بقلم – صافي الياسري: بدأت مقدمات ما حذرت منه في ورقتي السابقة، حول تخطيط إيران لاستغلال أيام عاشوراء، ومجالس العزاء الحسينية في البحرين، ظهورها على السطح، بعد أن تم التأسيس لعدد من بناه التحتية في مناسبتي وفاة الإمام محمد الجواد آخر يوم من ذي القعدة، وولادة الإمام علي الهادي في الأول من ذي الحجة، إذ شهدت البحرين بأكملها وعدد كبير من مدن العراق وبخاصة بغداد، هبة تأسيس وتهيئة مجالس عزاء ومواكب حسينية لم يسبق لها مثيل وانتشرت لافتات الإعلان عنها في كل مكان تقريباً، وفي أول (بروفة) لهذه البنى شهدنا محاولة اتهام سلطات الأمن البحرينية بقتل المواطن البحريني علي حسن الديهي تعذيباً، لأنه والد أحد أعضاء جمعية الوفاق!!! بحسب ادعاء أعضاء الجمعية المعروفة الولاء؟؟ وهي محاولة تحمل بصمات الفبركة المخابراتية الإيرانية بوضوح جلي، إذ تستغل عملية تشييع جنازة ما لترديد شعارات سياسية، واستفزاز أجهزة الأمن وجرها إلى سلوكيات غير محسوبة، ثم قلب العملية برمتها إلى مواجهة تتضمن غلق الشوارع، وإشعال الإطارات، والقتال بالسلاح الأبيض، وقنابل المولوتوف وما إلى ذلك، وهو ما حاول أكثر من 600 شخص من المشاركين بتشييع جنازة الديهي القيام به، الأسبوع الماضي، وهؤلاء، كما نرى، هم بعض مادة التأسيس للبنى التي أشرنا إليها، محاولة تكشف نوعية المحاولات التي تستعد الأدوات الإيرانية المحلية لتنفيذها في أيام عاشوراء، على وفق سيناريو يحمل عنوان (سيد الشهداء 40/ 2011) على وفق معلومات سربها بنحو شخصي أحد قياديي المعارضة الإيرانية من داخل اطلاعات وسنكشف تفاصيله في سطور آتية. الأكاذيب المقبلة وهي أكذوبة تكشف نوعية الأكاذيب المقبلة لتسويغ استغلال مواكب العزاء الحسينية هذا العام كما نؤكد. وكشف هذه الأكذوبة تفصيلياً وبالوثائق، السيد نواف العوضي رئيس نيابة المحافظة الشمالية؛ إذ جدد تأكيد أن تحقيقات النيابة العامة وتقرير الطبيب الشرعي حول وفاة المواطن علي حسن الديهي، البالغ من العمر (78 عاماً) تؤكد أن الوفاة كانت طبيعة، وأنه لا صحة للادعاءات القائلة إن الوفاة حدثت نتيجة التعرض للضرب من قوات مكافحة الشغب، كما زعم بعض أقارب المتوفى المحرضين والمدفوعين إيرانياً. وفي التفاصيل صرح العوضي أن النيابة العامة تلقت يوم الخميس الماضي إخطاراً من مديرية الشرطة بتقدم شخصين ببلاغ زعما فيه وفاة والدهما بمستشفى السلمانية نتيجة تعرضه للضرب من قوات مكافحة الشغب، وباشرت النيابة التحقيق في الواقعة، وانتدبت الطبيب الشرعي لتشريح جثة المتوفى لبيان ما به من إصابات وسبب حدوث الوفاة وكيفيته. وأضاف أن التحقيقات توصلت من واقع الأوراق الطبية الخاصة بالمتوفى البالغ من العمر (78 عاماً) إلى أنه توجه إلى مركز النعيم الصحي مساء يوم الأربعاء الماضي مصاباً بجروح بالوجه بسبب سقوطه، فتم تحويله إلى مستشفى السلمانية، وهناك ذكر بالأوراق الطبية أن إصاباته نشأت عن سقوطه على الأرض في منزله إثر تعرضه للإغماء، وثبت من فحصه عدم انتظام دقات قلبه ومعاناته من ارتفاع مزمن في ضغط الدم، إلا أنه تعرض لانتكاسة صحية مفاجأة أثناء وجوده في المستشفى، وأجريت له محاولات إنعاش للقلب لكنه لم يستجب لها وتوفي. وقال العوضي «إن النيابة العامة استمعت إلى أقوال الأطباء المعالجين بمركز النعيم الصحي وبمستشفى السلمانية؛ وإذ خلصت إلى أن المتوفى حضر في حالة عادية ويسير بنحو طبيعي ومن دون مساعدة من أحد، وأفادهم لدى الكشف عليه أنه أصيب نتيجة تعرضه لإغماء أثناء وجوده بمنزله وسقوطه أرضاً». وبحسب رئيس نيابة الشمالية فإن تقرير الطبيب الشرعي انتهى إلى وجود إصابات في الشفة السفلى والعليا من الناحية اليسرى وكدمة مقابل يسار الجبهة، وهي إصابات بسيطة وسطحية لا صلة لها بالوفاة، وحدثت -من التصوير الثابت بالأوراق الطبية وأقوال الأطباء المعالجين نقلاً عن المتوفى- نتيجة سقوطه أرضاً أثر تعرضه للإغماء بسبب حالته المرضية المزمنة، وأن الوفاة نتجت عن معاناة المتوفى من الحالة المرضية بالقلب، والتي من مظاهرها تضخم في عضلة القلب بسبب الارتفاع في ضغط الدم، والتي أدت إلى توقف الدورة الدموية والتنفسية. وذكر العوضي أن التحقيقات ما زالت مستمرة حتى حينه. واجب قوات الشرطة إلى ذلك نفى المدير العام لمديرية شرطة المحافظة الشمالية « بنحو قاطع ما زعمه المدعو مطر مطر في تصريح لإحدى وكالات الأنباء أن سيارات الشرطة، حاولت (بعد تشييع جنازة المشار إليه المتوفى علي حسن الديهي) دهس المحتجين»، واصفاً هذا الادعاء بأنه «مؤسف جانبه الصواب ومنافٍ للحقيقة». وشدد في الوقت ذاته على أن «واجب قوات الشرطة الذي تلتزم به دوماً هو حماية أمن المواطنين والمقيمين وسلامتهم والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة». وأوضح مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية عبر صفحة وزارة الداخلية على «تويتر» الجمعة الماضية بأنه «بعد تشييع جنازة المتوفى علي حسن الديهي، خرج نحو 600 شخص في مسيرة غير مخطر عنها قانوناً، وارتكبوا أعمال شغب وتخريب وإغلاق للشوارع العامة، مستخدمين في ذلك حاويات القمامة والحجارة، وهو ما استدعى تدخل قوات حفظ النظام التي تعاملت معهم، وفقاً للضوابط القانونية، وتمكنت من إعادة الوضع إلى طبيعته في المناطق التي شهدت هذه الأحداث». أكاذيب وفبركة ومطر مطر، نائب سابق عن جمعية الوفاق، وسبق أن جرى اعتقاله إبان الأحداث المؤسفة، للأسباب نفسها التي يكررها الآن : الخروج على القانون وافتعال الأكاذيب وفبركة التهم ضد النظام وأجهزة الدولة، وأطلق سراحه ضمن من أطلق سراحهم بمبادرة حسن نية من الدولة عله يتعظ.. وهذه هي النتيجة!! وحذرت وزارة الداخلية من استغلال مواكب العزاء أيام عاشوراء لممارسة «أعمال غير قانونية» أو تحويلها إلى «مسيرات غير مرخصة»، مؤكدة أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية لمنع ذلك». كما أكدت الوزارة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الجمعة، أيضاً، أهمية التزام تلك المواكب بالشعائر الدينية. – والسيناريو الذي حواه ملف سري ثقيل يحمل عنوان (سيد الشهداء 40 – 2011) الذي سربت بعض تفاصيله شخصية معارضة إيرانية من داخل (اطلاعات الإيرانية) يحمل صفحات تتعلق، بإعادة تفجير الأوضاع في البحرين خلال أيام عاشوراء تبلغ الذروة فيها يوم الأربعين، كذلك تفجير الأوضاع الأمنية في بغداد الذي بدأ العمل به منذ مدة، وصولاً إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي، بنية الحلول محل الأمريكان على وفق سيناريوهات عديدة بضمنها سيناريو عسكري يتضمن دخول الآلاف من عناصر الحرس الثوري التابعين لفيلق القدس المدربين على حرب الشوارع ومن قوات الكوماندوز، إلى بغداد تحت لافتة زوار العتبات المقدسة، تحت قيادة قاسم سليماني وبإشراف مباشر من المسؤول الأعلى لملف العراق لاريجاني والسفير الإيراني ببغداد القيادي الحرسي دنائي فر يعاونه السفير الإيراني السابق الحرسي أيضاً حسن قمي صاحب الدور المخابراتي المعروف في سفارته بلبنان، الذي يتواجد منذ أشهر عدة ببغداد في مهمة مجهولة ظاهرها استشاري وباطنها مخابراتي أيضاً، ضمن خطة متكاملة يجري فيها توفير المستلزمات اللوجستية اللازمة للسيطرة العسكرية على المنطقة الخضراء، تتولاها شبكة تهريب وإخفاء مدربة، تعاونها زمر اتصالات ذات خبرات تقنية عالية، تعمل ضمن ميليشيات معروفة وبالتواطؤ مع جهات متنفذة موالية لإيران في مراكز المسؤولية الحكومية، بذريعة حدوث انقلاب عسكري بعثي متمم، وشهدنا بوادر هذه الذريعة في الاعتقالات الحكومية التي طالت كل من يتهم بأنه سيعارض الاحتلال الإيراني (تحت ذريعة المشاركة في الصفحة الأولى من الانقلاب البعثي الموهوم!!) كما شهدنا ردود فعل بعض القوى العراقية المخدوعة، بالتوجه نحو إقامة الأقاليم رداً على الانقلاب الطائفي الإيراني الجاري التنفيذ في العراق اليوم، وتلك إحدى غايات نظام ولاية الفقيه لتفتيت العراق ضمن صفحات مشروع بايدن الذي تواجد هذه الأيام في بغداد لأسباب متقاربة، والسيناريو يعد وزير التعليم العالي علي الأديب شديد الولاء لنظام ولاية الفقيه أيديولوجياً وسياسياً، الذي فجر أزمة اجتثاث مئات الأكاديميين لأسباب طائفية، تزامناً وإلقاء القبض على المئات من ضباط الجيش السابق، والذي يشاع أنه انشق عن حزب الدعوة – جناح المالكي – بإملاءات إيرانية، وتنفيذاً للصفحات الأولى من السيناريو، أحد رموزه وقادته. أما صفحة البحرين، فستبدأ مع اليوم الأول لعاشوراء وقيام مجالس التعزية الحسينية، والمواكب، وأدواتها هي الأدوات نفسها التي أسهمت في تفجير أحداث فبراير ـ مارس المؤسفة، مع تهيئة المستلزمات اللوجستية كافة والدعم المالي والإعلامي والتحرك على الساحة الدولية لحشد الرأي العام العالمي، وتحريك مؤسسات مضافة إلى المؤسسات القائمة القديمة، جرى تأسيسها قبيل مدة وجيزة خصيصاً لهذا الغرض أو يجري تأسيسها الآن، كمنظمات مجتمع مدني، تتولى الاتصال وجمع التبرعات والتحشيد والتدريب والإسناد وما إلى ذلك، مع توجه قوي لاستغلال الإمكانات الإعلامية (للميديا الاجتماعية في الداخل والخارج وبخاصة في بريطانيا وأمريكا وكندا وأستراليا) بتكافل وإشراف إيراني قوي من أجهزة اطلاعات والحرس الثوري الإيراني ومكتب البحرين التابع للمرشد الأعلى، وستستمر فعاليات عاشوراء البحرين، بوتائر صدامية متصاعدة تبلغ ذروتها يوم الأربعين وما بعده، ومن غاياتها إن لم تتمكن من تحقيق الغايات التآمرية الإيرانية كاملة في البحرين أو بنسب عالية، تحقيق تغيرات يبنى عليها لفورات لاحقة تراكمية، وخلق بيئة (إزعاج) شديدة السلبية على التواجد العسكري الأمريكي، المنوي نشر عديده الموجود في العراق الآن في كل من الكويت والبحرين وقطر، لفرض واقع تنازلات إقليمية جيو سياسية لصالح نظام ولاية الفقيه، في الخليج وعلى الصعيد الدولي، ويتزامن موعد الأربعين مع موعد نهاية العام الحالي أو موعد الانسحاب الأمريكي من العراق، بفارق أسبوع أو عشرة أيام على الأكثر، وهو ما يؤكد تزامن تنفيذ صفحتي المؤامرة على العراق والبحرين. وإذا تأكد لنا فراغ الادعاءات الإيرانية من أنها باتت مستهدفة من الغرب وإسرائيل الآن، تبين لنا أية نوايا تضمر خلال الأيام العاشورائية المقبلة للبحرين وبقية دول الخليج فضلاً على العراق في ظل تداعيات الأوضاع في الإقليم بعد انكشاف تآمرها على السعودية، وأكد الأمين العام لحلف الناتو أندريس فوغ راسموسين: أن لا نية للحلف على الإطلاق التدخل في إيران، بعد تسريبات بأن بعض الحكومات تخطط لضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية. الإعلام العراقي إلى ذلك وتأكيداً للسيناريو أعلاه ذكر قيادي في التحالف الوطني العراقي، في أحاديث نشرتها وسائل الإعلام العراقية: موقع وكالة الأخبار العراقية، وموقع شبكة عراق أونلاين، وصحيفة الشرق الأوسط، التحالف الذي يضم كلاً من ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، أن «لإيران دوراً كبيراً» في تأخير العملية السياسية في العراق «كون القيادة الإيرانية تعتبر القائمة العراقية (بزعامة إياد علاوي) كتلة سنية وتشكل خطراً حقيقياً على وجودهم في العراق علاوة على وجود خط أحمر على تولي علاوي أي منصب مؤثر في العراق». وكشف القيادي في المجلس الأعلى في تسريبات إعلامية وصلنا مدها، عن أن «طهران قلقة جداً على مصير النظام السوري وهي تريد أن تنقل ساحة الصراع إلى العراق ومنطقة الخليج العربي وسوف تركز على بغداد لتكون بديلاً عن دمشق في حالة سقوط نظام الرئيس بشار الأسد». وأضاف القيادي أن «تعليمات جاءت على شكل نصائح من فيلق القدس المسؤول عن الملف العراقي في إيران تحث ما سمتها القوى الشيعية على شن هجوم إعلامي على دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لإثارة قضية البحرين من جديد، وكذلك لشن هجوم إعلامي ضد الكويت على خلفية ميناء (مبارك الكبير)، وفي الوقت الذي رفضنا نحن تنفيذ هذه النصائح كوننا نحرص على علاقات طيبة ومتينة مع أشقائنا في السعودية والكويت وفي دول الخليج العربي كلها، فإن هناك من بدأ بالفعل مثل هذه الحملات بينهم تيار عراقي ووزير»، في إشارة واضحة إلى التيار الصدري ووزير النقل العراقي هادي العامري، الذي شن هجوماً واسعاً على الكويت بسبب بناء ميناء «مبارك الكبير»، كما هاجم السعودية بسبب وقوفها مع البحرين. وأعرب القيادي في التحالف الوطني عن «القلق والخشية من التطورات السلبية التي سوف تنعكس على الأوضاع العراقية بسبب أحداث سوريا التي نؤيد فيها نحن الشعب السوري الشقيق من أجل نيل مطالبه العادلة، بينما هناك أطراف في التحالف الوطني تقف مع نظام الرئيس الأسد وفي مقدمتهم المالكي باعتباره رئيساً للحكومة وليس كزعيم ائتلاف دولة القانون فحسب»، مشيراً إلى أن «هناك مساعدات تقدم لسوريا سواء من العراق أم إيران تعبر إلى سوريا عن طريق العراق»!! وتعزز خلفيات السلوك الإيراني نحو العراق والبحرين والسعودية وبقية دول الخليج، حتى على الساحة الدولية على الرغم من اختلاف إشاراتها، التوجهات الأساس في المخطط الذي نتحدث عنه، ويمكننا قراءة العديد من تلك الإشارات في حديث عضو في الكونغرس الأمريكي الذي زار البحرين مؤخراً (إيني فاليومافيغا) الذي تناولته الصحف البحرينية المحلية : إن إيران كانت تخطط لزعزعة استقرار البحرين قبل أحداث فبراير بكثير، وأن هدفها في النهاية هو تدمير اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف، خلال ندوة عقدت في نادي الخريجين خلال زيارته بعنوان «أهمية البحرين»: إن هدف إيران ليس حكم البحرين فحسب، ولكن تدمير اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً. وأضاف أنه منذ إنشاء المجلس في عام 1981 كانت دول مجلس التعاون الخليجي شوكة في خاصرة إيران، مؤكداً أنه إذا تمكنت إيران من فصل بلد واحد فقط من مجلس التعاون الخليجي فإن الاتحاد سيتلاشى وسيتم اصطياد الدول الأعضاء الواحدة تلو الأخرى. وقال فاليومافيغا « إن البحرين واجهت هذا العام مشكلة حقيقية تتمثل في حرب بالوكالة كان على جانبها إيران من ناحية ودول مجلس التعاون الخليجي وحلفائه في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى على الجانب آخر». وأضاف أن إيران سعت دوماً لتصدير الثورة الإسلامية وتوسيع نطاق نفوذها في العالم الإسلامي، مؤكداً أن العراق وإيران والبحرين ولبنان وأفغانستان وأجزاء من باكستان أثارت جميعها انتباه إيران بسبب النسبة الكبيرة من الشيعة الذين يعيشون فيها. وقال: إن « إيران استخدمت منذ زمن عناصر الاستخبارات العسكرية لزعزعة استقرار الدول الجارة ولزعزعة استقرار دول مجلس التعاون الخليجي ولدفع هذه الدول بعيداً عن الغرب ابتداء من البحرين». البذرة الأولى وأضاف فاليومافيغا أن البذرة الأولى للمخطط الإيراني لزعزعة البحرين يمكن رؤيتها بوضوح مع ظهور المخططات الإرهابية للانقلاب على نظام الحكم في البحرين بداية العام الجاري. وأكد أن أحد الأمثلة للضغوط التي تمارسها إيران هي الحرق المستمر للإطارات كل ليلة تقريباً في شتى أنحاء البلاد، موضحاً أن الشباب الذين كانوا يتورطون في مثل هذه الأعمال ادعوا أنهم كانوا يفعلون ذلك للتظاهر ضد تهميشهم سياسياً، ولكن الحكومة أدركت أن هذه الأعمال كانت تفتعل بالقرب من أبراج الاتصالات وشكوا في أن الهدف الحقيقي وراءها لم يكن إضعاف المبنى فقط ولكنه كان أيضاً لاختبار سرعة ردود فعل الأجهزة الأمنية وطواقم الطوارئ!! وأكد فاليومافيغا أن ذلك يساوي تقريباً إرسال قنابل زائفة عبر الشحن الجوي لتقييم ردة فعل الأجهزة الأمنية، مضيفاً أن هذه هي الطريقة التي يقوم بها الإرهابيون لشل مجتمع بأسره واستفزاز قواعد المجتمع حتى يقوموا بردة فعل قاسية إما بسبب الخوف وإما الغضب لكي يثور الناس بعد ذلك. وقال: إن « إيران متورطة في مثل هذه النشاطات في البحرين منذ زمن. وأشاد بقيام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى بالتدخل مبكراً في وقت الأزمة وتقديمه عرض المصالحة والمفاوضات. وأعرب فاليومافيغا عن اعتقاده أن صاحب السمو الملكي ولي العهد كان جاداً وصادقاً لدى دعوته إلى المفاوضات لأنه تحدث عن النقاط كلها التي أثارها المتظاهرون، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي شك في أن العديد من المتظاهرين كانوا جادين في رغبتهم في الإصلاح وولائهم للبحرين لأنهم توقفوا عن التظاهر بعد سماع أن ولي العهد تدخل. وأضاف أنه حين سمعت هذه الدعوة توقف المتظاهرون عن التظاهر في بداية الأمر، ولكن في اليومين التاليين تجددت الاحتجاجات وزادت من حيث الكم والحدة وانتشرت في الحي المالي وقاموا بإنشاء نقاط تفتيش غير قانونية وشل الاقتصاد البحريني وقطاع الأعمال. وعقّب أنه لتخفيف العبء على قوات الأمن التي كانت تتعامل مع أمور كثيرة، قررت الحكومة دعوة 2000 جندي من قوات درع الجزيرة تم نشرهم في الحال لحماية المرافق الحيوية ولكن ليس لمواجهة المحتجين. وأضاف أنه رداً على قدوم قوات درع الجزيرة الخليجية حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد البحرين ألا تطلب المساعدة من حلفائها، مؤكداً أنه في الوقت نفسه أخذت المظاهرات منحى أكثر بشاعة. وأكد أن البحرين جائزة ثمينة ليتم اغتنامها فهي دولة عملت جاهدة لتنويع موارد دخلها اقتصادياً واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وهي مركز مصرفي ولديها العديد من الإنجازات. وقال: «إنه في صالح الولايات المتحدة أن تستمر البحرين ملاذاً للسلام والأمن وأن تحمي وتقدم الدعم لحكومة تقدم الحرية للمرأة والأقليات الدينية». وأضاف أنه لا يمكننا أن نسعد باحتمال نشوب الفوضى أو انقلاب عنيف لحكومة مسالمة من قبل متسللين من دولة أخرى. وأكد أن هذا وقت حرج بالنسبة إلى البحرين والبحرينيين، معرباً عن أمله الصادق في أن يقوم الأمريكيون في الكونغرس بفعل كل ما يستطيعون عمله لتقديم الاستقرار للبحرين ابتداء من الآن وللأجيال المقبلة. الإعلام الأمريكي وقال فاليومافيغا إن الإعلام الأمريكي كان متحيزاً ونشر قصصاً وتقارير محرفة حول أحداث البحرين، مؤكداً أن الصحف كانت تقول إن 70% من شعب البحرين يعاملون بنحو غير إنساني، ناصحاً بضرورة العمل لتوصيل وجهة النظر الصحيحة إلى الإعلام الخارجي. وحث فاليومافيغا البحرينيين الذين يشعرون أن الإعلام الغربي تجاهلهم أن يعلوا أصواتهم. وأضاف خلال رده على أسئلة الحضور والصحافيين أن الذين ينتقدون التصوير الإعلامي للأحداث في البحرين يجب أن يرفعوا شكواهم وقصصهم إلى الصحافيين. وأكد أن الكثير من الذي قرأه في الإعلام الغربي كان مغايراً للحقائق التي رآها على الأرض في اليومين الماضيين، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن حرية الصحافة حق أساس مطلق. وأضاف أنه عندما يعود سيخبر الناس أن ما يرونه في الإعلام يجب عدم تصديقه، وأنه يجب على الأشخاص التحري بأنفسهم. وأضاف أنه يدعو الحكومة البحرينية إلى أن تقوم بعمل أفضل في التواصل، وشدد على ضرورة أن يفهم الأمريكيون الصورة بنحو أفضل. ولدى انتقاد أحد الحضور قيام الإعلام والحكومة الأمريكية لإشارتها الدائمة إلى أن سكان البحرين يتكونون من 70 بالمائة من الشيعة و30 بالمائة من السنة، دعا عضو مجلس النواب الأمريكي إلى أن تقوم البحرين بإحصاء رسمي لتتضح الصورة بنحو أفضل لأنه سمع الكثير من الأرقام المتباينة ذات علاقة بهذا الموضوع خلال زيارته. ورداً على اعتراض أحد الحضور على تعيين توماس كراجيسكي سفيراً للولايات المتحدة لدى البحرين حث فاليومافيغا كل من لديه شكوى بهذا الخصوص أن يوجهها إلى وزارة الخارجية البحرينية أو أن يقوم مواطنون بحرينيون برفع شكواهم إلى مجلس الشيوخ الأمريكي. وأكد أنه إذا كانت هناك أية مخاوف حول التعيين فإن الكونغرس يريد أن يسمعها، موضحاً أن مجلس الشيوخ الأمريكي هو الجهة التي تقدم الموافقة النهائية على السفراء الذين يعينهم الرئيس. وأضاف أنه يرحب بتوصيل أية رسالة أو مخاوف من قبل الحكومة أو المواطنين أو الجماعات للتأكد من أن هذه المخاوف يتم التعاطي معها. لجنة تقصي الحقائق ومن جانب آخر أشاد فاليومافيغا بإنشاء اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، معرباً عن أمله في أن يوضح التقرير ما حدث خلال فترة فبراير ومارس. ومن جانب آخر قال: «إن أي هجوم إيراني على البحرين سيكون خطأً فادحاً، مؤكداً أنه سيكون أكبر خطأ إذا كانت إيران تنوي أن تهاجم البحرين. وأضاف أنه يعتقد أن حكومة الولايات المتحدة بيّنت للحكومة الإيرانية على أعلى المستويات أنهم يجب ألا يحاولوا ذلك. وأكد أنه لا يعتقد أن إيران ستكون بهذا القدر من الغباء لتجرب ذلك، موضحاً في الوقت نفسه أنهم حاولوا في الجانب الآخر اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن. ورداً على سؤال ينتقد قيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعوة الحكومة البحرينية إلى الدخول في حوار فقط مع جمعية الوفاق، أكد فاليومافيغا أنها نقطة سليمة، وأنه لم يسمِ أي جماعات معارضة أخرى. وأخيراً.. فإن ما يهمنا قوله هنا، هو اطمئناننا إلى جاهزية البحرين وقدرتها قيادة وشعباً، حكومة ودولة، وأجهزة، على التعامل مع أي سيناريو جديد.. أو صفحة مؤامرة جديدة يحاول نظام ولاية الفقيه (المكسور ظهره بحرينياً) أن يقلبها، مهما بذل من جهد ومال.. والله ناصرنا ومن ينصر الله فلا غالب له.
شاهد أيضاً
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …