منذ انضمام الأهواز إلى السيادة الإيرانية بمعزل عن إرادة شعبها، مرت قضيتنا العدالة بمراحل نضالية عديدة، إلى أن تمكن شعبنا العربي الاهوازي الأبي من اجتياز أهم تلك المراحل وأخطرها، وهي مرحلة الحفاظ على الوجود، معلنا للعالم ، تمسكه بهويته العربية وإصراره على تحقيق مطالبه العادلة والسير نحو طموحاته المشروعة ونقلت هذه القضية العادلة إلى مرحلة نضالية متقدمة أخرى، وهي مرحلة السعي لانتزاع اعتراف دولي كامل بأحقية قضيتنا، والتي تسبق المرحلة النضالية الحاسمة أي مرحلة استعادة كافة حقوقنا المشروعة وعلى رأسها حق تقرير المصير.
ولا شك فإنه كلما اقتربنا من المرحلة النضالية الحاسمة كلما زادت مسؤولية النخبة الفكرية والسياسية الأهوازية صعوبة وخطورة، مما يحتم على هذه النخبة توخي أكبر قدر من الحنكة والحيطة والحذر حتى تتمكن من تسيير الحركة الوطنية الأهوازية نحو مسار صحيح تحافظ من خلاله على مكتسبات وانجازات شعبنا الأهوازي وتعزز قدراته الذاتية وتجنبه متاهات ومآزق قد تؤدي به إلى كوارث أو خسائر لا تجبر.
معلوم أن شعبنا المناضل لم يتمكن من اجتياز المراحل النضالية السابقة إلا من خلال ما قدمه مناضلوه الأبطال من تضحيات جسام، الأحياء منهم والشهداء، من محي الزيبق إلى شهداء الانتفاضة النيسانية مرورا بالشهيد محي الدين آل ناصر، والشهيد سيد فهد والشهيد شريف الناصري وغيرهم من الشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية شجرة المقاومة الوطنية في الأهواز.
والواقع أن الحركة الوطنية الأهوازية تحصد اليوم ما زرعه بالأم الشهداء والمناضلون الأوئل الذين وضعوا المداميك الأولى لمقاومتنا الوطنية.
كما أن هذه الحركة لم تكن لتحققَ ما حققته من انجازات ومكتسبات، ولم تكن لتنتقل من مرحلة نضالية إلى أخرى لو لا نضوج الظروف الموضوعية والذاتية المحاطة بها.
ومن هنا تقتضي مسؤوليتنا الوطنية بعدم حرق المراحل وما تحمله من فرص تاريخية قد لا تتكرر من خلال السعي للقفز عليها قبل نضوجها بواسطة أدوات وأساليب غير موضوعية كالتسويق العاطفي والغوغائية أو المثالية المفرطة التي تتبنى شعارات لا تنسجم ومتطلبات المرحلة.
وانسجاما مع هذه الغاية يتوجب علينا جميعا تكثيف الجهود على جميع الأصعدة من أجل تطوير أدواتنا وأساليبنا وأمكانياتنا الذاتية والتمسك بسلاح الصبر حتى نضوج الظروف الموضوعية والتحلي بالحكمة والعقلانية، بهدف كسب المزيد من الاعتراف الدولي.
وبذلك سنتمكن بإذن الله من تفجير طاقات المجمتع الأهوازي وبناء المؤسسات الضرورية وتعزيز العمل التنظيمي المبني على رؤية واضحة المعالم والأهداف، وكل ذلك استعدادا لبلوغ المرحلة النضالية الحاسمة التي نحن على ثقة تامة بأن شعبنا العربي المقدام لهو قادر على اجتيازها وصولا إلى تحقيق كافة طموحاته الوطنية المشروعة. وغدا لناظره قريب.
وبذلك فقد تبددت كافة محاولات الأنظمة الإيرانية المتعاقبة فرض الأمر الواقع في الأهواز، على صخرة الأرادة الأهوازية الصلبة. وتكلل هذا الانتصار التاريخي بالانتفاضة النيسانية المباركة التي ساهمت بدور حاسم في تغيير الكثير من المعادلات السياسية لصالح القضية الأهوازية.
منصور الأهوازي – تلفزيون الاهواز الفضائي