jaber-ahmadامين جعفري -  ترجمة  : الاستاذ جابر احمد ‏-  قام  الفكر  القومي الأيراني المتطرف  على اساس  التاريخ القديم  وهو مرتبط  ‏ايضا بمرحلة التجديد في ايران ، كما انه  يعتبر البداية   لمرحلة  الاضطهاد القومي  ‏للشعوب القاطنة في ايران  ‏

‏” الأنا ” و” الآخر ” في خطاب الفكر القومي الفارسي (الإيراني) المتطرف

‏ المنظرون القوميون  الفرس  من خلال اعتمادهم على التاريخ  القديم و عرق موهوم ‏بإسم العرق  الآري و تعريف ثقافة ولغة  الشعب الفارسي   كمعيار   للثقافة و اللغة ، ‏اقدمت “حسب زعمهم ” الى القضاء على هوية الشعوب الاجنبية   في ايران وهما ‏الأتراك و العرب .‏

و لقد تطرف المنظرون الفرس  في طرح افكارهم هذه  الى درجة انهم تحدثوا عن ” ‏عرق أري نقي ”  وغالوا  في التأكيد  على  ان اللغة والإدب الفارسي  يشكلون عمود  ‏الثقافة  الإيرانية . وقد رأى  هؤلاء   ان   حفظ  و استمرار  الثقافة  و التراث  ‏الحضاري الإيراني   يكمن في الإلتزام بفكر يقوم على المباديء التالية . ‏

‏1-‏         الثقافة الإيرانية القديمة .‏

‏2-‏         العرق الآري و اللغة الفارسية .‏

‏3-‏         ‏ الغاء  الثقافات القومية و المحلية ‏

‏4-‏         ‏ الإلتزام  بمعايير الثقافة  و الحضارة الغربية . ‏

‏5-‏         مواجهة الإسلام [ و التوجه نحو  الديانة الزرادشية – المجوسية – ] ، ‏احاديث حول اللغة و الهوية ، بإهتمام  حسن  كودرزي ، نشر  مؤسسة ‏الدراسات الوطنية  – باللغة الفارسية ،  ص ، 102 .‏

في هذا المجال  يعتقد  الدكتور  كجويان ” إن الهوية  التاريخية  أو القومية    والتي ‏تطرح اليوم   خطأ كمرادفة   للهوية الوطنية  الإيرانية ، قائمة  على مفهوم   الهوية ‏الإيرانية  في المرحلة الإولى  لظهور مسألة الهوية في إيران .من هنا  فإن ‏الحداثويين منذ البداية  وعبر هذا الخطأ طرحوا مشروعهم  على اساس  المشروع  ‏القومي و المحلي ” ( نفس المصدر السابق ،  ص ، 8  وايضا في علاقة معاداة ‏جمبع الإبرانيين غير الفرس والذي يجسد  خطاب الهوية للقوميين . و يعتقد الدكتور ‏جويان  ايضا ان هذا لخطاب  قد وضع جذور العداوة مع العرب كونهم بمثابة ”  ‏الآخر ” و التي بقيت هذه الأفكار  مسيطرة  على بعض توجهات  السياسات  الحاكمة ‏حتى اليوم   ”  نفس المصدر السايق ، ص ، 90 ‏

واذا كان الدكتور  كجويان   هنا لم يذكر غير العرب كونهم ” الآخر” في خطاب ‏الهوية للقوميين  ، و لكن في الحقيقة  هذا الخطاب    لايقتصرعلى  معادة العرب ‏كونهم ” الآخر”  وحسب و انما  يشمل الأتراك ايضا ، وقد يتجلى  بشكل واضح  من ‏خلال  كتابات آخوند زاد’ و محمود افشار ” والأنا ”  ذلك الذي يتكلم  اللغة الفارسية ‏،  يعني لغة الشعب الإيراني  و ” الآخر ” أو ” الغريب ” تعود على اولئك الذين ‏يتكلمون اللغة العربية أو اللغة التركية . وبذلك يعتبر آخوندزادة  الاتـراك  كالعرب ‏هم ” الآخر”  والذين هم خارج الدائرة الإيرانية . ( اصل الهوية الإيرانية  الجديدة ، ‏محمد علي اكبري  دار نشر  العلوم الثقافية ، ص ،66) .‏

‏ اذا  ” الموضوع  لايخرج عن امرين   وهو اما  ان  يكون  التركي الاذري  ايرانيا ‏أم  لا ،  واذا كان ايرانيا  هو ليس بوسعه ان يكون تركيا …. “، محمود افشار ،  ‏وحدة الايرانيين و اللغة  الفارسية ،شهرية  آيندة  ، الرقم 2 ، السنة الرابعة ، ابان  ‏‏1338 الموافق تشرين الاول – اكتوبر – 1959، بالفارسية ‏

وكانت  نطرة كهذه  تجاه الشعوب غير الفارسية ، هي التي حفزت  ظهور المشاعر  ‏الفومية  لدى الشعوب  القاطنة  في ايران وعمقت لديهم فكرة  المطالبة بالإستقلال .  ‏

‏” ان  وقوع  الحروب  الداخلية و المبادرات  المطالبة بالإستقلال  و كثرت  مختلف ‏المشاكل  الاجتماعية وتنوعها  …. ما هو  الا حصيلة  افكار  القومية  الإيرانية ‏البهلوية و  النظرة  التاريخة الاصولية  الآرية ”  ( الدكتور حسين كجويان  ، ‏تطورات  خطابت الهوية الإيرانية  ، دار نشر ني ،  الطبعة  3 ، ص ، 92  ‏بالفارسية .  ‏

‏  واليوم  فإن  القوميين  المتطرفين الفرس  دون  ان يكون لديهم  أي دلائل داخلية  ‏حول الأفكار  التي تنادي بالإستقلال ، ودون أي تعقل صحيح  فيما يخص هذه ‏المسألة   يؤكدون على العامل  الخارجي و القاء  مسؤولية ما يحدث   على كل من  ‏اسرائيل  والولايات المتحدة الامريكية و تركية وآذربايجان ويتهمون الحركة  ‏بالمطالبة بالهوية  بالتعاون  مع المنظمات الجاسوسية  العالمية .   ‏

اما فيما يخص العوامل الخارجية المؤثرة و التي ساهمت  في نشاة الفكر  القومي ‏التاريخي السلفي العنصري  الإيراني – الفارسي –    يعتقد  الدكتور  كجويان : ‏

‏”  هناك  تيارات  و مجاميع مختلفة  ساهمت   في تشكل  الايدولوجية  التاريخية ‏السلفية  للفكر القومي  الفارسي المنطرف   ،  من بينهم  المثقفين  بالإضافة الى   ‏المجوس  أو الزرادشتين الهنود و المستشرقين و المستعمرىن  وجهات عدة  كلها ‏لعبت دوراً   اساسيا و بالغ الأهمية    في انتاج المواد الأولية لهذا  الفكر .‏

‏ المصدر :   ‏

http://www.tebrizkids.in/ftopicp-16034.html

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …