كتب الكثيرون عنك وكنت من ضمنهم,كتبوا عن إنجازاتك وعن حزنهم بفقدك وخسارتهم فيك.وكان الجميع محقون فإننا خسرنا بطلا لا يعوّض,رمزا لا يتكرر ومناضلا قل مثيله.
كتب الكثيرون عنك وكنت من ضمنهم,كتبوا عن إنجازاتك وعن حزنهم بفقدك وخسارتهم فيك.وكان الجميع محقون فإننا خسرنا بطلا لا يعوّض,رمزا لا يتكرر ومناضلا قل مثيله.
وها انا اليوم اريد ان اكتب عنك ولكن فجأة اعدل عن قراري لأكتب اليك,قد لا يتقبل البعض هذه الرسالة التي ارسلها لك اليوم ويقولون أن الأموات لا يقرؤون ولكن اجيب بأنك لست بميّت (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون)) صدق الله العلي العظيم.وقد يقول البعض انك لم تقتل واجيب ان القتل ليس بالرصاص والسم فقط, ولكن مجرد انك كنت مناضلا تغربت لاجل وطنك وشعبك فإنك شهيد بلا شك.
لن اكرر عبارات الحزن والألم الذان نشعر بهما برحيلك فأتذكر من خلال مكالماتي الهاتفية القليلة معك أنك كنت تكره اليأس والحزن وتحثنا على الأمل,ولذلك لن نيأس بفقدك فكلنا أمل بان الجيل الجديد الذي تربى على يدك سيكمل مشوراك ويبقى على عهدك سواء من كان له شرف الالتقاء بك أم من حرم من ذلك بسبب النظام القمعي الايراني.
أريد اليوم أن اخبرك,استمرت “نيسان” التي كنت شاهدا على ولادتها وناظرا عليها من بعيد دون ان تتدخل بنوعية المواد المطروحة فيها وقدمت لنا الدعم دون حتى ان تسأل عن توجهاتنا الفكرية وبالرغم من انك كنت واثق من وجود من هم يخالفونك فكريا في اسرة التحرير ولكنك لم تبخل علينا لا بالمشورة ولا بالكتابة.
واخبرك ايضا,ابواب الاعلام العربي والعالمي التي فتحتها امام القضية الأهوازية وكنت الرائد في الظهور على شاشات التلفزة والاذاعات والصحف لازالت مفتوحة امامنا بفضلك وبمجهودك ولكنها تفتدقك,تفتقد طرحك الراقي وفكرك النيّر واسلوبك المميّز وامانتك في نقل صوت الأهواز للعالم.لا زال الأهوازيون يسعون للظهور في الاعلام ولكن بكل ظهور لهم,تشكرهم الأهواز وتتذكرك…فكان لحضورك وقع خاص تزفه الأهواز باطلاق رصاصات الفرح وملأ الجدران بعبارات كـ “عاش المناضل الجسور منصور الأهوازي” وبالفعل عشت يا قائدنا منصور فأنت في القلوب حي.
واخبرك ان المنظمات والمؤسسات الدولية التي رفعت فيها علم الأهواز عاليا واجبرتها على الاعتراف بالقضية الأهوازية التي كان غبار التجاهل يأكلها لا زالت تستقبلنا ولكنها تبحث عن وقع خطاك المميز فيها والذي كان يهز عروش الملالي في طهران,نعم كانوا يخشوك وللآن يخشون طريقك ونهجك الذي نسير عليه.
ولا يفوتني ان اخبرك بالالقاب التي لقبك بها الاهوازيون والعرب بعد ان شددت رحال السفر بدءا بما لقبتك به نيسان فقد اطلقنا عليك “منصور الأهواز ” لان مجرد وجودك في التاريخ الأهوازي يعتبر نصر للشعب,ولقبك البعض بشمس القضية وبالفعل كنت تشرق علينا ورغم افتقادنا لشروقك إلا ان دربك لا زال مستنيرا وآخرون اطلقوا عليك الزعيم وبالفعل انت القائد والزعيم الذي علّمنا النضال واطلق البعض عليك لقب “مواطن أهوازي ” لتتشرف الاهواز وشعبها بكونك مواطنا فيها ويختزل الدكتور محمود سيد دغيم كل ذلك ببيت من الشعر في رثائك :
أَعَدَّ مَنْصُوْرُ أَعْدَاْداً وَدَرَّبَهَاْ
حَتَّىْ تُحَرِّرَ أَرْضاً بَعْدَ إِعْدَاْدِ
وَكَاْنَ كَالْبَحْرِ لاْ تُحْصَىْ مَآثِرُهُ
مَنَّاْعَ مُعْتَسِفٍ طَلاَّعَ أَنْجَاْدِ
كَالسَّيْفِ يَجْدَعُ أَنْفَ الْمَزْدَكِيِّ إِذَاْ
مَاْ جُرِّدَ السَّيْفُ مِنْ جَفْنٍ وَإِغْمَاْدِ
بالفعل كنت بحرا من الانجازات وسيفا في وجوه الطغاة وقد نذرت حياتك لإعداد جيش من المثقفين الذي كنت تأمل بانهم سيسيرون على دربك لتحقيق حلمك بالحرية للأهواز ونعدك باننا على العهد باقون.
ايها القائد الفذ والمناضل الجسور,نفتقدك اليوم كحضور مادي ولكن نحتفظ بتعليماتك واقوالك وعهودك,نحتفظ بفكرك الاصيل ومخزون آرائك السديدة وثروتك العقلانية.قد يرى البعض ان الكتابة عنك بعد رحيلك بمثابة عبادة للأموات واجيب ان كان تقديرنا لشخصية ضحت كل حياتها لاجل رسم ابتسامة على وجوه اطفال الاهواز ولاجل ان لا تضيع نساء الاهواز بين التشريد والجوع ولاجل ان تستمر القضية الاهوازية بسيرها تجاه الحرية يعد عبادة للأموات فإننا-واستغفر الله- نعبد الاموات.
والكتابة وحدها لا تكفيك فعلينا ان نقدرك اكثر,علينا ان نزرع في كل شارع من شوارع الاهواز تمثالا لك وان نسمي كل مواليدنا”منصور” وان نرفع صورك كأعلام ترفرف فوق رؤوسنا لكي لا ينسى الجيل الآتي انه كان للأهواز منصورا اسس طريق النصر.
نفتقدك ولكن حسبنا بانك تعيش في كل بيت اهوازي وفي قلوب كل الاهوازيين.
راية الطرفي