المنظرون القوميون الفرس من خلال اعتمادهم على التاريخ القديم و عرق موهوم بإسم العرق الآري و تعريف ثقافة ولغة الشعب الفارسي كمعيار للثقافة و اللغة ، اقدمت “حسب زعمهم ” الى القضاء على هوية الشعوب الاجنبية في ايران وهما الأتراك و العرب .
و لقد تطرف المنظرون الفرس في طرح افكارهم هذه الى درجة انهم تحدثوا عن ” عرق أري نقي ” وغالوا في التأكيد على ان اللغة والإدب الفارسي يشكلون عمود الثقافة الإيرانية . وقد رأى هؤلاء ان حفظ و استمرار الثقافة و التراث الحضاري الإيراني يكمن في الإلتزام بفكر يقوم على المباديء التالية .
1- الثقافة الإيرانية القديمة .
2- العرق الآري و اللغة الفارسية .
3- الغاء الثقافات القومية و المحلية
4- الإلتزام بمعايير الثقافة و الحضارة الغربية .
5- مواجهة الإسلام [ و التوجه نحو الديانة الزرادشية – المجوسية – ] ، احاديث حول اللغة و الهوية ، بإهتمام حسن كودرزي ، نشر مؤسسة الدراسات الوطنية – باللغة الفارسية ، ص ، 102 .
في هذا المجال يعتقد الدكتور كجويان ” إن الهوية التاريخية أو القومية والتي تطرح اليوم خطأ كمرادفة للهوية الوطنية الإيرانية ، قائمة على مفهوم الهوية الإيرانية في المرحلة الإولى لظهور مسألة الهوية في إيران .من هنا فإن الحداثويين منذ البداية وعبر هذا الخطأ طرحوا مشروعهم على اساس المشروع القومي و المحلي ” ( نفس المصدر السابق ، ص ، 8 وايضا في علاقة معاداة جمبع الإبرانيين غير الفرس والذي يجسد خطاب الهوية للقوميين . و يعتقد الدكتور جويان ايضا ان هذا لخطاب قد وضع جذور العداوة مع العرب كونهم بمثابة ” الآخر ” و التي بقيت هذه الأفكار مسيطرة على بعض توجهات السياسات الحاكمة حتى اليوم ” نفس المصدر السايق ، ص ، 90
واذا كان الدكتور كجويان هنا لم يذكر غير العرب كونهم ” الآخر” في خطاب الهوية للقوميين ، و لكن في الحقيقة هذا الخطاب لايقتصرعلى معادة العرب كونهم ” الآخر” وحسب و انما يشمل الأتراك ايضا ، وقد يتجلى بشكل واضح من خلال كتابات آخوند زاد’ و محمود افشار ” والأنا ” ذلك الذي يتكلم اللغة الفارسية ، يعني لغة الشعب الإيراني و ” الآخر ” أو ” الغريب ” تعود على اولئك الذين يتكلمون اللغة العربية أو اللغة التركية . وبذلك يعتبر آخوندزادة الاتـراك كالعرب هم ” الآخر” والذين هم خارج الدائرة الإيرانية . ( اصل الهوية الإيرانية الجديدة ، محمد علي اكبري دار نشر العلوم الثقافية ، ص ،66) .
اذا ” الموضوع لايخرج عن امرين وهو اما ان يكون التركي الاذري ايرانيا أم لا ، واذا كان ايرانيا هو ليس بوسعه ان يكون تركيا …. “، محمود افشار ، وحدة الايرانيين و اللغة الفارسية ،شهرية آيندة ، الرقم 2 ، السنة الرابعة ، ابان 1338 الموافق تشرين الاول – اكتوبر – 1959، بالفارسية
وكانت نطرة كهذه تجاه الشعوب غير الفارسية ، هي التي حفزت ظهور المشاعر الفومية لدى الشعوب القاطنة في ايران وعمقت لديهم فكرة المطالبة بالإستقلال .
” ان وقوع الحروب الداخلية و المبادرات المطالبة بالإستقلال و كثرت مختلف المشاكل الاجتماعية وتنوعها …. ما هو الا حصيلة افكار القومية الإيرانية البهلوية و النظرة التاريخة الاصولية الآرية ” ( الدكتور حسين كجويان ، تطورات خطابت الهوية الإيرانية ، دار نشر ني ، الطبعة 3 ، ص ، 92 بالفارسية .
واليوم فإن القوميين المتطرفين الفرس دون ان يكون لديهم أي دلائل داخلية حول الأفكار التي تنادي بالإستقلال ، ودون أي تعقل صحيح فيما يخص هذه المسألة يؤكدون على العامل الخارجي و القاء مسؤولية ما يحدث على كل من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية و تركية وآذربايجان ويتهمون الحركة بالمطالبة بالهوية بالتعاون مع المنظمات الجاسوسية العالمية .
اما فيما يخص العوامل الخارجية المؤثرة و التي ساهمت في نشاة الفكر القومي التاريخي السلفي العنصري الإيراني – الفارسي – يعتقد الدكتور كجويان :
” هناك تيارات و مجاميع مختلفة ساهمت في تشكل الايدولوجية التاريخية السلفية للفكر القومي الفارسي المنطرف ، من بينهم المثقفين بالإضافة الى المجوس أو الزرادشتين الهنود و المستشرقين و المستعمرىن وجهات عدة كلها لعبت دوراً اساسيا و بالغ الأهمية في انتاج المواد الأولية لهذا الفكر .
المصدر :
http://www.tebrizkids.in/ftopicp-16034.html