يتزامن مع مضي إيران في إجراء بحوث في كيفية صناعة و تركيب رؤوس نووية على صواريخها الباليستية العابرة للقارات، و الذي تعتبره الدول الغربية خطرا على أمن المنطقة و العالم،الأمر الذي نفته إيران مرارا و تقول إنه لا علاقة بين برنامجها النووي و صناعاتها العسكرية، و تعتبر إيران النجاحات التي توصلت لها في صناعاتها العسكرية خصوصا في ما يتعلق بصناعة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، عنصرا رادعا يحميها من أي ضربة عسكرية غربية قد تستهدف أراضيها.
صانع الصواريخ!

و يقول القادة العسكريون في إيران إن الجنرال “حسن طهراني مقدم” الذي كان قائدا لمنطمة الجهاد للإكتفاء الذاتي في الحرس الثوري لعب دورا محوريا هاما في تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية، و إن طهراني مقدم هو من وضع حجر أساس القدرة الصاروخية للحرس الثوري.

و حسب ما صرح به شقيقه لصحيفة “إيران” فإنه أسس وحدة المدفعية في الحرس الثوري أبان الحرب العراقية الإيرانية في عام 1981، و في عام 1983 تولى قيادة الوحدة الصاروخية فيها. و بفضله توصلت إيران لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية و ذلك في الفترة التي تولى قيادة منظمة الجهاد للإكتفاء الذاتي في الحرس الثوري.

و قال “محمد طهراني مقدم” أيضاً إن أكبر إنجاز لشقيقه هو التوصل لتكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي أوكلت الجمهورية الإسلامية مهامه و قيادة ذلك المجال لشقيقه. و إن شقيقه فقد حياته في سبيل هذا الإنجاز.

إلا أنه لم يعط أي إيضاحات حول ما إذا كان شقيقة كان يعمل على أي نوع من الصواريخ الباليستية التي أودت بحياته و قال: “أخبركم بكل وضوح إن أي قمر صناعي لكي تضعه في مداره في الفضاء الخارجي لابد إن تكون هنالك قوة جاذبية. أي في الواقع صاروخ ينقل القمر الصناعي إلى الفضاء الخارجي”.

و أضاف طهراني مقدم ، إيران وقعت مع روسيا إتفاقية لإطلاق الأقمار الصناعية التي صنعت في إيران مستعينة بالصواريخ الروسية، إلا إن روسيا لم تف بتعهداتها و رفضت إطلاق القمر الصناعي، و هذا الأمر دفع إيران للإكتفاء بإمكانياتها المحلية المتاحة لإطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء الخارجي.

و أشار طهراني مقدم إلى بدء تعاون بين منظمة الجهاد للإكتفاء الذاتي التابع للحرس الثوري مع منظمة الفضاء الإيرانية التي تعمل تحت إشراف الرئيس محمود أحمدي نجاد من اجل صواريخ ناقلة للأقمار الصناعية داخل إيران و قال: “لقد بدأ العمل بهذا المشروع و آمل في أن يستمر زملاء الشهيد (حسن) في إكمال المهمة حتى نتمكن نكون مكتفين على أنفسنا في مجال الفضاء”.
التهديد مقايل التهديد!

الصاروخ الباليستي هو صاروخ يعمل كقوة محركة فقط اثناء المراحل الأولى للإطلاق و يتّبع مسارا منحنيا (أو شبه مداري)، وهو مسار يتأثّر حصرا بالجاذبيّة الأرضيّة والاحتكاك الهوائي (مقاومة المائع). المسار المنحني يسبقه مسار تسارع ناتج عن محرك صاروخي يمنح الصّاروخ الدفع المناسب للوصول إلى هدفه. و هو بعيد المدى (أي أن مداه يتجاوز 5.500 كم أو 3.500 ميل) يمكنه أن يعبر الغلاف الجوي ثم يعود إليه من جديد، و هو مصمم أساساً لنقل الأسلحة النووية لإصابة أهدافها، حيث قد يحمل الصاروخ النووي رأسا نوويا واحدا أو أكثر.

وتختلف الصواريخ عابرة القارات بمداها الأكبر عن باقي الصواريخ متوسطة المدى وصغيرة المدى. وهي تصل الى أمريكا اذا ولا يريد الحرس الثوري الكشف عن تفاصيلها الان وهو يشكك في ان احمدي نجاد وفريقه المسيطر على صحيفة ايران في نقل معلومات سرية لامريكا عن هذه الصواريخ ولهذا تم حذف هذا الجزء من المقابلة بعد نفيه في وكالة فارس التابعة للحرس الثوري وهو بذلك يكشف حجم الخلاف مع احمدي نجاد.

ومنذ تلك المقابلة النادرة مع شقيق طهراني مقدم، وايران تلوح في ضوء زيادة الضغوط عليها بتغيير استراتيجتها الدفاعية الى”التهديد مقابل التهديد” وهذا لايعني فقط الرد العسكري في مناطق النفوذ والتواجد الأمريكيين او على اسرائيل مباشرة، بل لاشعار الغرب واسرائيل ان ايران ربما تكون هي البادئة في شن هجوم وقائي على مناطق قريبة منها وليس على اسرائيل لان الولايات المتحدة لاتؤيد الان اسرائيل في توجيه ضربة عسكرية لايران، وفي حال تعرض اسرائيل لضربة وقائية ايرانية فانها ستؤيد اسرائيل في الرد على ايران بضربها عسكريا.

وكما تسرب هذه الأيام، اذا شعرت ايران إنها في خطر جدي فانها وبحسب تعليمات جديدة للمرشد علي خامنئي، ستقوم هي بتوجيه ضربة وقائية.

فقد نقلت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الثلاثاء 22 نوفمبر أن ايران أعادت النظر في استراتيجيتها الدفاعية وقالت إن مساعد الشؤون الامنية والعمليات في قيادة أركان قوات المسلحة الايرانية العقيد محمد باقري قال في البرلمان الايراني الثلاثاء “إن الامام علي خامنئي صرح أخيرا بان النظام الاسلامي سيواجه اي تهديد بلغة التهديد وهذا يعني اعادة النظر في استراتيجيتنا الدفاعية”.

هذه الاستراتيجية تعني أن ايران ستهدد كل مناطق التواجد الأمريكي في المنطقة وخاصة الخليج حيث يوجد أكثر من أربعين الفا من الانتحاريين ضمن وحدة خاصة تابعة للحرس الثوري مكلفة بالقيام بضرب القطع البحرية الأمريكية في الخليج.
وربما تأتي هذه التصريحات في إطار الردع ليس الا.

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …